السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

فنانة في ورطة.. صباح تتقمص دور خادمة وتكشف في اللحظة الأخيرة

الشحرورة
الشحرورة

 واحدة من أطرف الذكريات التي روتها الشحرورة صباح في حوار نادر عام 1958، وسط أجواء البهجة والضحك والمفاجآت التي كانت تميز احتفالات رأس السنة في الوسط الفني قديماً، تُطل علينا عن واقعة حدثت معها خلال حضورها حفلة رأس السنة في منزل إحدى صديقاتها، انتهت بموقف كاد يزج بها في قسم الشرطة.

«تنكرت كخادمة».. ولم يعرفها أحد

في سردها الطريف، قالت صباح إنها قررت تلبية دعوة إحدى صديقاتها لحفل رأس السنة الذي أُقيم على هيئة حفلة تنكرية، واختارت شخصية بعيدة تمامًا عن طبيعتها كنجمة لامعة في سماء الغناء والسينما، وارتدت ملابس خادمتها الخاصة، وأتقنت وضع المكياج، واستعانت بضفائر لتكمل تنكرها على هيئة «خادمة فقيرة من بنات البلد»، بحسب وصفها.

وبالفعل، نجحت الخطة كما أرادت صباح تمامًا. دخلت إلى الحفل دون أن يتعرف عليها أحد، بل اعتقدوا جميعًا أنها بالفعل إحدى الخادمات اللاتي يعملن في منزل صديقتها صاحبة الدعوة. تقول ضاحكة في الحوار: «صاحبة الحفل نفسها ماعرفتنيش!».

منتصف الليل.. وبداية الورطة

مرت ساعات الحفل وسادت أجواء المرح، لكن قرب منتصف الليل، فكرت صباح في مغادرة المنزل لتعود إلى بيتها وتبدل ملابسها التنكرية وتستعد لمرحلة جديدة من السهرة، ربما بملابس سهرة فخمة تناسب شخصيتها الفنية. ولكن المفاجأة كانت في انتظارها عند باب المنزل.

عندما وصلت إلى باب الفيلا، وقف البواب في وجهها وسألها بنبرة حادة: «رايحة فين يا بت؟ اقفي عندك». ارتبكت صباح للحظة، مما أثار شكوك البواب، الذي اعتقد أنها ربما خادمة تحاول مغادرة المنزل خلسة دون إذن، فما كان منه إلا أن بدأ في الصراخ، الأمر الذي أثار انتباه سائقي السيارات المتواجدين بالخارج في انتظار المدعوين.

تجمهر وصياح.. واستدعاء الشاويش

لم تتوقف القصة عند هذا الحد. تجمهر عدد من الحضور وسائقي السيارات حول صباح، في حين استدعى أحدهم الشاويش المسؤول عن تأمين المنطقة، جاء الأخير مسرعًا وأمسك بصباح من ذراعها، مصرًا على اصطحابها إلى القسم لتُحاسب على ما فعلت.

وسط هذه الأجواء المتوترة والارتباك، لم تجد صباح مفرًا من كشف حقيقتها. وتقول في روايتها: «اضطريت أقولهم أنا صباح، المطربة... والناس اتلمت حواليا وما صدقوش في الأول، لكن بعد شوية ضحكوا وصفقوا».

تصفيق ودهشة.. والنجمة تسرق الأضواء من جديد

ما إن أعلنت صباح عن شخصيتها الحقيقية حتى تبدلت الأجواء تمامًا. تحول الذهول إلى إعجاب، والارتباك إلى ضحك وتصفيق.

 فالحاضرين لم يتخيلوا أن صباح، الفنانة الشهيرة بأناقتها وجمالها، يمكن أن تتقمص شخصية خادمة بهذه البراعة التي خدعت بها الجميع.

تروي صباح الواقعة بفخر مشوب بالطرافة، وتؤكد أنها من أكثر الليالي التي لا يمكن أن تنساها في حياتها، لأنها كشفت لها عن قدرتها على التمثيل والتقمص، وجعلت الجميع يتحدث عن طرافتها وخفة ظلها لأيام بعد الحفل.

طقوس فنية لا تُنسى في رأس السنة

تعتبر تلك القصة واحدة من عشرات القصص الطريفة التي كانت تميز احتفالات نجوم الزمن الجميل بمناسبات نهاية العام، حيث كانت تجمعهم أجواء من الود والبهجة والتنكر والفن الخالص، بعيدة عن الأضواء الرسمية، ومليئة بالمواقف التي غالبًا ما ظلت حبيسة الجدران أو أحاديث المجالس، قبل أن توثقها تصريحات نادرة مثل تلك التي أدلت بها صباح.

ورغم مرور أكثر من ستة عقود على هذه القصة، فإنها لا تزال تحمل عبقًا خاصًا من البساطة والعفوية والنجومية الحقيقية التي عُرفت بها الشحرورة صباح، التي لم تكن نجمة فقط على المسرح، بل في حياتها كلها، حتى وهي متخفية في زي خادمة.

وتؤكد صباح أن هذه الذكرى لم تكن مجرد موقف طريف، بل كانت درسًا في أهمية العفوية والمرح، وكيف يمكن لحفلة صغيرة أن تتحول لقصة تُروى لسنوات طويلة.

تم نسخ الرابط