فيلا الميراث تحولت إلى مسرح جريمة.. انهاء حياة حفيد نوال الدجوي

عثرت أجهزة الأمن بالجيزة، صباح اليوم الأحد، على جثمان «أحمد الدجوي»، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم والآداب، داخل شقته، مصابًا بطلق ناري في ظروف غامضة، في وقت تتصاعد فيه الخلافات العائلية بين أحفادها، على خلفية نزاعات قضائية وميراث بالمليارات.
وأكد مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، أن الجثمان عُثر عليه داخل إحدى الشقق السكنية، وعليه آثار إصابة مباشرة بطلق ناري، وسط تضارب في أقوال المحيطين به بشأن تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاته.
وقد بدأت فرق البحث في فحص ملابسات الحادث لكشف ملابسات الواقعة، وتحديد ما إذا كانت جنائية أم انتحارًا، وسط حالة من الغموض تلف المشهد.
خلافات عائلية إلى العلن
وتزامنًا مع الحادث، تصاعدت الخلافات داخل عائلة الدكتورة نوال الدجوي بشكل لافت، بعدما خرج أحد أحفادها عن صمته، كاشفًا عن صراعات طويلة بين أفراد العائلة وصلت إلى المحاكم، وسط اتهامات متبادلة بسرقة أموال ومشغولات ذهبية، وادعاءات بالسيطرة على ثروة ضخمة.
وقال أحد الأحفاد في تصريحات صحفية خاصة: «الدكتورة نوال معندهاش أي فكرة عن اللي بيحصل، الست مريضة جدًا ومش بشوفها من سنين بسبب حالتها الصحية، وهي مستحيل تتهمنا بحاجة أو تشوه صورتنا، كل اللي بيحصل دا ورا إنجي بنت عمتنا وجوزها».
وأضاف الحفيد: «إحنا داخلين في أكتر من ٤٠ قضية وخلافاتنا من زمان، أولاد عمتنا معاهم تقريبًا كل حاجة من التركة، وحتى الدكتورة نوال نفسها معاهم وبيتحكموا في كل تفاصيل حياتها، وأنا مش فاهم ليه المشاكل دي مش بتنتهي».
بلاغات ومحاضر ضد الأحفاد
وفي تصعيد جديد للأزمة، تقدم محامي حفيدي الدكتورة نوال الدجوي، وهما «عمرو محمد شريف» مدير موارد بشرية (45 عامًا)، و«أحمد محمد شريف» مدرس جامعي، ببلاغ رسمي في قسم شرطة أكتوبر أول، اتهم فيه «إنجي.م» حفيدة الدكتورة نوال من ابنتها، وشقيقتها «ماهيتاب.م» دكتورة أسنان، وزوج الأولى «حسني.ر» صاحب شركة عقارات، بسرقة أموال ومشغولات ذهبية من الجدة.
وذكر المحامي في محضره أنه يمتلك دليلًا ماديًا يثبت الواقعة، يتمثل في مقطع فيديو التُقط من كاميرات المراقبة الخاصة بالعقار الذي تقيم فيه الجدة، ويظهر فيه «حسني.ر» وهو يخرج من العقار يوم 17 نوفمبر 2024 حاملًا حقيبتين كبيرتين. وأكد المحامي أن المتهم غادر المكان بسيارته فور علمه بتوجه المحامي إلى المكان، في محاولة منه للهرب.
وتابع المحامي في بلاغه أن «حسني.ر» وزوجته وشقيقتها هم المسؤولون عن مرافقة الجدة منذ أكثر من عامين، ويتولون رعايتها المعيشية والطبية، ما يمنحهم تحكمًا كاملًا في محيطها، ويصعّب على بقية أفراد الأسرة التواصل معها.
قرار قضائي بدفع مليار و80 مليون جنيه
في تطور خطير في القضية، أشار البلاغ إلى وجود محاضر سابقة حُرّرت ضد الدكتورة نوال الدجوي في عام 2024، في نيابة قصر النيل، تتهمها بالاستيلاء على أموال من شركتي «دار التربية» و«الشركة المتحدة». وأوضح أن النيابة العامة أصدرت مؤخرًا قرارًا يُلزمها برد مبلغ مليار و80 مليون جنيه، تنفيذًا لأحكام نهائية صادرة بحقها.
وأضاف المحامي أن حفيدتها «إنجي منصور» هي من قامت بسداد المبلغ المطلوب من خلال إيداعه لدى النيابة العامة، مما أثار الشكوك حول مصدر تلك الأموال، وأعاد إشعال فتيل الخلاف بين الأحفاد.
الأجهزة الأمنية تبدأ التحقيق
وفي سياق متصل، تلقى اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة، إخطارًا من المقدم محمد راغب، رئيس مباحث قسم شرطة أكتوبر أول، يُفيد بحضور المحامي «حسن عبد الرحيم» للإبلاغ رسميًا عن الواقعة بصفته وكيلًا عن موكليه من العائلة.
وبدأت الأجهزة الأمنية في سماع أقوال الشهود وتفريغ الكاميرات داخل العقار وخارجه، لكشف ملابسات جريمة العثور على جثمان أحمد الدجوي، وسط توقعات بأن تكون التحقيقات شائكة ومعقدة بسبب الخلفيات القانونية والعائلية المرتبطة بالقضية.
نهاية مأساوية تعكس أزمة صامتة
الجدير بالذكر أن الدكتورة نوال الدجوي تُعد من أبرز الأسماء في قطاع التعليم الجامعي الخاص بمصر، إذ أسست جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، وامتد نشاطها لعقود طويلة في المجال التربوي. غير أن سنواتها الأخيرة شهدت ابتعادًا تدريجيًا عن الساحة العامة، وسط أحاديث متكررة عن تدهور حالتها الصحية.
بينما تبقى ملابسات مقتل حفيدها أحمد الدجوي محل تحقيقات مكثفة، يرى متابعون أن المشهد يعكس أزمة صامتة داخل واحدة من العائلات الأكاديمية الكبرى في مصر، تحولت من خلافات مالية إلى مآلات دامية.