ختام مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية.. تكريم رموز الإبداع وحضور دبلوماسي لافت

تُختتم، اليوم الجمعة، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، التي أقيمت برئاسة الكاتب والناقد السينمائي ياسر محب، وذلك بعد خمسة أيام حافلة بالأنشطة والعروض والندوات، احتضنتها مكتبة مصر الجديدة والمركز الثقافي اليوناني خلال الفترة من 26 حتى 30 مايو الجاري.
حضور فني ودبلوماسي واسع في حفل الختام
ويُقام حفل الختام مساء اليوم وسط حضور مكثف من نجوم الفن والإعلام والسفراء والدبلوماسيين الأجانب، بالإضافة إلى أعضاء لجان التحكيم، وصُنّاع الأفلام المشاركة في مختلف مسابقات المهرجان.
ومن المنتظر أن يشهد الحفل إعلان وتوزيع الجوائز الرسمية للمهرجان في جميع فئاته، وسط أجواء احتفالية تجمع بين البُعد الثقافي والفني.
تكريم بشير الديك ومحمود قاسم وشيري عادل
في لفتة تقديرية لرموز بارزة في مجال الإبداع السينمائي، يخصص مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية هذا العام تكريمًا خاصًا لاسم الكاتب والسيناريست الراحل بشير الديك، الذي يُعد من أبرز من أثروا السينما المصرية بأعماله الخالدة.
وتتسلّم ابنته دينا بشير الديك درع التكريم، تكريمًا لوالدها الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان السينمائي العربي.
كما يكرم المهرجان الناقد الكبير محمود قاسم، تقديرًا لمسيرته الطويلة وإسهاماته الثرية في توثيق وتقييم الإنتاج السينمائي العربي، ومساهمته الأكاديمية والصحفية التي أغنت الثقافة السينمائية في العالم العربي.
ومن نجوم الحفل أيضًا، الفنانة شيري عادل، التي نالت تكريمًا خاصًا تقديرًا لمسيرتها الفنية الحافلة بالأعمال المميزة على شاشة السينما والتلفزيون، ولحضورها المتجدد في الدراما المصرية.
مهرجان ثقافي يعزز حوار الحضارات
ويُعد مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية أحد أهم المهرجانات المتخصصة في عرض الأفلام الناطقة بالفرنسية أو تلك التي تحمل بصمات الثقافة الفرنكوفونية، من خلال إنتاج مشترك أو مواضيع ترتبط بالفرانكوفونية.
ويمثل المهرجان منصة سنوية للتقريب بين الثقافات، وتعزيز الحوار بين مصر والدول الفرانكوفونية، عبر الفن السابع، ودعم السينما المستقلة والفكر التنويري.
وفي دورته الحالية، وسّع المهرجان نطاقه الجغرافي والثقافي، ليشمل أفلامًا من أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، إضافة إلى مشاركات مميزة من دول عربية ناطقة بالفرنسية مثل تونس والجزائر والمغرب.
72 فيلمًا من 37 دولة.. تنوع لافت ومشاركة شبابية
وكشف رئيس المهرجان ياسر محب، أن الدورة الخامسة تشهد عرض 72 فيلمًا من 37 دولة، تتنوع بين الأفلام الطويلة والقصيرة، إلى جانب فئات جديدة تشمل أفلام الذكاء الاصطناعي، وأفلام «1،2،3 سينما»، بالإضافة إلى أفلام «چين زي» التي تمثل جيل الشباب الحالي المعروف بجيل Z.
وأكد محب أن إدارة المهرجان تسعى من خلال هذه الفئات الجديدة إلى منح الفرصة للمواهب الشابة لعرض أعمالها أمام جمهور واسع ولجان تحكيم متخصصة، بما يسهم في اكتشاف طاقات فنية جديدة على الساحة السينمائية الإقليمية والدولية.
وأضاف أن أحد الأهداف الرئيسية للمهرجان هو توسيع دائرة الحوار حول الثقافة الفرانكوفونية داخل مصر، وربط الأجيال الجديدة بمفاهيم التنوع والتعدد الثقافي، خاصة في ظل تحديات العصر الرقمي وتطور الذائقة الفنية.
حراك ثقافي يثري الساحة الفنية
شهدت أيام المهرجان الخمسة تنظيم عدد من الورش والندوات السينمائية المفتوحة، التي شارك فيها صُنّاع أفلام ونقّاد وأكاديميون من مصر وخارجها، حيث تم التطرق لقضايا تتعلق بالسينما الفرانكوفونية، وإشكاليات التوزيع، ومستقبل الفيلم القصير، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة السينمائية.
ولقيت الفعاليات تفاعلًا واسعًا من جمهور المهتمين بالسينما، سواء من الشباب أو الأكاديميين، في أجواء حوارية أظهرت ثراء التجارب السينمائية الفرانكوفونية، وأهمية التبادل الثقافي في صياغة وعي سينمائي مختلف ومتجدد.
ختام بمذاق النجاح
وبذلك، يسدل مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية الستار على دورة ناجحة بكل المقاييس، سواء من حيث تنوع المحتوى، أو الحضور الدولي، أو مساحة النقاش المفتوح التي أتاحها لمحبي السينما والنقاد والطلبة.
ليواصل المهرجان أداء رسالته الثقافية في توطيد العلاقات بين الشعوب من خلال السينما، وإبراز مكانة مصر كمركز حضاري وثقافي قادر على استيعاب وإنتاج فنون ترتقي بالوعي وتخاطب الإنسانية بلغة الصورة والقصص المشتركة.