وداع القلوب الحمراء.. نجوم الأهلي يكتبون الفصل الأخير برسائل مؤثرة

في مشهد مفعم بالمشاعر، توالت رسائل الوداع من لاعبي النادي الأهلي الذين أعلنوا رحيلهم عن القلعة الحمراء خلال الميركاتو الصيفي الجاري، حيث حرص كل لاعب على توجيه رسالة مؤثرة للجماهير والنادي، حملت كلماتهم مشاعر الامتنان والوفاء والحب، في لحظة فارقة من مسيرتهم الكروية.

ومن تونس إلى القاهرة، ومن الحارس إلى المدافع، ومن اللاعب إلى المدرب، توحدت الرسائل تحت شعار واحد: «نرحل ويبقى الحب»، في تأكيد على أن القميص الأحمر ليس مجرد لون، بل هو هوية وانتماء لا يمحوه الزمن.

علي معلول.. يودع الأهلي بعد 9 سنوات من العطاء

النجم التونسي علي معلول، أحد أبرز من حملوا القميص الأحمر في السنوات الأخيرة، أعلن رسميًا انتهاء رحلته مع النادي، بعد تسع سنوات كاملة من التألق والتضحيات.

وقال معلول في بيان مؤثر عبر صفحاته الرسمية: «تم تبليغي رسميًا بانتهاء مشواري مع الأهلي... منذ أن وضعت قدمي في القلعة الحمراء صيف 2016، أدركت أنني لم أوقع عقدًا مع نادٍ، بل دخلت في عهد مع أمة اسمها الأهلي».

وأضاف: «تسع سنوات مرّت كأنها طرفة عين، عشت خلالها كل تفاصيل الحياة داخل التتش، من أفراح التتويج إلى لحظات الانكسار، وكنت دومًا عاشقًا لا مجرد لاعب».

وتابع: «سجلت 53 هدفًا، وصنعت 85 هدفًا لزملائي، ورفعت 22 بطولة، لكن أهم إنجازاتي كانت محبة الجمهور، التي ستبقى تاجًا فوق رأسي ما حييت... أنا راحل، لكن الحب باقٍ».

رامي ربيعة.. 13 عامًا من الولاء

المدافع رامي ربيعة، أحد أبناء قطاع الناشئين بالنادي، ودّع الأهلي برسالة امتنان بعد أكثر من 13 عامًا مع الفريق الأول، مؤكّدًا أنه لم يبخل بقطرة عرق خلال مسيرته الطويلة مع النادي.

وقال ربيعة: «أحب أشكر النادي الأهلي وجمهوره العظيم على الفترة التي قضيتها داخل جدران النادي... حصلت خلالها على بطولات عديدة: 10 دوري، 6 دوري أبطال أفريقيا، 4 سوبر أفريقي، 4 كأس مصر، 3 سوبر مصري، وكأس الكونفدرالية».

وأضاف: «كرة القدم مليئة بالتغيرات، وكنت أتمنى الاستمرار، لكن جاء وقت الرحيل... أشكر الجميع على الدعم، وأتمنى التوفيق للفريق في كأس العالم للأندية ولكل ما هو قادم».

أكرم توفيق.. «أشهد الله أنني لم أبخل»

اللاعب أكرم توفيق لم يختلف كثيرًا عن زميله ربيعة في الكلمات، حيث وجه هو الآخر رسالة عاطفية أكد فيها أنه لم يدخر جهدًا من أجل الأهلي.

وكتب أكرم: «لأكثر من 13 عامًا عشت داخل أسوار النادي الأهلي، وتوّجت ببطولات عديدة. لم أبخل قط بجهد أو عرق، وكان هدفي الدائم رفع راية النادي فوق منصات التتويج».

وأضاف: «أُشهد الله أنني كنت مخلصًا لهذا القميص، وسأظل مدينًا للجماهير والإدارة وكل زملائي، وأتمنى للأهلي المزيد من الإنجازات. سأبقى مشجعًا ومحبًا للنادي حتى النهاية».

يانكون.. رحلة 6 سنوات محفورة في القلب

المدرب البلجيكي ميشيل يانكون، مدرب حراس مرمى الأهلي، لم يكن بعيدًا عن مشهد الوداع، بعد أن تقرر رحيله مع قدوم الجهاز الفني الجديد بقيادة الإسباني خوسيه ريفيرو.

وكتب يانكون عبر إنستجرام: «ست سنوات كانت أكثر من مجرد وظيفة، كانت رحلة حب وانتماء ونجاحات... قضيت أجمل لحظات حياتي داخل التتش، وحققت مع الفريق 19 بطولة».

وأضاف: «عملت مع حراس مرمى عظماء، لكن أكثر ما لن أنساه هو حب جمهور الأهلي... أنتم القلب الحقيقي للنادي، أنتم الروح. وقعت في حب مصر من أول لحظة، وسأحمل هذا الحب في قلبي للأبد».

وداعًا.. ولكن العهد باقٍ

رحيل نجوم كبار من الأهلي، سواء لاعبين أو مدربين، لا يعني نهاية الارتباط العاطفي. فقد أكدت رسائلهم جميعًا على أن الانتماء للكيان الأحمر ليس لحظة بل مسيرة، وأن الحب للأهلي لا يموت بالرحيل، بل يبقى في القلب والذاكرة، جذرًا لا تُقلعه الظروف.

ومع اقتراب موسم جديد، يتأهب الأهلي لكتابة صفحة جديدة في تاريخه، بينما سيظل عشاقه يذكرون من صنعوا المجد، ورحلوا في هدوء... لكن بأصوات رسائلهم التي خلدت حبًا لا يُشترى.