الثلاثاء 03 يونيو 2025 الموافق 07 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء توضح الفرق بين «التحلل الأصغر والأكبر» في مناسك الحج

التحلل من الإحرام
التحلل من الإحرام

«الحج» باعتباره أحد أركان الإسلام الخمسة يحظى بعناية فقهية دقيقة وتفصيلات شرعية واضحة، وفي هذا السياق كشفت «دار الإفتاء المصرية» عبر منصاتها الرسمية عن الكيفية الصحيحة التي يتم بها «التحلُّل من الإحرام بالحج»، وهو الموضوع الذي يثير تساؤلات متكررة لدى عموم المسلمين، خاصة في أيام المناسك التي تتسم بزخم شعائري وروحانيات عالية.

تأتي هذه التوضيحات الشرعية من «دار الإفتاء» ضمن دورها التوعوي الذي تسعى من خلاله إلى نشر الفهم الصحيح للمناسك، ورفع اللبس الذي قد يحيط ببعض المراحل الدقيقة في رحلة «الحج»، وأهمها مسألة «التحلُّل» من الإحرام، والتي تمثل لحظة انتقالية بين حالة التجرُّد من المحظورات وبين العودة التدريجية إلى الحياة العادية بعد أداء الفريضة.

خطوات التحلُّل بعد رمي جمرة العقبة الكبرى

أوضحت «دار الإفتاء المصرية» أن أولى خطوات «التحلُّل من الإحرام بالحج» تبدأ مباشرة بعد الانتهاء من «رمي جمرة العقبة الكبرى»، حيث يقوم الحاج الذكر «بحلق رأسه أو تقصيره»، أما المرأة فتقص من أطراف شعرها قدرًا بسيطًا يعادل قدر الأنملة تقريبا، وهذه الخطوة تُعرف بـ«التحلُّل الأصغر».

يُشار هنا إلى أن هذا «التحلُّل» يُعيد للحاج إمكانية ممارسة حياته الطبيعية باستثناء «اللقاء الجسدي بين الزوجين»، والذي يظل محرَّمًا حتى يؤدي الحاج «طواف الإفاضة»، ويأتي ذلك الترتيب تعظيمًا لقدر المناسك وتنظيمًا للحياة الشعائرية في هذه المرحلة المهمة من «الحج».

موقع جمرة العقبة وطريقة الرمي الصحيحة

بيَّنت «الإفتاء» أن موقع «جمرة العقبة» يقع في مشعر منى، ويتوجه إليه الحاج بعد قضاء ليلته في مزدلفة، ويقوم برمي «سبع حصيات» متتالية، واحدة تلو الأخرى، ويُستحب أن يقول مع كل حصاة: «بسم الله، والله أكبر»، ويُستحب أن يدعو الله بعدها قائلا: «اللهم اجعله حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا».

كما نبهت إلى أن هذه المرحلة هي موضع انقطاع التلبية التي رددها الحاج منذ لحظة الإحرام، حيث يتوقف عن قول «لبيك اللهم لبيك» عند رمي جمرة العقبة، وتُعد هذه الإشارة الرمزية انتقالًا من حالة «النسك» إلى حالة الاستعداد للعودة إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي.

وللتيسير على الحجاج، أكدت «الإفتاء» أنه يجوز تأجيل رمي «جمرة العقبة» إلى آخر النهار من يوم النحر، كما يُباح لمن يعجز عن الرمي بنفسه أن يُنيب شخصًا آخر عنه ليقوم بهذه الشعيرة نيابةً، بشرط أن يكون النائب قد أتمَّ رمي الجمرات عن نفسه أولًا.

طواف الإفاضة وتكملة المناسك

أشارت «دار الإفتاء» إلى أن بعد رمي الجمرة والتحلُّل الأول، يتوجه الحاج إلى مكة المكرمة لأداء «طواف الإفاضة»، وهو من أركان «الحج» التي لا يتم النسك إلا بها، حيث يقوم الحاج بالطواف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط، ثم يُصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، ويشرب من «ماء زمزم» المبارك.

إذا كان الحاج قد أرجأ السعي بين «الصفا والمروة» إلى ما بعد طواف الإفاضة، فإنه يؤديه في هذا التوقيت، ثم يُكمل تحلّله الكامل من الإحرام المعروف بـ«التحلُّل الأكبر»، وبهذا تُرفع عنه جميع محظورات الإحرام بما فيها اللقاء بين الزوجين.

ويُشار إلى أن بعض الحملات والفِرق قد تُسرع بالخروج من مزدلفة إلى مكة لأداء طواف الإفاضة ليلًا، وهو أمر لا حرج فيه شرعًا، ويجوز للحاج أن يتبع هذا الترتيب بحسب ظروفه وظروف الحملة.

المبيت بمنى واستكمال الرمي

أكملت «الإفتاء» توضيحاتها بالإشارة إلى أن الحاج بعد أداء طواف الإفاضة يمكنه العودة إلى منى ليبيت فيها ليلة الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، وهذا المبيت سنة مؤكدة وليس واجبًا، وبالتالي فإن تركه لا يترتب عليه فدية إذا كان بسبب مشقة أو عدم تيسُّر مكان.

ويجوز للحاج أن يقيم بمكة ويذهب إلى منى فقط من أجل رمي الجمرات، كما يمكنه أن يبيت في منى ويكمل النهار في مكة، وقد راعت الشريعة الإسلامية هذه التيسيرات رحمةً بالحجيج وتخفيفًا عنهم، خاصة في ظل الزحام والمشقة.

أما رمي الجمرات في أيام التشريق فيتم على ثلاث جمرات: «الصغرى والوسطى والكبرى»، ويُسنُّ أن تكون كل رمية بسبع حصيات، مع تكرار التكبير والدعاء بين الرميات، ومن لا يستطيع ذلك يمكنه توكيل شخص موثوق للقيام به عنه كما هو الحال في رمي جمرة العقبة.

التأكيد على مراعاة التيسير والنية الخالصة

اختتمت «دار الإفتاء المصرية» توجيهاتها بشأن «الحج» بالتأكيد على أن النية الصادقة وتيسير المناسك هما جوهر هذه الفريضة، فلا ينبغي للحاج أن يُحمّل نفسه فوق طاقتها، بل عليه أن يسعى لأداء الفريضة بإتقان وطمأنينة، مع مراعاة الفهم الصحيح لمقاصد الشريعة في كل مرحلة من مراحل «الحج».

التيسير في «الحج» ليس خروجًا عن العبادة بل هو من صميمها، والفقه الإسلامي لطالما وضع الإنسان وظروفه موضع الاعتبار، خصوصًا في العبادات التي تتطلب جهدًا بدنيًا وتنقلًا مستمرًا بين المشاعر المقدسة.

تم نسخ الرابط