بسبب «السكر الصناعي».. دراسة| مشروبات الطاقة تضاعف خطر السكتة الدماغية

مشروبات الطاقة التي أصبحت خيارًا شائعًا بين الشباب والرياضيين وحتى العاملين لساعات طويلة لم تعد كما تبدو في ظاهرها المنعش والمنشط بل أصبحت محط اهتمام الباحثين الذين حذروا مؤخرًا من مخاطر صحية خطيرة ترتبط بتناول هذه المشروبات بانتظام حيث كشفت دراسة حديثة أن «مشروبات» الطاقة يمكن أن تضاعف خطر الإصابة بـ«السكتة الدماغية» بسبب احتوائها على «السكر الصناعي» المعروف علميًا باسم المحليات الصناعية.
السكر الصناعي ومفعوله الخفي
أشارت الدراسة التي نُشرت في مجلة طبية مرموقة إلى أن المحليات الصناعية المستخدمة في العديد من «مشروبات» الطاقة ترفع من احتمالات الإصابة بأمراض الأوعية الدموية خصوصًا تلك المتعلقة بالدماغ حيث أن هذه المواد مثل «الأسبرتام» و«السكروزال» لا تمر عبر الجسم بدون تأثير بل تساهم في التهابات مزمنة داخل الشرايين وتؤثر على ضغط الدم بشكل مباشر مما يعزز من احتمالات الإصابة بجلطات مفاجئة أو حتى «السكتة الدماغية» التي تُعد من الأسباب الرئيسية للوفاة المفاجئة بين الفئات الشابة.
مكونات مشروبات الطاقة وتأثيرها المباشر
تتكون «مشروبات» الطاقة من مجموعة من العناصر المنبهة مثل الكافيين والتورين بالإضافة إلى السكريات الصناعية ونسبة من الفيتامينات والمعادن التي يُعتقد أنها تزيد من التركيز والطاقة بشكل سريع ولكن الدراسات تشير إلى أن هذه التركيبة ليست آمنة تمامًا على المدى الطويل لأن الكافيين المرتفع يمكن أن يؤدي إلى اضطراب ضربات القلب والقلق المفرط كما أن «السكر الصناعي» لا يقتصر ضرره على المعدة أو الجهاز الهضمي فقط بل يمتد تأثيره إلى الجهاز العصبي والأوعية الدموية.
أعراض قد تكون إنذارًا مبكرًا
بينت الدراسة أن بعض الأعراض الشائعة التي يشعر بها من يفرطون في استهلاك «مشروبات» الطاقة مثل الدوخة المتكررة وخفقان القلب والصداع الحاد قد تكون إشارات تحذيرية من أن الجسم يتعرض لضغط كبير على مستوى الأوعية الدموية كما يمكن أن تكون هذه العلامات مقدمة لحالة أكثر خطورة مثل «السكتة الدماغية» المفاجئة والتي قد تحدث حتى بدون تاريخ مرضي سابق.
تحذيرات من الخبراء والباحثين
حذّر فريق البحث من الإفراط في تناول «مشروبات» الطاقة خصوصًا تلك التي تحتوي على نسب مرتفعة من المحليات الصناعية حيث أكدوا أن تناول عبوة واحدة بشكل يومي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة بنسبة تصل إلى 30٪ وأن تناول أكثر من عبوتين يوميًا قد يضاعف الخطر إلى أكثر من 60٪ وهذا يسلط الضوء على الحاجة إلى مراجعة نمط الحياة خاصة لدى فئة الشباب الذين يعتمدون على هذه المشروبات خلال الدراسة أو العمل أو حتى أثناء ممارسة الرياضة.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
تشير نتائج الدراسة إلى أن بعض الفئات معرضة أكثر من غيرها لتأثيرات «مشروبات» الطاقة الضارة وعلى رأسها المصابون بأمراض القلب أو الضغط المرتفع أو من لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الأوعية الدموية كما حذرت الدراسة النساء الحوامل من استهلاك هذه المنتجات لما لها من تأثير محتمل على الجنين وضغط الدم لدى الأم وأكدت أن الأطفال والمراهقين أيضًا من الفئات التي يجب توخي الحذر معها نظرًا لعدم اكتمال نمو الجهاز العصبي لديهم.
بدائل أكثر أمانًا لتعزيز الطاقة
يقترح الباحثون أن اللجوء إلى بدائل طبيعية يمكن أن يحقق نفس التأثير المنشط دون المخاطرة بالمضاعفات الصحية مثل تناول المكسرات أو الفواكه المجففة أو شرب المياه المضاف إليها شرائح الليمون أو الزنجبيل كما أن الحصول على قسط كاف من النوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يسهم بشكل طبيعي في تعزيز مستويات الطاقة وتحسين التركيز دون الاعتماد على «مشروبات» محفوفة بالمخاطر.
دعوة لإعادة النظر في استهلاك مشروبات الطاقة
خلصت الدراسة إلى أن التأثيرات السلبية لـ«مشروبات» الطاقة لم تعد تقتصر على الإدمان أو التوتر بل امتدت لتشمل خطرًا مباشرًا على صحة الدماغ والقلب وهو ما يتطلب تدخلًا عاجلًا من الهيئات الصحية سواء من خلال تنظيم الإعلانات أو فرض قيود على بيع هذه المنتجات خاصة لمن هم دون سن الـ18 كما دعت إلى تكثيف التوعية حول تأثيرات «السكر الصناعي» الذي يكاد يكون المكون المشترك في أغلب المنتجات الصناعية التي نستعملها يوميًا دون دراية كافية.
الاعتماد المتزايد على «مشروبات» الطاقة لم يعد مجرد سلوك استهلاكي بل تحول إلى مصدر قلق طبي كبير يستوجب التوقف عنده خصوصًا بعد تأكيد الصلة بين هذه المشروبات وارتفاع خطر الإصابة بـ«السكتة الدماغية» وهذا يحتم على الجميع سواء الأفراد أو الجهات المسؤولة إعادة تقييم هذا النمط من الاستهلاك والتوجه نحو خيارات صحية ومستدامة تحفظ الصحة وتقلل من المخاطر المستقبلية.