توترات الشرق الأوسط ترفع أسعار الذهب.. وعيار 21 يسجل 4810 جنيها
لا تزال أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية تسير على خطى الأسواق العالمية، إذ يشهد المعدن الأصفر تذبذب ملحوظًا في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، والذي دفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب باعتباره ملاذ آمن وقت الأزمات.
وفي هذا السياق، سجلت أسعار الذهب اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025، ارتفاعًا طفيفًا مقارنة بالأيام الماضية، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والتقلبات في أسواق المال العالمية، إلى جانب استمرار حالة القلق لدى المستثمرين نتيجة الغموض المحيط بالمشهد السياسي والعسكري في الإقليم.
أسعار الذهب في مصر اليوم:
عيار 24: 5497 جنيهًا للجرام
عيار 21 (الأكثر تداولًا): 4810 جنيهات للجرام
عيار 18: 4123 جنيهًا للجرام
عيار 14: 3210 جنيهات للجرام
سعر الجنيه الذهب: 38480 جنيهًا
وتختلف أسعار الذهب من محل صاغة إلى آخر باختلاف قيمة المصنعية والدمغة والضريبة، التي تُضاف على السعر الرسمي. كما أن الأسعار قابلة للتغير على مدار اليوم تبعًا لحركة السوق العالمية وسعر الأوقية في البورصة الدولية.
التوترات الإقليمية ترفع أسعار الطاقة وتدفع الذهب للصعود
وكانت الأسهم الأمريكية قد تراجعت بشكل حاد في تداولات الأمس، متأثرة بالضربات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، حيث شنت تل أبيب عدة غارات على مواقع إيرانية استراتيجية، ردت عليها طهران بقصف صاروخي استهدف العاصمة الإسرائيلية، ما أدى إلى زيادة حالة الذعر في الأسواق ورفع أسعار الطاقة بشكل كبير.
وتعد أسعار النفط من العوامل المؤثرة بشكل مباشر في تحركات الذهب، نظرا للعلاقة العكسية بين أداء الاقتصاد العالمي وتكلفة الطاقة، وهو ما يعزز من مكانة الذهب كأداة تحوط رئيسية وقت عدم الاستقرار.
مخاوف من موجة تضخمية جديدة
ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية أثار مجددًا المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في موجة تضخمية جديدة، الأمر الذي يدفع البنوك المركزية، وعلى رأسها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى إعادة النظر في وتيرة خفض الفائدة أو الإبقاء على معدلاتها لفترة أطول.
ومع هذا السيناريو، تزداد شهية المستثمرين نحو الذهب، في محاولة لحماية مدخراتهم من تآكل القيمة الشرائية للعملات، لا سيما في ظل تراجع أداء العديد من العملات الرئيسية وعلى رأسها الدولار واليورو في الأيام الأخيرة.
الذهب عالميًا.. تحركات حذرة وترقب قرارات الفيدرالي
في السوق العالمية، تحركت أسعار الذهب الفورية نحو مستوى 2350 دولارا للأوقية، وسط تذبذب حذر، حيث يترقب المستثمرون نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي المرتقب بنهاية الأسبوع، والذي قد يحمل إشارات بشأن مستقبل السياسة النقدية في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة.
ويرى محللون أن أي تلميحات من الفيدرالي نحو الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير أو التمهل في خفضها قد تدفع الذهب لمواصلة الصعود في المدى القصير، بينما قد يشكل خفض الفائدة لاحقًا فرصة أكبر لتحقيق المكاسب.
استقرار حذر في السوق وسط توقعات بمزيد من الارتفاع
محليًا، تشهد أسواق الصاغة حالة من الترقب الحذر، حيث يتابع المواطنون وتجار الذهب التغيرات العالمية أولاً بأول، وسط توقعات بمزيد من التحركات الصعودية إذا استمر الوضع السياسي والعسكري في التصعيد.
ويرى خبراء السوق المصرية أن سعر الذهب قد يشهد ارتفاعات تدريجية خلال الفترة المقبلة، خاصة في حال استمرار الاضطرابات الدولية، مع توجيه أنظار الجميع نحو سوق الذهب كملاذ آمن، ما يرفع من الطلب وبالتالي الأسعار.
ويُنصح المواطنون بمتابعة الأسعار لحظة بلحظة قبل اتخاذ قرارات الشراء أو البيع، مع التنبيه إلى أن السعر النهائي للمستهلك يختلف باختلاف المصنعية، والتي تتراوح ما بين 80 إلى 200 جنيه للجرام حسب نوع العيار ومكان البيع.
يظل الذهب هو الاستثمار الأكثر أمانًا في أوقات التوتر، خاصة مع غياب الرؤية الواضحة بشأن مسار الأوضاع العالمية سواء سياسيًا أو اقتصاديًا، وتستمر الأسواق في مراقبة تطورات النزاع في الشرق الأوسط، إلى جانب مؤشرات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا، التي قد ترسم خريطة الاتجاه الجديد للمعدن الأصفر خلال النصف الثاني من عام 2025.
