ضياء رشوان.. العراق وسوريا أكثر الدول تهديدا إذا انتصرت إسرائيل على إيران

قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن المنطقة العربية أمام مشهد غير مسبوق من التوترات والتحولات، محذرا من أن العراق وسوريا هما أكثر دولتين مهددتين بشكل مباشر في حال انتهت الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران بانتصار إسرائيلي واضح، مؤكدا أن تبعات هذا السيناريو ستكون كارثية على التوازنات الإقليمية.

جاءت تصريحات رشوان خلال لقائه مع الإعلامية منة فاروق في برنامجها على شاشة قناة «إكسترا نيوز»، حيث تناول تحليلاً موسعًا لأبعاد الصراع الإقليمي الراهن بين إسرائيل وإيران، وتأثيره المباشر على المشهد العربي بأكمله.

العراق مهدد في تكوينه واستقراره

وأكد رشوان أن العراق سيكون من أولى الدول المهددة إذا ما انتهى الصراع لصالح إسرائيل، ليس فقط من الناحية السياسية، ولكن في بنيته الأساسية كدولة.

 وقال: «العراق سيكون مهددًا من حيث التكوين والداخل والاستقرار والاستمرار، بعدما استطاع منذ عام 2013 الحفاظ على وجوده بتوازنات دقيقة بين القوى المختلفة داخله وخارجه».

وأضاف أن العراق ظل منذ سنوات ما بعد الاحتلال الأمريكي وحتى مع صعود تنظيم داعش، يخوض معارك بقاء معقدة، ويعتمد على توازنات داخلية دقيقة بين القوى الشيعية والسنية والكردية، فضلا عن أدوار إقليمية مؤثرة لإيران وتركيا والولايات المتحدة، وفي حال تفوق إسرائيل في الحرب الجارية فإن أحد أبرز ضحايا تلك المعادلة سيكون استقرار العراق.

سوريا تحت مرمى الأطماع الإسرائيلية

وفي ما يتعلق بسوريا، شدد رشوان على أن دمشق ستكون مهددة بشكل مباشر، إذ أن إسرائيل تنظر إليها بوصفها إحدى الساحات التي يجب إخضاعها، ضمن تصورها لمستقبل الشرق الأوسط الجديد. 

وأوضح: «سوريا ليست حليفًا مباشرًا لإيران الآن، لكن إسرائيل ترى أن لحظة الانتصار المحتملة على إيران هي التوقيت المثالي لإخضاع سوريا».

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يخفي نواياه، حيث صرح علنًا أنه يريد «اتفاقيات أمنية» مع سوريا، تنتهي بـ«اتفاق سلام» يضمن لإسرائيل الحفاظ على مرتفعات الجولان، ومنع أي انتشار عسكري سوري بالقرب من حدودها الجنوبية.

وأضاف رشوان: «المتحدث العسكري الإسرائيلي ورئيس الأركان صرحوا بوضوح بأنهم يصنعون شرقا أوسط جديدا، أحد أركانه إخضاع سوريا بالكامل»، وهو ما يعني أن أي مكسب استراتيجي لإسرائيل في صراعها مع إيران سيتحول بسرعة إلى ضغط سياسي وعسكري على سوريا.

مشهد إقليمي غير مسبوق

وحذر رشوان من أن ما يجري حاليًا من تصعيد عسكري وإعلامي بين إسرائيل وإيران يندرج في إطار «مشهد غير مسبوق» في تاريخ المنطقة الحديث. 

وقال: «نحن أمام حالة جديدة تمامًا، لم نشهد مثلها منذ عقود طويلة، فالصراع بات علنيًا، والطرفان يستخدمان أدوات مباشرة وغير مباشرة في الساحات المفتوحة».

وأشار إلى أن امتداد الحرب إلى ساحات مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن بات أكثر احتمالًا، ما يضع كل دولة في المنطقة أمام لحظة مفصلية تتطلب إعادة رسم سياستها وتحالفاتها.

وأضاف: «من المهم الآن أن تكون هناك تحركات عربية دبلوماسية عاجلة للحد من تصاعد هذا الصراع، فكلما طال أمده أو انتهى بانتصار طرف دون تسوية، كانت التبعات على الدول العربية أكثر خطورة».

نتنياهو يسعى لصيغة جديدة من اتفاقات السلام

وفي قراءته لتصريحات نتنياهو الأخيرة، أوضح رشوان أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى لفرض نوع جديد من اتفاقيات السلام الأمنية في المنطقة، وليست اتفاقيات دبلوماسية تقليدية كما حدث مع مصر أو الأردن أو الإمارات.

وتابع: «نتنياهو يهدف لصيغة مختلفة، تقوم على ضمان أمن إسرائيل أولا، عبر السيطرة على المناطق الحساسة استراتيجيا، ثم فرض الأمر الواقع سياسيا على الدول المجاورة، وهو ما يتضح في خططه بشأن الجولان وسوريا».

وأكد رشوان أن هذه الخطط الإسرائيلية لن تكون ممكنة دون انكسار تام لمشروع إيران الإقليمي، الذي ظل يشكل توازنا مع النفوذ الإسرائيلي في أكثر من ساحة.

دعوة لإدراك اللحظة العربية الحرجة

واختتم رشوان تصريحاته بالتشديد على أن العرب أمام «لحظة حرجة» تتطلب إدراكًا جماعيًا لمعادلات القوة الجديدة التي تتشكل في الإقليم.

 وقال: «إذا لم تكن هناك مبادرات عربية، وتحركات إقليمية لاحتواء نتائج هذا الصراع، فستكون المنطقة بأكملها معرضة لخرائط جديدة، قد لا يكون فيها للعرب الكلمة العليا».