السبت 21 يونيو 2025 الموافق 25 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ترامب.. سأمهل إيران أسبوعين لتعود إلى رشدها.. ولا أرى سبيلا لوقف القتال

ترامب
ترامب

في تطور جديد يعكس استمرار التصعيد الكلامي والعسكري بين إيران وإسرائيل، دخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على خط الأزمة بتصريحات حادة، محذرا من أن الوقت ينفد أمام إيران للعودة إلى «رشدها» – على حد تعبيره – ومؤكدًا أن الولايات المتحدة ستراقب المشهد عن كثب خلال الأسبوعين المقبلين.

وقال ترامب، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، إن «مدة أسبوعين هي الوقت المناسب لرؤية ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى رشدهم أم لا»، موضحًا أنه حتى اللحظة لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن التحرك العسكري أو السياسي تجاه طهران، لكنه «يراقب الموقف بدقة».

«وقف إطلاق النار مرهون بالظروف»

وأشار الرئيس الأمريكي السابق إلى إمكانية دعم وقف لإطلاق النار بين الجانبين، لكنه ربط ذلك بما أسماه «الظروف الميدانية ومدى استعداد طهران للتهدئة»، قائلاً: «قد أدعم وقفًا لإطلاق النار حسب ما تسمح به الظروف، لكن الأمور في الوقت الحالي لا تسير بهذا الاتجاه».

وأضاف ترامب في لهجة تنمّ عن رفضه لأي وساطات أوروبية في الوقت الراهن: «إيران لا تريد الحديث مع أوروبا، بل مع الولايات المتحدة الأمريكية»، ما يعكس بحسب مراقبين رغبة واضحة من طهران في فتح قنوات مباشرة مع واشنطن بعيدًا عن التعقيدات الأوروبية.

«إسرائيل تسيطر.. وطهران تنزف»

ولم يخفِ ترامب دعمه المطلق لإسرائيل في مواجهة إيران، مؤكدًا أن «إسرائيل تبلي بلاءً حسنًا عسكريًا»، بينما وصف الوضع الإيراني بأنه «صعب للغاية»، مضيفًا: «إيران تعاني حاليًا، ولا أعرف كيف يمكن وقف القتال. إنها هي من تتلقى الضربات الآن».

وتابع ترامب: «سنتحدث مع إيران وسنرى ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك»، مشددًا في الوقت نفسه على أن اتخاذ القرار النهائي بشأن شكل التدخل الأمريكي «ليس مطروحًا في الوقت الراهن».

تصعيد عسكري مستمر

تأتي تصريحات ترامب في خضم تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، دخل أسبوعه الثاني، حيث شهدت الأيام الماضية سلسلة ضربات متبادلة، كان أبرزها الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على مواقع داخل العمق الإيراني، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها تل أبيب اسم «الأسد الصاعدة»، تلاه رد عنيف من الحرس الثوري الإيراني عبر عملية «الوعد الصادق 3» التي طالت أهدافًا عسكرية ومدنية داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقد أسفرت هذه المواجهات حتى الآن عن مقتل العشرات، وجرح المئات، وتسببت في أضرار بالغة بالبنى التحتية لكلا البلدين، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الصراع إقليميًا، خاصة في ظل ورود تقارير عن حشود عسكرية على الحدود اللبنانية والسورية والعراقية، ما ينذر باحتمال دخول أطراف أخرى على خط المواجهة.

قلق دولي متزايد

من جانبها، أعربت الأمم المتحدة وعدد من العواصم الكبرى عن قلقها البالغ من تطورات الأوضاع، وناشدت الطرفين بضرورة ضبط النفس ووقف الأعمال العدائية، تجنبًا لانزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. 

واعتبرت واشنطن عبر وزارة خارجيتها أن الحل الوحيد يجب أن يكون سياسيًا، وإن ظلت تصريحات ترامب – وإن كان خارج المنصب – تحمل نبرة تصعيدية مناقضة لهذه المساعي.

مراقبون.. تصريحات ترامب «تزيد التوتر»

ورغم أن ترامب لا يتولى المنصب رسميًا، إلا أن تصريحاته تحظى بمتابعة دقيقة في الأوساط السياسية الأمريكية والدولية، نظرًا لاحتمالات ترشحه مرة أخرى للانتخابات الرئاسية المقبلة، فضلًا عن تأثيره الكبير على قطاع واسع من الرأي العام الأمريكي.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن مهلة «الأسبوعين» التي تحدث عنها ترامب قد تضع مزيدًا من الضغط على الإدارة الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، والتي تحاول حتى الآن الحفاظ على سياسة «الغموض الإيجابي» تجاه الرد على الأحداث المتسارعة.

كما أشار محللون إلى أن هذه التصريحات ربما تفسر كضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة العمليات العسكرية دون خوف من اعتراض أمريكي في الأجل القصير، وهو ما يزيد من احتمالات الانفجار الإقليمي.

السيناريوهات المقبلة

لا تزال سيناريوهات تطورات الأزمة مفتوحة على كافة الاحتمالات، ما بين تصعيد قد يشعل المنطقة، أو تهدئة تُفرض بوساطة قوى كبرى أو أطراف إقليمية. 

وفي ظل الغموض الأمريكي، والغضب الإيراني، والإصرار الإسرائيلي، تظل الأيام المقبلة حاسمة في تحديد اتجاه الأزمة، خاصة في ضوء المهلة التي طرحها ترامب، والتي اعتبرها كثيرون "تصعيدًا دبلوماسيًا بغطاء عسكري".

تم نسخ الرابط