هواوي تعرض تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتحكم بالشبكات على وزير الكهرباء

في إطار استراتيجية الدولة لنقل التكنولوجيا الحديثة وتوطين الصناعة، يواصل الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، مباحثاته الرسمية على هامش مشاركته في مؤتمر شنغهاي للطاقات المتجددة وحلول الطاقة النظيفة والتحول الطاقي، المقام بجمهورية الصين الشعبية، حيث أجرى اليوم الأحد زيارة ميدانية إلى مجموعة شركات هواوي العالمية للطاقة الرقمية والطاقة المتجددة، لبحث سبل دعم التعاون في مجالات التحول الرقمي، وتحديث وتطوير الشبكات ومراكز التحكم، وأنظمة تخزين الطاقة.

والتقى الوزير خلال زيارته بجو جيانجون، رئيس مجلس إدارة هواوي، ودافيد سون، نائب رئيس الشركة لقطاع الطاقة، وعدد من قياداتها، حيث تم استعراض إمكانيات الشركة التكنولوجية، والتباحث بشأن إمكانية نقل وتوطين بعض الصناعات المكملة في مصر، بالإضافة إلى ضخ استثمارات مباشرة في القطاع الحيوي، تماشيًا مع خطة الدولة لتعظيم الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.

تفاصيل الزيارة التقنية

استهل الوزير زيارته بجولة تفقدية داخل أروقة الشركة، حيث قدم فريق العمل بشركة هواوي عرضاً شاملاً حول أحدث المنتجات والتقنيات التي تمتلكها المؤسسة في مجالات تحكمات المحطات الشمسية، وتكنولوجيا مراكز البيانات، وأنظمة التواصل بين مكونات المنظومة الكهربائية، بالإضافة إلى تقنيات بطاريات تخزين الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والحلول الذكية الخاصة بالشبكات.

وأكد فريق هواوي أن الشركة تمتلك منظومات حديثة تساعد في بناء شبكات كهرباء ذكية ذات كفاءة تشغيلية عالية، قادرة على خفض معدلات الفقد الفني، وتقليل استهلاك الوقود، وتحسين جودة التغذية الكهربائية، بما يضمن استقرار واستدامة التيار.

اجتماع موسع وتعهدات بالتعاون

عقب الجولة، عقد الدكتور محمود عصمت اجتماعًا موسعًا مع مسؤولي الإدارة العليا والتخطيط وإدارة المشروعات في الشركة، حيث جرى التباحث بشأن أطر التعاون المشترك، وإمكانية نقل جزء من مراكز خدمات هواوي إلى مصر، وتوطين الصناعات الخاصة بمكونات الشبكة الكهربائية وأنظمة التخزين.

وأوضح الوزير خلال الاجتماع أن الدولة المصرية حريصة على التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، وتنويع مصادر التوليد، بما يساهم في تعزيز الأمن الطاقي وتحقيق أهداف الاستدامة، مشيرًا إلى أن وزارة الكهرباء منفتحة على الشراكة مع الشركات العالمية ذات الخبرة والتكنولوجيا الحديثة.

وشدد عصمت على أهمية تطوير منظومة الكهرباء في مصر لتتماشى مع رؤية التحول الرقمي، وخفض الفقد الفني والهدر، وتوفير حلول تكنولوجية لتغذية المناطق الصناعية والمجتمعات السكنية البعيدة عن الشبكة الموحدة، إلى جانب مواجهة سرقات التيار والتعديات، وتحسين جودة الخدمة.

مستجدات تطبيق التجربة في مصر

وخلال اللقاء، تطرق وزير الكهرباء إلى مستجدات تنفيذ التجربة التكنولوجية لشركة هواوي في محافظة بورسعيد، وبعض المناطق الأخرى التابعة لشركات توزيع الكهرباء، مؤكدًا أن النتائج الأولية مشجعة، من حيث دقة التحكم، وتحسين كفاءة التشغيل، والحد من الفاقد، والتكامل المعلوماتي بين مراكز التحكم.

كما ناقش الطرفان سبل تعزيز التكامل الرقمي والربط المعلوماتي على مستوى مراكز التحكم القومية، بما يسهم في بناء شبكة موحدة أكثر تطورًا واستجابة للطوارئ والمستجدات.

فرص استثمارية واعدة

وأكد الدكتور عصمت في كلمته أن قطاع الكهرباء في مصر يوفر فرصًا استثمارية واعدة في مجالات إنتاج الطاقة المتجددة، ووحدات تخزين الكهرباء سواء المتصلة أو المنفصلة عن الشبكة، مضيفًا أن الحكومة المصرية اتخذت خطوات كبيرة لإعادة بناء البنية التحتية، وإصدار التشريعات المحفزة لجذب الاستثمارات.

وأشار إلى أن القطاع يشهد تطبيقا فعليا لأحدث تقنيات الاتصالات وأمن المعلومات في التحول الرقمي، وهو ما يتطلب شراكات قوية مع شركات رائدة مثل هواوي، لضمان تحسين الأداء والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

ختام اللقاء.. مصر مركز إقليمي للتكنولوجيا

وفي ختام زيارته، دعا الوزير مسؤولي هواوي للنظر إلى مصر باعتبارها مركزًا إقليميًا للتوسع نحو الأسواق المجاورة، مؤكدًا التزام الوزارة بتوفير الدعم الفني والتشريعي واللوجستي اللازم لنجاح أي شراكة استراتيجية مستقبلية.

من جانبهم، أبدى مسؤولو هواوي ترحيبهم الكبير بالتعاون مع مصر، وأكدوا أن الشركة تدرس بجدية إمكانية توسيع نطاق عملها في السوق المصرية، بما يشمل إنشاء مصانع لتجميع بعض المكونات، وتوفير التدريب الفني، وتقديم حلول ذكية متكاملة لقطاع الطاقة المصري.

تأتي هذه التحركات ضمن خطة شاملة تسعى من خلالها الدولة إلى تعزيز القدرات التكنولوجية الوطنية، وتحقيق استقلالية أكبر في مجالات الطاقة، عبر الاعتماد على تكنولوجيا نظيفة وآمنة ومستدامة، تواكب متغيرات العصر وتحديات المستقبل.