الثلاثاء 01 يوليو 2025 الموافق 06 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

صعق كهربائي ينهى حياة «آدم» تلميذ الصف الثاني الابتدائي بقنا

صعق كهربائي
صعق كهربائي

«صعق كهربائي».. شهدت قرية المحارزة، التابعة لمركز أبوتشت شمال محافظة قنا، حادثا مأساويا راح ضحيته طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره، بعدما تعرض لصعق كهربائي داخل منزله، مما أدى إلى وفاته في الحال، وسط حالة من الحزن الشديد بين أهالي القرية.

تفاصيل الواقعة

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بورود بلاغ عن مصرع طفل داخل منزله بقرية المحارزة بنجع الربة التابعة لدائرة مركز أبوتشت، إثر إصابته بصعق كهربائي.

وعلى الفور، انتقلت وحدة المباحث بقسم شرطة أبوتشت إلى موقع الحادث، وتبين من الفحص والتحريات الأولية، أن الطفل يدعى «آدم. خ»، يبلغ من العمر 8 أعوام، ويعمل تلميذًا بالصف الثاني الابتدائي، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل منزله نتيجة تعرضه لصعق كهربائي مفاجئ.

نقل الجثمان وإخطار الجهات المختصة

تم نقل جثمان الطفل إلى مستشفى أبوتشت المركزي، ووُضعت الجثة داخل ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة العامة والجهات المختصة، تمهيدًا لصدور قرار التصريح بالدفن عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة.

فيما حررت الأجهزة الأمنية محضرًا بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة، التي باشرت التحقيق للوقوف على ملابسات الحادث، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لفحص الجثمان والتأكد من سبب الوفاة، وسماع أقوال ذوي الطفل.

روايات الأهالي

وأفاد عدد من أهالي نجع الربة أن الحادث وقع داخل منزل الطفل، مرجحين أن يكون السبب في تعرضه للصعق الكهربائي هو لمس أحد الأسلاك العارية أو الأجهزة الكهربائية أثناء وجوده في المنزل دون إشراف مباشر.

وأشار بعضهم إلى أن مثل هذه الحوادث تكررت مؤخرًا في عدد من القرى، خاصة خلال فصل الصيف، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استخدام الأجهزة الكهربائية، دون مراعاة لوسائل الأمان أو صيانة التمديدات الكهربائية.

تحذيرات متكررة

وأكد خبراء السلامة أن صعق الكهرباء داخل المنازل يُعد من أكثر الحوادث شيوعًا، خاصة بين الأطفال، نتيجة عدم وعيهم بخطورة ملامسة الأسلاك أو المقابس، مما يستوجب على الأسر توخي الحذر ومتابعة الأبناء جيدًا، والعمل على تأمين التوصيلات الكهربائية.

كما شددت هيئة الإسعاف والجهات المختصة على أهمية وجود وعي مجتمعي بطرق الإسعافات الأولية في حالات الصعق الكهربائي، والتي قد تُسهم في إنقاذ المصابين حال التعامل السريع والسليم مع الموقف قبل تفاقمه.

الطفل آدم.. براءة غادرت مبكرا

خيم الحزن على قرية المحارزة عقب شيوع نبأ وفاة الطفل «آدم»، ووصفه أهالي النجع بأنه كان «طفلا محبوبا ومجتهدا»، لم يُكمل بعد عامه الثامن، وكان ينتظر انتهاء العام الدراسي للعب مع أقرانه خلال الإجازة الصيفية، لكن القدر كان أسرع.

وتجمع المئات من الأهالي أمام مستشفى أبوتشت في انتظار استلام جثمان الطفل لتشييعه إلى مثواه الأخير، وسط دموع الوالدين وأقارب الأسرة، الذين لم يصدقوا فداحة المصاب.

مأساة تتكرر.. والحلول غائبة

تُعيد هذه الواقعة المؤلمة إلى الأذهان سلسلة من الحوادث المماثلة التي راح ضحيتها أطفال خلال الأعوام الأخيرة نتيجة الصعق الكهربائي داخل المنازل، بسبب الإهمال أو غياب الوعي بخطورة التعامل مع الكهرباء.

ورغم التحذيرات المتكررة من قبل الدفاع المدني وجهات السلامة العامة، فإن غياب آليات الرقابة على التمديدات المنزلية وضعف التوعية داخل الريف المصري، يجعل الحوادث تتكرر بصورة مؤسفة.

دعوات لرفع الوعي

وطالب عدد من النشطاء في قنا بإطلاق حملات توعية مكثفة في القرى والنجوع عن مخاطر الكهرباء داخل المنازل، وتوفير دورات للأمهات عن كيفية التعامل مع الحالات الطارئة، خاصة خلال فصل الصيف الذي ترتفع فيه معدلات استخدام الأجهزة الكهربائية، ما يزيد من فرص الحوادث.

رحل «آدم» تاركًا غصة في قلوب أهله وجيرانه، وذكريات لم تكتمل، ليبقى السؤال المُلح قائمًا: إلى متى تستمر حوادث الصعق الكهربائي تحصد أرواح الأبرياء؟ وهل ننتظر ضحية جديدة، أم نتحرك لمنع التكرار؟

تم نسخ الرابط