ألم الكتف المستمر.. تعرف على «أسباب التهاب المفصل» وأفضل طرق العلاج

ألم الكتف يُعد من أكثر المشكلات الشائعة التي تؤثر على الحياة اليومية للكثير من الأشخاص وقد يظهر ألم الكتف بشكل مفاجئ أو تدريجي ويزداد مع الحركة أو النوم أو حتى أثناء الراحة ويعتبر التهاب مفصل الكتف من الأسباب الرئيسية لهذا الألم حيث يؤدي إلى تقليل القدرة على تحريك الذراع بحرية ويحد من ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
هذا النوع من الألم قد يكون مزعجا ومستمرا ويصعب تجاهله خاصة عندما يصبح مزمنًا لذلك من المهم التعرف على أسباب التهاب مفصل الكتف وأعراضه وكيفية تشخيصه والعلاج المناسب له لتقليل «ألم الكتف» وتحسين جودة الحياة.
أسباب شائعة وراء «ألم مفصل الكتف»
يرتبط ألم مفصل الكتف بعدة أسباب من أبرزها الالتهابات الناتجة عن الإجهاد المتكرر أو التقدم في العمر حيث تضعف الأنسجة المحيطة بالمفصل وتقل مرونتها كما يُعد التهاب الأوتار أحد الأسباب الشائعة أيضا ويحدث عند الإفراط في استخدام الذراع أو نتيجة لحركة خاطئة متكررة تؤدي إلى التهاب في الأنسجة التي تربط العضلات بالعظام.
كذلك قد يكون السبب في ألم الكتف ناتجا عن ما يعرف بـ«الكتف المتجمدة» وهي حالة يتصلب فيها المفصل تدريجيا ويصبح من الصعب تحريكه وهذا يحدث غالبا بعد فترة من عدم تحريك الذراع بسبب الإصابة أو الجراحة.
إضافة إلى ذلك فإن بعض الإصابات مثل خلع الكتف أو الكسر أو التمزق في الأربطة يمكن أن تسبب «ألمًا حادًا» في المفصل ويزداد هذا الألم مع كل محاولة لتحريك الكتف أو حمل أي وزن كما يمكن أن تلعب الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو هشاشة العظام دورا في تفاقم ألم الكتف وتدهور حالته مع مرور الوقت.
الأعراض التي لا يجب تجاهلها
عندما يتعلق الأمر بـ«ألم مفصل الكتف» فإن هناك مجموعة من الأعراض المصاحبة التي يجب عدم إهمالها ومنها صعوبة رفع الذراع أو تحريكه بشكل طبيعي والشعور بتيبس في المفصل خاصة في الصباح أو بعد فترات من الراحة.
كذلك من الأعراض المقلقة وجود تورم أو احمرار في منطقة المفصل أو الشعور بوجود صوت طقطقة عند تحريك الكتف أو الإحساس بالضعف العام في الذراع وهذه العلامات قد تشير إلى وجود التهابات داخلية أو تمزقات تحتاج إلى تقييم طبي دقيق.
وفي حال استمرار «ألم الكتف» لأكثر من بضعة أيام دون تحسن أو إذا كان الألم يوقظ الشخص من نومه أو يعيقه عن أداء مهامه اليومية فذلك يتطلب تدخلا طبيا فوريًا لتجنب المضاعفات وتحديد السبب الحقيقي وراء هذه الحالة.
التشخيص يبدأ بالفحص السريري
لتحديد سبب ألم الكتف يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري يشمل تقييم حركة المفصل ونطاق الدوران وشدة الألم كما يسأل المريض عن طبيعة الألم ومتى بدأ وكيف يؤثر على حياته اليومية.
في بعض الحالات قد يطلب الطبيب إجراء فحوص إضافية مثل الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية وذلك للكشف عن وجود تمزقات أو التهابات أو تغيرات في بنية المفصل كما يمكن تحليل الدم إذا كان هناك اشتباه في أمراض مثل التهاب المفاصل أو العدوى.
طرق علاج «ألم الكتف» حسب الحالة
يعتمد علاج ألم مفصل الكتف على تشخيص الحالة ودرجة الالتهاب أو الضرر الحاصل في المفصل وفي أغلب الحالات يبدأ العلاج بوسائل غير جراحية مثل الراحة وتجنب الحركات المجهدة واستخدام كمادات باردة لتقليل التورم والالتهاب.
كما يُوصى بالعلاج الطبيعي لتقوية العضلات المحيطة بالمفصل وتحسين مرونته وتشمل هذه الجلسات تمارين خاصة يتم تصميمها حسب حالة المريض ويشرف عليها أخصائي علاج طبيعي لتفادي أي إصابة إضافية.
في بعض الحالات يتم وصف أدوية مضادة للالتهاب لتخفيف الألم وتقليل التورم أو استخدام حقن الكورتيزون داخل المفصل لتقليل الالتهاب بشكل سريع وفعال وقد تكون هذه الخطوة مفيدة خاصة في الحالات المزمنة أو التي لم تستجب للعلاج التقليدي.
أما في الحالات الشديدة التي تشمل تمزقات أو تلف في المفصل فقد يكون التدخل الجراحي هو الحل الأخير ويشمل ذلك جراحات تنظيرية لإصلاح الأوتار أو استبدال المفصل بالكامل في حالات التلف الحاد.
أسلوب الحياة يؤثر على صحة المفصل
للوقاية من ألم الكتف أو تقليل حدته يُنصح باتباع نمط حياة صحي يعتمد على ممارسة التمارين بشكل منتظم دون إجهاد المفصل كما أن تقوية عضلات الكتف والظهر من خلال التمارين المناسبة تساهم في حماية المفصل من الإصابات.
أيضا من المهم تجنب حمل الأشياء الثقيلة بشكل مفاجئ أو استخدام الذراع في حركات متكررة تؤدي إلى إرهاق المفصل كما يُفضل أخذ فترات راحة خلال العمل أو النشاط البدني لتخفيف الضغط عن الكتف.
كما يجب الانتباه إلى الوضعية أثناء النوم والجلوس واختيار وسائد داعمة تحافظ على استقامة العمود الفقري وتخفف العبء عن الكتف وذلك لتفادي أي توتر قد يؤدي إلى «ألم مستمر» أو تفاقم الحالة.
أهمية التشخيص المبكر والمتابعة
كلما تم تشخيص التهاب مفصل الكتف مبكرا كلما زادت فرص الشفاء وتحسنت نتائج العلاج لذلك يُنصح بعدم تجاهل أي ألم غير معتاد أو مستمر في الكتف ومراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
التعامل الجاد مع «ألم الكتف» لا يحمي المفصل فقط بل يمنع انتشار الالتهاب إلى مناطق أخرى ويقلل من خطر فقدان الحركة أو الحاجة للجراحة في المستقبل.