الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«طفلة حامل في شوارع دمشق».. صورة تهز الضمير وتكشف فوضى سوريا المحتلة

طفلة حامل في شوارع
طفلة حامل في شوارع دمشق

في مشهد مروع اختصر مأساة أجيال، تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا صورة صادمة قيل إنها تظهر طفلة مشردة وحامل تتجول في شوارع العاصمة دمشق، وسط حالة من الذهول والغضب الشعبي الذي أشعلته هذه الصورة، خاصة وأنها تعكس واحدة من أبشع نتائج الحرب والفوضى والانهيار الاجتماعي الذي تعيشه البلاد منذ سنوات.

الصورة التي فجرت الغضب

الصورة المتداولة بكثافة على مواقع التواصل، تظهر طفلة يبدو أن عمرها لا يتجاوز 12 عامًا، ترتدي ملابس ممزقة، حافية القدمين، وتجلس بجانب أحد الأرصفة في حالة يُرثى لها، بينما يظهر بطنها منتفخًا بطريقة توحي بأنها في مراحل متقدمة من الحمل. 

وقد زعم أنها التقطت في أحد شوارع دمشق الخاضعة لسيطرة النظام والميليشيات الأجنبية.

وما أثار موجة من الغضب أكثر، هو صمت السلطات، وغياب أي توضيح أو تدخل رسمي بشأن هذه الواقعة التي أثارت حالة من الصدمة ليس فقط في سوريا، بل في العالم العربي.

من يتحمل المسؤولية؟

تساءل كثير من النشطاء والحقوقيين عبر وسائل التواصل: من المسؤول عن هذا الانحدار الأخلاقي والاجتماعي؟ كيف وصلت طفلة في عمر الزهور إلى هذا المصير المفجع؟ في الوقت الذي تتحدث فيه وسائل الإعلام الرسمية عن «الاستقرار» و«التحسن الاقتصادي»، تعيش الطفولة في سوريا كوابيس يومية من التشرد والاستغلال.

وأشار ناشطون إلى أن الوجود الكثيف للميليشيات الأجنبية، خاصة المرتزقة من الشيشان وبلدان آسيا الوسطى، بالإضافة إلى عناصر الميليشيات الإيرانية، خلق مناخًا خصبًا لانتهاكات واسعة بحق النساء والأطفال، وسط غياب القانون وانتشار الرشوة والابتزاز الأمني.

مشهد متكرر.. ولكن هذه المرة أكثر بشاعة

هذه ليست المرة الأولى التي تتداول فيها وسائل التواصل صورًا لطفلات مشردات، أو تقارير عن «زواج القاصرات» في مناطق النزاع، لكن المختلف هذه المرة أن الصورة توثق ما يشبه جريمة مكتملة الأركان: طفلة مغتصبة، مهملة، مشردة، حامل، وتُترك في الشارع وحدها!

ووسط هذه المعاناة، تغيب مؤسسات الحماية، كما يغيب صوت المنظمات الحقوقية التي باتت تواجه التضييق في العمل داخل سوريا، في ظل تصاعد قبضة الأمن والميليشيات.

صرخة شعبية.. وتحركات خجولة

الضجة التي أحدثتها الصورة دفعت عدداً من الصحفيين والحقوقيين للمطالبة بتحقيق فوري في الحادثة، داعين إلى تدخل إنساني عاجل للكشف عن هوية الطفلة ومصيرها، ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة.

وانطلقت عبر منصات التواصل وسوم عدة مثل:
#طفلة_حامل
#أنقذوا_أطفال_سوريا
#جريمة_في_دمشق
حيث شارك آلاف المتابعين في التعبير عن استنكارهم، مطالبين الجهات الدولية وعلى رأسها اليونيسف ومفوضية حقوق الإنسان باتخاذ موقف واضح وإنقاذ من تبقى من براءة الطفولة في سوريا.

أين الدولة؟ وأين المجتمع؟

غاب الصوت الرسمي كالعادة، لا تعليق من وزارة الداخلية أو وزارة الشؤون الاجتماعية، ولا توضيح من محافظ دمشق، وكأن الواقعة لا تعني أحدًا، حتى وسائل الإعلام المحلية تجاهلت الأمر أو تعاملت معه ببرود معتاد، ما جعل البعض يصف الصمت بأنه «مشاركة في الجريمة».

وفي المقابل، حاول البعض في المجتمع المدني الوصول للطفلة، وتحديد مكانها، إلا أن الضغوط الأمنية والرقابة المكثفة على التحركات جعلت ذلك صعبًا، مما زاد المخاوف من أن تُدفن هذه الجريمة في الظل كما دُفنت غيرها من القصص المؤلمة.

الطفولة في زمن الحرب.. أكبر الخاسرين

لا يمكن النظر إلى هذه الواقعة بوصفها حالة فردية. إنها واحدة من آلاف الحكايات التي لا تصلنا. طفولة بأكملها في سوريا ضاعت بين براميل النظام، وسكاكين الميليشيات، وإهمال المجتمع الدولي، وتخاذل الجميع. 

فبينما تنشغل الدول بتقاسم النفوذ على الأراضي السورية، يُسحق جيل كامل تحت أقدام الاستغلال والعوز واليأس.

شهادة صامتة على جريمة مستمرة 

الصورة أقسى من أي خطاب سياسي، هي شهادة صامتة على جريمة مستمرة بحق الشعب السوري، وخصوصًا الأطفال، الذين يُسلبون حقهم في الحياة والكرامة يوماً بعد يوم.

وما لم يتحرك الضمير العالمي اليوم، فسنشهد صورا أبشع غدا، فهل تستحق هذه الطفلة أن تترك لمصيرها؟، أم آن الأوان للعالم أن يلتفت إلى وجعها؟.

تم نسخ الرابط