متى تبدأ الأيام البيض في محرم 1447؟.. 3 أيام تقرّبك من الجنة

محرم هو أول شهور السنة الهجرية وهو من «الأشهر الحرم» التي خصّها الله تعالى بمكانة عظيمة وفضائل كثيرة، ومن بين العبادات المستحبة التي يحرص عليها المسلمون في هذا الشهر المبارك «صيام الأيام البيض»، وهي سنة نبوية عظيمة يغفل عنها كثيرون رغم ما ورد في فضلها من أحاديث شريفة وأجور عظيمة وعد الله بها عباده الصائمين، وتحديدًا في شهر محرم الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بوضوح حين قال: «أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم»، في هذا التقرير نوضح موعد صيام الأيام البيض في محرم 1447، وفضل هذا الصيام، ولماذا ينبغي اغتنام هذه الأيام الثلاثة تحديدًا في هذا الشهر الكريم.
موعد الأيام البيض في محرم 1447
أعلنت دار الإفتاء المصرية عن توقيت الأيام البيض التي توافق شهر محرم من العام الهجري 1447، حيث تبدأ الأيام البيض كما هو معروف في الليالي القمرية من كل شهر هجري، وهي الليالي التي يكون فيها القمر مكتملًا وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر.
بالنسبة لشهر محرم 1447 فإن الأيام البيض توافق التواريخ التالية:
يوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 ويقابل الثالث عشر من محرم
يوم الأربعاء 9 يوليو 2025 ويقابل الرابع عشر من محرم
يوم الخميس 10 يوليو 2025 ويقابل الخامس عشر من محرم
ويُستحب صيام هذه الأيام سواء متتابعة أو متفرقة، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي أصحابه بصيامها بقوله: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة»، وقد أكد العلماء أن هذا الصيام له أثر كبير في تهذيب النفس ورفع الدرجات ومغفرة الذنوب.
لماذا محرم هو الأفضل للصيام بعد رمضان؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم» وهو ما يشير إلى عظمة هذا الشهر وأهمية الإكثار من العبادات فيه، وخاصة الصيام، حيث أن محرم يحمل منزلة فريدة بين الشهور الهجرية، ويكفيه شرفًا أنه الشهر الذي نُسب إلى الله في الحديث الشريف، ولا يُنسب شهر إلى الله إلا لعظيم فضله.
وفي محرم تتضاعف الأجور وتُغفر الخطايا ويعلو فيه قدر العمل الصالح، فكان السلف يحرصون على اغتنام أيامه في العبادة والصيام والدعاء والتقرب إلى الله عز وجل، ومن بين هذه الأيام تأتي الأيام البيض لتكون فرصة ذهبية لمن يرجو الثواب ويبتغي الأجر.
فضائل صيام الأيام البيض في شهر محرم
محرم له منزلة عظيمة، وصيام الأيام البيض فيه يجمع بين فضيلتين، الأولى هي فضل الصيام في شهر محرم، والثانية هي فضل صيام الأيام البيض عمومًا، ومن أبرز هذه الفضائل ما يلي:
الصوم هو العبادة الوحيدة التي اختص الله أجرها بنفسه، ففي الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.
الصائم له فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة حين يلقى ربه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وهو دليل على القبول والثواب
أعدّ الله للصائمين بابًا خاصًا في الجنة يُسمى «الريان» لا يدخله غيرهم، كما جاء في الحديث الصحيح
صيام يوم واحد في سبيل الله يباعد بين العبد وبين النار سبعين خريفًا، فما بالنا بصيام ثلاث أيام في شهر محرم
الصوم وقاية ودرع من النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «الصيام جنة»
الصيام يكفّر الخطايا ويطهّر النفس، ويدفع الفتن والشرور عن الإنسان
يشفع الصيام لصاحبه يوم القيامة، كما جاء في حديث «الصيام والقرآن يشفعان للعبد»
لماذا يغفل كثيرون عن هذه الأيام؟
رغم أن الأيام البيض تتكرر كل شهر هجري، إلا أن صيامها في شهر محرم له خصوصية ومكانة خاصة لا يعلمها كثيرون، وبعض الناس يجهلون أصل التسمية بـ «البيض» والتي ترجع إلى اكتمال القمر وبياض لياليه، ما يجعلها علامة واضحة لمن يرغب في تتبعها، ومع ذلك يتناسها البعض رغم أن فضلها ثابت في السنة النبوية وأجرها كبير.
أربع فضائل أخرى لشهر محرم
دار الإفتاء المصرية أشارت إلى أن محرم ليس مجرد شهر مميز للصيام فقط، بل إنه يتمتع بأربعة فضائل كبرى يجب أن يعرفها المسلم ويحرص على اغتنامها:
أولًا هو أول شهر في السنة الهجرية وأحد الأشهر الحرم التي نهى الله عن الظلم فيها، وقد ورد في قوله تعالى: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم»
ثانيًا الصيام فيه يلي مباشرة في الفضل صيام رمضان، كما جاء في حديث «أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم»
ثالثًا شهد محرم نصر الله تعالى لسيدنا موسى وقومه على فرعون، وهو ما يجعل من هذا الشهر مناسبة عظيمة لتجديد الإيمان وشكر الله
رابعًا يحتوي محرم على يوم عاشوراء الذي ورد أن صيامه يكفّر ذنوب سنة ماضية كاملة، وهو ما يدل على عظم أجر الصيام فيه
محرم موسم من مواسم الطاعات
إن شهر محرم يمثل بداية روحية جديدة لكل من يرغب في استثمار الأيام المباركة وتقويم السلوك وتجديد النية، فليس هناك أفضل من بداية السنة بالصيام والطاعة، وخاصة في أيام ثبتت في فضلها أحاديث نبوية واضحة، لذلك فإن صيام الأيام البيض في محرم ليس مجرد سنة مهجورة، بل هو مفتاح لباب واسع من الثواب والرضا الإلهي.