الثلاثاء 08 يوليو 2025 الموافق 13 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نتنياهو بعد مقتل 5 جنود.. «صباح صعب» في معركة الحسم مع حماس

نتنياهو
نتنياهو

في ضربة موجعة للجيش الإسرائيلي، قتل صباح الثلاثاء 5 جنود وأصيب ما لا يقل عن 10 آخرين في كمين محكم نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، وتحديدا في بلدة بيت حانون، وهي منطقة تشهد مواجهات عنيفة منذ أسابيع.

وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل «تمر بصباح صعب بعد استشهاد جنودنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل معركة الحسم وتحرير الأسرى»، في إشارة إلى مواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة رغم الخسائر البشرية المتصاعدة.

كمين محكم على مراحل

وبحسب ما أعلنت عنه كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، فإن العملية جاءت ضمن سلسلة من الكمائن المخططة مسبقًا ضد التوغلات الإسرائيلية شمال القطاع. 

وأوضحت المقاومة أنها استخدمت عدة عبوات ناسفة موجهة وأسلحة خفيفة في الكمين.

ووفقًا للتفاصيل الأولية التي نشرتها مصادر عبرية وفلسطينية، فإن الكمين بدأ بتفجير عبوة ناسفة أولى بدبابة إسرائيلية كانت تتقدم في محيط منطقة بيت حانون، ما أدى إلى إعطابها. 

وبعد دقائق، ومع وصول قوة إنقاذ إسرائيلية إلى موقع الانفجار الأول، تم تفجير عبوة ثانية كانت مزروعة بعناية في الطريق المؤدية للموقع.

ومع محاولة الاحتلال إرسال تعزيزات إضافية، تم استهداف القوة الثالثة بعبوة ناسفة ثالثة، أعقبتها عملية إطلاق نار دقيقة من أسلحة خفيفة ومتوسطة، ما أدى إلى مضاعفة حجم الخسائر البشرية بين الجنود.

الجيش الإسرائيلي يعترف بالخسائر

رغم التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الرقابة العسكرية الإسرائيلية على تفاصيل العملية، فإن وسائل إعلام عبرية أكدت مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين على الأقل، بعضهم في حالة حرجة. 

واعتبر مراقبون أن هذا الرقم هو الأعلى في عملية واحدة منذ أسابيع، ما يعكس مدى تأثير العملية على مستوى القيادة الميدانية للجيش.

وقال مراسل صحيفة «هآرتس» للشؤون العسكرية إن «الكمين في بيت حانون يظهر أن حماس لا تزال تحتفظ بقدرات فنية وقتالية متقدمة رغم مرور أكثر من 9 أشهر من المعارك والدمار المكثف في قطاع غزة».

ردود فعل إسرائيلية متباينة

وفي ظل تصاعد حجم الخسائر، بدأت تظهر ردود فعل إسرائيلية غاضبة على الساحة السياسية، حيث طالبت أحزاب معارضة بعقد جلسة عاجلة في الكنيست لبحث استراتيجية الحكومة في إدارة المعركة.

وقال يائير لابيد، زعيم المعارضة، إن استمرار العمليات دون خطة سياسية موازية هو «نزيف لا نهاية له»، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية «تضحي بالجنود دون أفق واضح للنهاية».

من جانبه، دعا وزير الأمن السابق بيني غانتس إلى «إعادة تقييم الأهداف»، محذرًا من أن التوغل البري العميق في مناطق مكتظة بالسكان وبنية تحتية فصائلية يمثل مخاطرة كبيرة دون نتائج حقيقية على الأرض.

المقاومة.. مستمرون في الاستنزاف

وفي الجانب الفلسطيني، اعتبرت فصائل المقاومة أن عملية بيت حانون «واحدة من سلسلة كمائن الاستنزاف» التي تنفذها ضد القوات المتوغلة في مناطق شمال القطاع.

وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان مقتضب: «نؤكد أن الميدان لا يزال يتسع لمزيد من المفاجآت، وما حدث اليوم هو عينة بسيطة من معركة الاستنزاف التي يخوضها مجاهدونا على مدار الساعة».

وأضاف البيان أن «كل توغل إسرائيلي يقابله كمائن وانفجارات ونيران دقيقة، في ظل معرفة المقاومة الكاملة بتحركات العدو وطرق تسلله».

الوضع الميداني.. هدوء حذر بعد العاصفة

وعقب العملية، أفادت مصادر محلية في بيت حانون أن الاحتلال الإسرائيلي شنّ قصفًا مكثفًا على محيط المنطقة التي شهدت الكمين، تزامنا مع تحليق مكثف للطائرات الحربية والمسيّرات. وأظهرت صور متداولة أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من المنطقة، وسط أصوات انفجارات متتالية.

فيما أشارت مصادر طبية إلى وقوع إصابات بين المدنيين جراء القصف الإسرائيلي، حيث أُجلي عدد من العائلات من منازلهم القريبة من موقع الاشتباك.

السياق السياسي.. ضغوط داخلية وتصعيد خارجي

يأتي هذا التطور الميداني في وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومة الإسرائيلية بسبب استمرار وجود الأسرى لدى حماس وفشل المحاولات المتكررة للتوصل إلى صفقة تبادل.

ويواجه نتنياهو تحديات كبيرة من الشارع الإسرائيلي، لا سيما عائلات الجنود الأسرى، الذين يطالبون بوقف الحرب والبدء في مفاوضات عاجلة لاستعادة أبنائهم.

من جهة أخرى، اعتبرت مصادر دبلوماسية أوروبية أن استمرار التصعيد يعقّد أي جهود للتهدئة، مشيرة إلى أن العمليات الميدانية التي تسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الجنود قد تؤدي إلى تصعيد سياسي وعسكري غير محسوب.

عملية بيت حنون.. أكثر الهجمات دقة وتنسيقا

تعد عملية بيت حانون واحدة من أكثر الهجمات دقة وتنسيقا منذ بدء التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة، ورسالة قوية من المقاومة بأن قدرتها على المبادرة لا تزال قائمة.

 أما في إسرائيل، فقد فتحت العملية بابًا جديدًا من التساؤلات حول مدى جدوى استمرار العملية العسكرية مقابل الكلفة البشرية المتصاعدة. 

وبينما تتبادل الأطراف الرسائل بالنار، يبقى المدنيون هم الحلقة الأضعف في معادلة الحرب المفتوحة.

تم نسخ الرابط