الأربعاء 09 يوليو 2025 الموافق 14 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

دراسة علمية: «حليب» الإبل يثبط التهابات الرئة ويقلل من نوبات الربو

حليب الإبل
حليب الإبل

حليب الإبل أصبح في الآونة الأخيرة محور اهتمام العديد من الباحثين والخبراء في مجالات الطب البديل والمناعة بعدما كشفت دراسة علمية حديثة عن تأثيره القوي في «تثبيط التهابات الرئة» والتقليل من نوبات «الربو التحسسي» مما يمنح هذا النوع من الحليب مكانة طبية جديدة تستحق الدراسة والتوسع في الاستخدام خصوصًا في المجتمعات التي تعتمد عليه بشكل تقليدي منذ قرون طويلة حيث يُعتبر حليب الإبل عنصرًا رئيسيًا في الطب الشعبي في العديد من الثقافات الصحراوية.

تفاصيل الدراسة العلمية

الدراسة أجراها فريق بحثي من جامعة سعودية بالتعاون مع معاهد دولية متخصصة في المناعة والأمراض التنفسية حيث تم استخدام نماذج حيوانية مصابة بالتهاب رئوي مزمن والربو التحسسي وتمت معالجتها بمستخلصات من حليب الإبل بشكل منتظم عبر فترات زمنية محددة ولاحظ الباحثون «انخفاضًا ملحوظًا» في مؤشرات الالتهاب داخل الرئة كما لوحظ تحسن في معدلات التنفس وانخفاض في حدة السعال ومقاومة الجسم لنوبات الاختناق التي يسببها الربو.

ويشير الباحثون إلى أن مركبات محددة داخل حليب الإبل تمتلك خصائص «مضادة للالتهاب» و«محفزة للمناعة» من أبرزها اللاكتوفيرين والغلوبولينات المناعية بالإضافة إلى الأحماض الدهنية غير المشبعة التي تلعب دورًا حيويًا في تهدئة الجهاز التنفسي وتقليل تحسس الشعب الهوائية.

ما الذي يميز حليب الإبل عن غيره

يتميز حليب الإبل بتركيبته الفريدة التي تختلف عن حليب الأبقار أو الأغنام إذ يحتوي على نسبة أقل من اللاكتوز ونسبة أعلى من الفيتامينات والمعادن مثل الزنك والمغنيسيوم وفيتامين C وهي عناصر ضرورية لتقوية المناعة ومكافحة الالتهاب كما أن حليب الإبل غني بالبروتينات ذات التأثير المناعي التي تساعد على تقليل ردود الفعل التحسسية التي تحدث في حالات الربو الموسمي أو المزمن.

وقد أشارت الدراسة أيضًا إلى أن استهلاك حليب الإبل بشكل منتظم ساهم في تحسين نوعية الحياة للمصابين بالربو خاصة في فترات تغير الفصول أو التعرض لمحفزات التحسس مثل الغبار أو حبوب اللقاح حيث قلّت عدد النوبات وعدد مرات استخدام بخاخات الطوارئ لدى المشاركين الذين استهلكوا الحليب مقارنة بأولئك الذين لم يستهلكوه.

الآلية التي يعمل بها الحليب

يعتمد تأثير حليب الإبل في تهدئة التهابات الرئة والربو على تفاعلات مناعية دقيقة إذ يعمل الحليب على تنظيم الخلايا التائية T cells التي تلعب دورًا رئيسيًا في التحكم في الاستجابة الالتهابية في الجسم كما أن البروتينات الموجودة في الحليب تُسهم في تقليل إنتاج «السيتوكينات الالتهابية» وهي المواد التي تتسبب في تفاقم أعراض الربو والانقباضات القصبية.

كذلك يحتوي حليب الإبل على مضادات أكسدة طبيعية تعمل على تقليل الإجهاد التأكسدي داخل أنسجة الرئة وهو عامل مهم في الحد من التهيج المزمن وتحسين مرونة الرئة وقدرتها على التنفس السليم.

استخدام حليب الإبل في الطب البديل

من المعروف أن حليب الإبل كان يستخدم في الطب الشعبي منذ مئات السنين لعلاج أمراض الجهاز التنفسي والهضمي وحتى مشاكل الجلد ولكن ما كشفته الدراسة الحديثة يفتح الباب أمام إدخاله ضمن برامج علاجية متكاملة خاصة لمرضى الربو التحسسي الذين يبحثون عن بدائل طبيعية وآمنة تقلل من اعتمادهم على الأدوية الكيميائية ذات الآثار الجانبية.

ويؤكد الباحثون أن حليب الإبل لا يُعد بديلًا مباشرًا عن الأدوية لكنه يمكن أن يكون مكملًا قويًا يساعد في «تحسين الحالة العامة» للمريض وزيادة قدرته على مقاومة النوبات وتقليل الالتهاب بشكل عام.

آراء المختصين وتحذيرات مهمة

أطباء الصدر والحساسية الذين تابعوا نتائج الدراسة عبّروا عن تفاؤلهم الكبير بإمكانية استخدام حليب الإبل كجزء من خطة علاجية طويلة الأمد لمرضى الالتهاب الرئوي المزمن والربو التحسسي بشرط أن يكون الحليب «طازجًا» ونقيًا وخاليًا من الملوثات كما يُفضل أن يُستخرج من مصادر موثوقة تتبع إجراءات السلامة الصحية.

ومع ذلك يحذر المختصون من استهلاك حليب الإبل بكميات كبيرة أو دون إشراف طبي خاصة للمرضى الذين يعانون من مشاكل مناعية شديدة أو لديهم تاريخ تحسس من منتجات الحليب ويُنصح دائمًا بإجراء اختبار حساسية قبل إدخال الحليب ضمن النظام الغذائي للمريض.

مستقبل الأبحاث حول حليب الإبل

نتائج هذه الدراسة فتحت أبوابًا جديدة أمام الباحثين لاستكشاف المزيد من الفوائد الطبية لحليب الإبل إذ تجري الآن أبحاث إضافية في جامعات متعددة لمعرفة تأثير الحليب على أمراض أخرى مثل السكري وقرحة المعدة واضطرابات المناعة الذاتية كما يُتوقع أن يتم تطوير مكملات غذائية تحتوي على مستخلصات من حليب الإبل للاستفادة من فوائده دون الحاجة لاستهلاكه طازجًا.

وقد أبدت شركات أدوية اهتمامًا متزايدًا بالدراسة وتسعى إلى تحويل هذه النتائج إلى منتجات طبية مدروسة مثل شراب أو مسحوق جاف يحتوي على خلاصة البروتينات النشطة الموجودة في حليب الإبل.

تبرز أهمية «حليب الإبل» ليس فقط كغذاء تقليدي بل كعنصر طبي واعد في مواجهة التهابات الرئة ونوبات الربو حيث كشفت الدراسات الحديثة عن قدرته على تنظيم المناعة والحد من التفاعلات الالتهابية المزعجة وإذا ما تم استخدامه ضمن «إشراف طبي سليم» يمكن أن يشكل إضافة نوعية في الرعاية الصحية لمرضى الجهاز التنفسي في السنوات القادمة.

تم نسخ الرابط