الخميس 10 يوليو 2025 الموافق 15 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

التحلل السمي الجلدي.. مرض نادر يحوّل البشرة إلى خطر مميت

التحلل الجلدي السمي
التحلل الجلدي السمي

البشرة قد تكون درع حماية للجسم لكنها في بعض الحالات النادرة قد تتحول إلى «مصدر تهديد خطير» للحياة كما هو الحال مع مرض التحلل السمي الجلدي وهو مرض نادر وخطير يصيب البشرة ويسبب تقشرها بشكل واسع ومؤلم ويعرض المريض لمضاعفات قد تصل إلى الوفاة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة ودقة.

هذا المرض لا يُعد شائعًا ولكنه من أخطر «الأمراض الجلدية» المعروفة ويصيب نسبة قليلة من الناس وغالبًا ما يظهر نتيجة «رد فعل تحسسي شديد» تجاه بعض الأدوية أو بسبب اضطرابات في الجهاز المناعي ويتميز بمظهره المفزع وأعراضه القاسية التي تجعل من البشرة مصدرًا للسموم والآلام بدلًا من أن تكون غلافًا واقيًا للجسم.

ما هو التحلل السمي الجلدي؟

التحلل السمي الجلدي أو ما يعرف علميًا بـ «متلازمة ستيفنز جونسون» وتطورها إلى حالة أكثر حدة تُسمى «التحلل البشروي السمي» هو مرض نادر وخطير يصيب الطبقات العليا من البشرة مسببًا انفصالها عن باقي طبقات الجلد الداخلية نتيجة «رد فعل مناعي عنيف» ويؤدي إلى ظهور تقرحات واسعة وتقشر الجلد بشكل يشبه الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة.

المرض يُصنف من «الطوارئ الطبية» التي تستدعي دخول المستشفى فورًا خاصة في وحدات العناية المركزة أو وحدات الحروق لأنه يعرض المريض لمخاطر مثل فقدان سوائل الجسم أو التعرض للعدوى أو تسمم الدم.

التحلل الجلدي السمي 
التحلل الجلدي السمي 

الأسباب المحتملة وراء التحلل السمي الجلدي

يحدث هذا المرض غالبًا نتيجة تناول بعض «الأدوية المعروفة بتحفيز التفاعلات المناعية الشديدة» مثل:

المضادات الحيوية خاصة من فئة السلفا

أدوية الصرع مثل الكاربامازيبين والفينيتوين

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين

بعض أدوية النقرس مثل ألوبيورينول

في بعض الحالات قد لا يكون هناك دواء محدد مسؤول عن الحالة ولكن تكون هناك «عوامل وراثية أو مناعية» تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذه التفاعلات التي تهاجم خلايا البشرة وتدمرها بشكل سريع.

الأعراض الأولية التي لا يجب تجاهلها

تبدأ أعراض التحلل السمي الجلدي بشكل يشبه أعراض الإنفلونزا مثل الحمى والتعب والصداع والتهاب الحلق ثم يتبعها ظهور طفح جلدي مؤلم وبقع حمراء على البشرة سرعان ما تتحول إلى «فقاعات مائية» أو «تقرحات واسعة» يصاحبها تقشر الجلد بشكل جزئي أو كلي.

يمتد التأثير أيضًا إلى الأغشية المخاطية مثل العينين والفم والمناطق التناسلية مما يجعل الألم والتقرحات أكثر شدة وقد يعاني المريض من صعوبة في البلع أو التبول بسبب تآكل الأغشية المخاطية.

لماذا يعتبر هذا المرض خطرًا على الحياة؟

تكمن خطورة التحلل السمي الجلدي في أن تلف البشرة بهذا الشكل يفقد الجسم القدرة على «الحفاظ على درجة حرارته» أو «منع تسرب السوائل» أو «مقاومة العدوى» لأن البشرة هي الحاجز الطبيعي الذي يمنع دخول الميكروبات ويحافظ على توازن الجسم.

عندما تنفصل طبقات الجلد وتتعرض الأنسجة الداخلية للهواء والميكروبات يصبح الجسم في «حالة حرجة» ويبدأ في فقد كميات كبيرة من السوائل ما قد يؤدي إلى جفاف شديد أو انخفاض ضغط الدم أو اختلال في وظائف الكلى وقد تتفاقم الحالة لتصل إلى تعفن الدم أو فشل عضوي متعدد إذا لم يتم التدخل بسرعة.

العلاج والرعاية الطبية المطلوبة

يتطلب علاج التحلل السمي الجلدي دخول المستشفى فورًا وإيقاف الدواء المسبب في حال تحديده ثم يُنقل المريض إلى وحدة الحروق أو العناية المركزة لتلقي الرعاية الداعمة والتي تشمل:

تعويض السوائل والأملاح المفقودة

تغذية المريض بشكل مناسب

منع العدوى باستخدام المضادات الحيوية عند الضرورة

تطبيق مراهم وضمادات مخصصة لترميم البشرة

الرعاية بالعينين والفم لتقليل الالتهابات والمضاعفات

في بعض الحالات قد يلجأ الأطباء إلى استخدام «العلاجات المناعية» مثل الجلوبيولين المناعي أو الكورتيزون بجرعات عالية لكن ذلك يتم بحذر شديد وتحت إشراف طبي دقيق.

دور الوقاية والمتابعة الطبية

الوقاية من التحلل السمي الجلدي تتطلب «معرفة الأدوية المسببة» له وتجنبها خاصة إذا كان الشخص قد أُصيب به سابقًا أو لديه تاريخ عائلي لهذا النوع من التفاعلات كما يجب إعلام الطبيب بأي أعراض غريبة تظهر بعد بدء أي دواء جديد خصوصًا الطفح الجلدي أو الحمى أو احمرار البشرة.

من المهم كذلك أن يحمل المريض بطاقة تنبيه طبية توضح اسم الدواء المسبب للحالة ليتمكن مقدمو الرعاية من تجنب استخدامه في المستقبل.

مريض التحلل السمي.. بين الألم والأمل

رغم أن التحلل السمي الجلدي حالة نادرة وصعبة إلا أن كثيرًا من المرضى تمكنوا من النجاة والتعافي التام عند تلقي العلاج في الوقت المناسب والالتزام الكامل بالتعليمات الطبية وإعادة بناء البشرة قد يستغرق وقتًا لكنه ممكن مع الرعاية الجيدة والدعم النفسي.

«البشرة ليست فقط غلافًا للجسد» بل هي «خط الدفاع الأول» الذي إن تهاوى بفعل مرض مثل التحلل السمي قد يتحول من درع حماية إلى مصدر خطر لذلك فإن الوعي الطبي والتدخل السريع هما الأساس لتقليل المضاعفات وإنقاذ الحياة.

تم نسخ الرابط