ضربة قاسية.. مبنى يسقط فوق قوات إسرائيلية بخان يونس

الخميس 10/يوليو/2025 - 10:49 م

أعلنت وسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، عن انهيار مبنى على قوة عسكرية إسرائيلية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وسط تكتم رسمي من جيش الاحتلال على تفاصيل الحادث وعدد القتلى أو المصابين في صفوفه.

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين شمال القطاع، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» بأن خمس فلسطينيين استشهدوا، وأصيب آخرون جراء قصف عنيف استهدف منطقة الزرقا ببلدة جباليا شمال غزة.

استهداف ممنهج للمدنيين والبنية التحتية

بحسب مصادر محلية، فإن القصف الإسرائيلي استهدف منازل سكنية مأهولة بالمدنيين، ما أسفر عن دمار واسع، وسقوط ضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن إصابات خطيرة بين صفوف الجرحى.

وتواصل طواقم الإسعاف والدفاع المدني العمل على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وسط إمكانيات محدودة وظروف إنسانية غاية في الصعوبة نتيجة الحصار المفروض على القطاع منذ ما يقارب 17 عامًا.

انهيار مبنى فوق قوة إسرائيلية

أما عن حادث انهيار المبنى في خان يونس، فقد أشارت مصادر عبرية إلى أن المبنى تم تفجيره من قبل المقاومة الفلسطينية أو انهار نتيجة قصف سابق نفذه جيش الاحتلال، مما أدى إلى سقوط عدد من الجنود بين قتيل وجريح.

ويُعد هذا الحادث استمرارا لسلسلة من العمليات التي تنفذها المقاومة في خان يونس، والتي تشهد مواجهات عنيفة منذ أسابيع، في محاولة من الاحتلال لإعادة السيطرة على مناطق كانت قد انسحبت منها سابقا تحت ضغط المقاومة.

عمليات اقتحام متواصلة في الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية المحتلة، صعّدت قوات الاحتلال من عملياتها الأمنية والعسكرية، ففرضت حظر تجول مشدد في قرية بزاريا شمال غرب نابلس، ومنعت السكان من الخروج أو الدخول، في الوقت الذي داهمت فيه عشرات المنازل واعتقلت عددًا من الشبان.

وفي ذات السياق، اقتحمت قوات الاحتلال قرية جينصافوط شرق قلقيلية، وقرية رمانة غرب جنين، وسط إطلاق كثيف للنيران وقنابل الصوت والغاز، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع شبان القرى الذين ردوا بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتادت عددًا من المعتقلين إلى مراكز تحقيق داخل المستوطنات، في وقت أعلنت فيه مؤسسات الأسرى تصاعدًا في وتيرة الاعتقالات خلال الأسابيع الماضية، والتي طالت المئات من أبناء الضفة والقدس.

استمرار الانقسام الدولي.. وماكرون وستارمر يدعمان الاعتراف بفلسطين

على الصعيد الدولي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من قبل فرنسا والمملكة المتحدة، مؤكدًا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي ذات الاتجاه، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الوضع في غزة لا يطاق، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، والعمل الجاد نحو حل الدولتين. وأضاف: «من دون الاعتراف بفلسطين لا يمكن التقدم نحو سلام دائم».

هذه التصريحات جاءت بعد ضغوط شعبية وبرلمانية متزايدة في أوروبا لدفع الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لا سيما بعد أن قامت دول مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا بخطوة مماثلة مؤخرًا.

الوضع الإنساني في غزة.. كارثي ويزداد سوءا

في المقابل، حذرت وكالات الإغاثة الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مع استمرار القصف والانهيار الكامل للخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء.

وقال مسؤول في وكالة «أونروا» إن أكثر من 80% من سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين داخليًا، بلا مأوى أو مصدر رزق، مشيرا إلى أن «الوضع تجاوز حدود الكارثة.. والاحتياجات تتضاعف بينما الدعم الدولي لا يزال محدودًا».

المقاومة تواصل الرد والاحتلال في مأزق ميداني

وعلى الرغم من التفوق العسكري الكبير الذي يمتلكه جيش الاحتلال، إلا أن العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية، خاصة في شمال القطاع وخان يونس، أربكت حساباته وخططه الميدانية، بحسب تقارير أمنية إسرائيلية.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن المقاومة تعتمد تكتيكات الإنهاك والاستنزاف، وتستفيد من معرفتها الجغرافية في تنفيذ كمائن وانفجارات مفخخة ضد قوات الاحتلال المتوغلة، وهو ما تكرر في انهيار المبنى الأخير.

في ظل هذا المشهد المعقد، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد الأرواح وتدمير المنازل في غزة، بينما تحاول القوى الدولية دفع عملية الاعتراف بفلسطين كخطوة نحو حل سياسي شامل.

ويبقى الشعب الفلسطيني، برغم المآسي، صامدًا في وجه الاحتلال، مؤمنًا بعدالة قضيته، ومتمسكًا بحقه في الحرية والكرامة.

عرب وعالم