أعراض غامضة ونوبات مفاجئة.. آدم الشرقاوي يُحذر من خطر السمنة الصامت

السمنة ليست مجرد مظهر خارجي أو زيادة في الكيلوجرامات، بل قد تكون «عدوًا صامتًا» يتسلل إلى الجسم بهدوء ويترك وراءه سلسلة من الأعراض الخطيرة والمفاجئة، وهذا ما كشفه الفنان الشاب «آدم الشرقاوي» حين تحدث بصراحة عن معاناته الصحية خلال إحدى المراحل الصعبة من حياته التي تزامنت مع بلوغه وزنا تجاوز 110 كيلوجرامات، حيث بدأت تظهر عليه علامات مقلقة لم يكن يدرك في البداية أنها مرتبطة مباشرة بالسمنة، من بينها «ضبابية الدماغ» وآلام المفاصل والجلطات المفاجئة.
ضباب في التفكير وجلطات صامتة
آدم الشرقاوي أشار إلى أنه عانى من إحساس دائم بالإنهاك الذهني وصعوبة بالغة في التركيز، وهو ما يُعرف طبيًا باسم «ضباب الدماغ»، والذي يُعد من الأعراض العصبية الناتجة عن التهابات مزمنة واضطرابات في الهرمونات يسببها تراكم الدهون، كما أكد أنه تعرض لجلطة في الساق أدت إلى أعراض مفاجئة منها تورم واحمرار شديد وإحساس بالألم الحارق، وهو ما دفعه إلى إجراء فحوصات طبية كشفت وجود خثرة دموية استدعت تدخلا عاجلا.
كيف تؤدي السمنة إلى تجلط الدم؟
السمنة تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الدوري، حيث تتسبب في إبطاء تدفق الدم ورفع معدل اللزوجة مما يزيد من احتمالية تشكل الجلطات، كما تفرز الخلايا الدهنية مواد التهابية ترفع نشاط الصفائح الدموية وتُحفز آلية التجلط بشكل غير طبيعي، الأمر الذي يجعل الشخص المصاب بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بجلطات خطيرة في الساقين أو حتى انسدادات رئوية مفاجئة قد تهدد حياته.
السمنة و«تآكل المفاصل»
من بين المضاعفات التي أشار إليها الفنان آدم الشرقاوي أيضًا أن السمنة سببت له ضغطا مستمرا على المفاصل خصوصا الركبتين وأسفل الظهر، ما أدى إلى شعور دائم بالألم والصلابة عند الحركة، إذ تشير الدراسات إلى أن كل كيلو جرام زائد يُشكل ضغطا إضافيا على المفاصل بما يعادل أربعة أضعاف، مما يُعجّل بحدوث تلف في الغضاريف وظهور أعراض التآكل مبكرًا.
رحلة العلاج والتخلص من الخطر
لم يكن الطريق سهلا، لكنه قرر أن يتخذ خطوة شجاعة، فقد بدأ آدم الشرقاوي رحلة إنقاص الوزن بإشراف طبي وغذائي، وتمكن من فقدان نحو 30 كيلوغراما ليصل إلى وزن 80 كيلو تقريبا، وشعر بتحسن كبير في قدرته على التنفس، وزوال آلام المفاصل تدريجيًا، وانتهت لديه تماما أعراض ضباب الدماغ التي كانت تؤثر على أدائه المهني وتركيزه.
علامات تحذيرية لا يجب تجاهلها
يحذر الأطباء من بعض الأعراض التي يجب الانتباه إليها في حالة السمنة، مثل تورم الأطراف بشكل مفاجئ، تغير لون الجلد، الشعور بالخدر أو الألم في الساق، ضيق التنفس غير المبرر، وفقدان القدرة على التركيز، فهذه الإشارات قد تكون دليلا على بداية تشكل جلطات أو على وجود اختلالات في الدورة الدموية والجهاز العصبي.
خطوات عملية للوقاية من مضاعفات السمنة
للوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة يُوصي الخبراء بضرورة اتباع نمط حياة نشط يتضمن المشي أو التمارين الخفيفة يوميًا، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمشبعة بالدهون، وشرب كميات كافية من الماء، بالإضافة إلى مراقبة مؤشر كتلة الجسم بانتظام، وارتداء الجوارب الضاغطة في حالات الجلوس الطويل، وأخذ قسط كافٍ من النوم للمساعدة في تنظيم الهرمونات المسؤولة عن الشهية.
السمنة وتأثيرها على الصحة النفسية
بعيدًا عن المضاعفات الجسدية، تؤثر السمنة بشكل كبير على الحالة النفسية، إذ ترتبط بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب والشعور بالعزلة الاجتماعية، كما أن تراجع الطاقة الذهنية وصعوبة أداء المهام اليومية يزيدان من الضغط العصبي، وهو ما عايشه آدم الشرقاوي نفسه، الذي أكد أن التخلص من السمنة لم يمنحه فقط تحسنًا عضويًا بل أيضًا حالة نفسية أكثر استقرارًا وصفاء ذهنيًا ملحوظًا.
السمنة خطر يجب مواجهته
ما مرّ به آدم الشرقاوي يُعد تنبيهًا صريحًا لكل من يعاني من السمنة أو يتهاون بخطورتها، فهي ليست مسألة مظهر خارجي أو ملابس لا تناسب القياس بل قضية صحة حقيقية تمس القلب والمخ والعظام وحتى الكلى، والوقاية تبدأ من الوعي، والقرار بالتغيير يمكن أن ينقذ الحياة بالفعل.