دراسة حديثة.. التمارين الرياضية قد تكون علاجًا فعالًا لبعض «الأمراض المزمنة»

التمارين قد تكون بوابة الأمل لعلاج بعض «الأمراض المزمنة»، هذا ما أكدته دراسة حديثة سلطت الضوء على الفوائد الخفية والنادرة التي تقدمها «التمارين الرياضية» لمرضى الحالات المزمنة والتي غالبًا ما كان يُعتقد أنها تحتاج فقط إلى أدوية طبية معقدة أو تدخلات علاجية مكلفة، إلا أن هذه الدراسة فتحت الباب واسعًا أمام تغيير النظرة إلى «الرياضة» باعتبارها وسيلة علاجية فعالة وآمنة.
دراسة حديثة تقلب الموازين
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة كندية مرموقة أن «التمارين الرياضية» المنتظمة يمكن أن تساهم في تحسين حالة المصابين ببعض «الأمراض المزمنة» بشكل يعادل في بعض الحالات تأثير الأدوية التقليدية، بل وأحيانًا تتفوق عليها في تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة لدى المرضى، حيث تم تطبيق الدراسة على عدد من المصابين بأمراض مثل «السكري» من النوع الثاني و«ارتفاع ضغط الدم» و«الاكتئاب المزمن» و«التهاب المفاصل» وكانت النتائج مبهرة.
التمارين ليست فقط للرشاقة
الكثيرون يربطون ممارسة «التمارين» فقط بفقدان الوزن أو تحسين المظهر الجسدي لكن الدراسة تشير إلى أن «التمارين» تحمل في طياتها فوائد طبية شاملة تتجاوز الجانب الشكلي لتصل إلى التأثير المباشر على آليات الجسم الحيوية مثل تحسين حساسية الإنسولين في مرضى السكري وتنشيط الدورة الدموية وتخفيف الالتهابات الداخلية بالإضافة إلى تحفيز إفراز المواد الكيميائية الطبيعية في الدماغ التي تحارب الاكتئاب وتمنح الإحساس بالسعادة والراحة النفسية.
شروط ممارسة التمارين كعلاج
أوضح الباحثون أن استخدام «التمارين» كوسيلة علاجية لا يجب أن يكون عشوائيًا بل يتطلب إشرافًا طبيًا وتقييمًا لحالة المريض الصحية ونوع المرض المزمن الذي يعاني منه حيث تختلف «التمارين» المناسبة من حالة لأخرى فمريض القلب لا يمكن أن يتبع نفس برنامج التمارين الخاص بمريض الاكتئاب أو التهاب المفاصل كما يجب أن تتناسب شدة التمارين ومدتها مع القدرة الجسدية للفرد لتفادي أي مضاعفات أو إجهاد زائد.
أنواع التمارين الفعالة
من بين أنواع «التمارين» التي أثبتت فعاليتها في الدراسة كانت «تمارين المشي السريع» و«اليوغا» و«تمارين المقاومة الخفيفة» و«التمارين الهوائية» مثل السباحة وركوب الدراجة كما تم التأكيد على أهمية التنويع في التمارين وعدم التركيز على نوع واحد فقط إذ يساعد التنوع على تنشيط أجهزة الجسم المختلفة وتحقيق استفادة شاملة سواء على مستوى العضلات أو الجهاز التنفسي أو القلب والأوعية الدموية.
ماذا يقول الأطباء؟
أطباء مشاركون في الدراسة صرحوا بأن إدخال «التمارين الرياضية» ضمن الخطة العلاجية للمريض لا يعني بالضرورة الاستغناء عن الأدوية لكن يمكن أن تساعد في تقليل الجرعات المطلوبة أو تقليل الأعراض الجانبية المصاحبة للأدوية كما قد تسرّع من عملية التعافي وتزيد من قدرة المريض على التفاعل مع العلاج بشكل أكثر إيجابية خاصة لدى من يعانون من أعراض مزمنة تؤثر على الحالة النفسية أو تسبب الإحباط.
تحذيرات يجب الانتباه لها
رغم التأثير الإيجابي الواسع لـ«التمارين» إلا أن الخبراء شددوا على أهمية الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم ممارسة التمارين بشكل عشوائي خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة متقدمة أو أمراض قلبية حادة كما أن هناك بعض الحالات التي تتطلب إشرافًا شخصيًا من مدرب مختص لتفادي أي حركات قد تؤدي إلى مضاعفات كما هو الحال مع مرضى هشاشة العظام أو التهاب المفاصل المتقدم.
تجارب مرضى تروي القصة
من بين الشهادات التي وردت في الدراسة كانت تجربة أحد المرضى المصابين بمرض السكري منذ أكثر من عشر سنوات حيث صرح بأن دمجه لروتين من «التمارين اليومية» مع النظام الغذائي ساعده على تقليل جرعة الإنسولين بنسبة تجاوزت ٤٠٪ خلال أقل من ستة أشهر كما شعر بتحسن واضح في المزاج والنوم ومستوى الطاقة خلال اليوم كما تحدثت سيدة في الخمسينات من عمرها عن تجربتها مع «التمارين الهوائية» في تقليل أعراض التهاب المفاصل مما مكنها من العودة لممارسة حياتها اليومية بصورة طبيعية.
في ضوء نتائج هذه الدراسة، ينصح الأطباء جميع من يعانون من «الأمراض المزمنة» بالتفكير الجاد في دمج «التمارين» ضمن روتينهم العلاجي بعد استشارة الطبيب المختص وتحديد ما يناسب حالتهم كما يشجع الباحثون على نشر التوعية بدور «التمارين» في التخفيف من عبء المرض النفسي والجسدي وتحسين نوعية الحياة مشيرين إلى أن الحلول البسيطة أحيانًا تكون أكثر فعالية من العلاجات المعقدة إذا ما تم الالتزام بها بشكل منتظم وآمن.