الإثنين 21 يوليو 2025 الموافق 26 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

هل تعاني من الأرق المزمن؟ هذه علامات «متلازمة قلة النوم» وتأثيرها المخفي

الأرق
الأرق

الأرق المزمن أصبح من الظواهر المنتشرة في العصر الحديث حيث يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من صعوبة النوم ليلًا أو الاستيقاظ المتكرر أو عدم الشعور بالراحة رغم الحصول على ساعات نوم كافية ظاهريًا، وتعد «متلازمة قلة النوم» الناتجة عن الأرق من المشكلات الصحية التي تؤثر بشكل سلبي وعميق على وظائف الجسم المختلفة بما في ذلك القدرات الذهنية والمناعية والنفسية، وفي هذا المقال يسلط القاريء نيوز الضوء على أسباب الأرق المزمن وعلاماته وتأثيراته التي قد لا تكون واضحة في البداية لكنها تترك آثارًا جسيمة على المدى الطويل.

ما هو الأرق المزمن؟

يُعرّف الأرق المزمن بأنه اضطراب في النوم يستمر لفترة لا تقل عن ثلاثة أيام في الأسبوع وعلى مدار ثلاثة أشهر أو أكثر ويصيب الشخص بحالة من عدم القدرة على الدخول في النوم بسهولة أو الاستمرار فيه أو الاستيقاظ المبكر من دون القدرة على العودة للنوم مجددًا، كما قد يشعر المصاب بعدم الانتعاش أو الحيوية عند الاستيقاظ صباحًا رغم قضاء ساعات طويلة في الفراش مما يؤثر على مستوى النشاط والتركيز خلال اليوم، ويختلف الأرق المزمن عن الأرق المؤقت الذي قد يحدث نتيجة الضغوطات النفسية المؤقتة أو تغير مواعيد النوم أو السفر.

أسباب «الأرق» المزمن

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الأرق المزمن وتتنوع بين أسباب عضوية ونفسية وسلوكية، ومن أهم هذه الأسباب وجود اضطرابات في الجهاز العصبي أو الإصابة بآلام مزمنة في الظهر أو المفاصل أو اضطرابات في الغدة الدرقية كما أن الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر المستمر تلعب دورًا كبيرًا في تطور حالة الأرق، ومن العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى الأرق تناول الكافيين أو النيكوتين بكميات كبيرة قبل النوم أو الإفراط في استخدام الشاشات الإلكترونية أو النوم في بيئة غير مناسبة من حيث الإضاءة أو الضوضاء أو درجة الحرارة.

علامات الإصابة بمتلازمة قلة النوم

تشير بعض العلامات إلى احتمالية إصابتك بمتلازمة قلة النوم الناتجة عن الأرق المزمن، وتشمل هذه العلامات الإحساس المستمر بالإجهاد أثناء النهار وصعوبة التركيز والتشتت الذهني بالإضافة إلى الصداع المتكرر والعصبية الزائدة أو سرعة الانفعال، كما يعاني البعض من تكرار النسيان وانخفاض القدرة على اتخاذ القرارات أو أداء المهام اليومية، وفي حالات متقدمة قد يشعر المصاب برغبة في النوم خلال النهار أو نوبات من النعاس المفاجئ مما يؤثر على أداء العمل أو القيادة أو العلاقات الاجتماعية.

الأرق وصحة الدماغ

من أكثر الأجهزة تأثرًا بمتلازمة قلة النوم هو الدماغ حيث يؤدي الأرق المزمن إلى ضعف في وظائف الإدراك والذاكرة وتراجع القدرات الذهنية بمرور الوقت، كما أن نقص النوم يؤثر على المناطق المسؤولة عن ضبط الانفعالات واتخاذ القرارات مما يجعل الشخص أكثر عرضة للاكتئاب والتوتر والاضطرابات المزاجية، وتشير الدراسات إلى أن استمرار الأرق لفترات طويلة قد يرفع من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر وضمور الدماغ على المدى البعيد.

تأثير الأرق على الجهاز المناعي

قلة النوم الناتجة عن الأرق المزمن تؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي للجسم مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والفيروسات، كما أن الجسم يفقد قدرته على مواجهة الالتهابات المزمنة التي قد تؤثر على الأعضاء الحيوية، وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يوميًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا مقارنة بغيرهم ممن ينامون بانتظام وبشكل كافٍ.

الأرق وصحة القلب والأوعية الدموية

يؤثر الأرق المزمن بشكل كبير على صحة القلب والأوعية الدموية حيث يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب التاجية وتصلب الشرايين، كما أن قلة النوم تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم بما في ذلك هرمونات التوتر مثل الكورتيزول الذي يساهم في زيادة الضغط على عضلة القلب والأوعية الدموية، كما يرتبط الأرق المزمن بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والسكري النوع الثاني والسمنة.

طرق التعامل مع الأرق المزمن

لمعالجة مشكلة الأرق المزمن من المهم أولًا التعرف على السبب الكامن وراءه سواء كان نفسيًا أو عضويًا ثم العمل على معالجته، وتشمل طرق العلاج تغيير نمط الحياة واتباع «روتين نوم صحي» مثل تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ وتجنب الكافيين والمنبهات في المساء والابتعاد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، كما يُنصح بتهيئة بيئة النوم من حيث الإضاءة ودرجة الحرارة والهدوء، وفي بعض الحالات قد يكون من المفيد اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تصحيح أنماط التفكير والسلوكيات السلبية المرتبطة بالنوم.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا استمر الأرق لأكثر من ثلاثة أشهر وأثر بشكل ملحوظ على جودة الحياة أو تسبب في تدهور الأداء اليومي فمن الضروري استشارة طبيب مختص في طب النوم أو الأعصاب أو الطب النفسي، حيث قد يكون الأرق في بعض الحالات مؤشرًا لمشكلة صحية أعمق تحتاج إلى تدخل دوائي أو علاجي، ويجب تجنب الاعتماد الذاتي على الأدوية المنومة دون إشراف طبي لما لها من آثار جانبية خطيرة خاصة عند الاستخدام طويل الأمد.

الأرق لا يُستهان به

الأرق المزمن ليس مجرد حالة من صعوبة النوم بل هو اضطراب خطير قد يؤثر على كافة جوانب الصحة الجسدية والنفسية، ولذلك فإن الاهتمام بالنوم الجيد والعميق يجب أن يكون من أولويات نمط الحياة الصحي تمامًا كالتغذية السليمة وممارسة الرياضة، ويجب على كل من يعاني من أعراض متكررة للأرق أن يسعى للحصول على الدعم الطبي والنفسي اللازم قبل أن تتفاقم الحالة وتؤدي إلى مضاعفات يصعب علاجها.

تم نسخ الرابط