جوجل توقف ميزة تشغيل الوسائط داخل تطبيق الخرائط لمستخدمي أندرويد
جوجل تتخذ خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا بين مستخدمي تطبيق «خرائط جوجل» على نظام التشغيل أندرويد حيث أعلنت الشركة عن إيقاف «ميزة تشغيل الوسائط» من داخل التطبيق مباشرة وهي الميزة التي كانت تتيح للمستخدمين التحكم في المقاطع الصوتية أثناء التنقل دون الحاجة إلى مغادرة واجهة الخرائط الأمر الذي كان يسهّل الاستخدام ويحافظ على التركيز أثناء القيادة أو المشي ومع هذا القرار تصبح تجربة الاستخدام أكثر تعقيدًا لدى فئة كبيرة من المستخدمين الذين اعتادوا على دمج الوسائط مع توجيه الخرائط.
خطوة «جوجل» تثير دهشة المستخدمين
بدأت ملامح التغيير تظهر لدى العديد من مستخدمي أندرويد خلال الأيام الماضية حيث لاحظوا اختفاء رمز التحكم في الوسائط من واجهة خرائط «جوجل» عند بدء التنقل على الخريطة سواء كانوا يستخدمون «سبوتيفاي» أو «يوتيوب ميوزك» أو غيرها من تطبيقات الموسيقى المدعومة وقد أكدت شركة «جوجل» عبر منصات الدعم الفني والمجتمعات التقنية أن هذه الميزة قد تم سحبها رسميًا في تحديثها الأخير على أنظمة أندرويد وأنها لم تعد جزءًا من وظائف التطبيق الأساسية.
لماذا أوقفت «جوجل» هذه الميزة
لم تصدر «جوجل» بيانًا تفصيليًا يوضح أسباب هذا القرار بشكل رسمي إلا أن مصادر تقنية رجحت أن «جوجل» تسعى إلى تبسيط واجهة المستخدم في تطبيق «الخرائط» وتقليل عوامل التشتيت أثناء التنقل خاصة مع اعتماد الشركة في الآونة الأخيرة على تحسين دقة التوجيه والتركيز على تنبيهات الطريق والملاحة الصوتية كما أشار خبراء في مجال التطبيقات إلى أن تداخل عناصر الوسائط مع التوجيه قد يؤثر أحيانًا على أداء التطبيق خاصة في الهواتف ذات المواصفات المتوسطة وهو ما تحاول «جوجل» تجاوزه عبر تقليص العناصر الظاهرة على الشاشة.
ماذا تعني هذه الخطوة لمستخدمي أندرويد
بالنسبة لملايين المستخدمين الذين يعتمدون على تطبيق «جوجل مابس» في تنقلاتهم اليومية فإن غياب ميزة تشغيل الوسائط سيجبرهم على التبديل بين تطبيقات عدة أثناء القيادة مما قد يزيد من احتمالات التشتيت أو يقلل من مستوى الراحة في الاستخدام خصوصًا في الرحلات الطويلة التي كانت تتطلب تشغيل خرائط «جوجل» مع موسيقى أو كتب صوتية أو بودكاست وهو ما كان متاحًا بسهولة من خلال واجهة تحكم واحدة دون مغادرة الخريطة.
هل تتوفر بدائل داخل نظام أندرويد
في الواقع يوفر نظام أندرويد إمكانية تشغيل الوسائط من مركز الإشعارات أو من خلال تطبيق الوسائط نفسه لكن هذا يتطلب من المستخدم مغادرة واجهة خرائط «جوجل» في كل مرة يريد فيها التبديل أو إيقاف المقطع الصوتي وهو ما لم يكن مطلوبًا سابقًا عندما كانت ميزة «التحكم في الوسائط» مدمجة داخل تطبيق الخرائط مباشرة ولا تزال بعض الأجهزة توفر هذه الميزة على مستوى النظام كجزء من واجهات الاستخدام المخصصة مثل «سامسونج وان يو آي» أو «شاومي إم آي يو آي» ولكنها لا تعد بديلاً كاملاً لما وفرته «جوجل» سابقًا داخل تطبيقها الأساسي.
ردود فعل المستخدمين على قرار «جوجل»
شهدت المنتديات التقنية ومنصات التواصل تفاعلات واسعة من قبل المستخدمين الذين عبروا عن استيائهم من هذا القرار حيث رأى البعض أن «جوجل» حرمتهم من ميزة كانت تمثل عنصر راحة كبير في أثناء استخدام التطبيق فيما طالب آخرون الشركة بإعادة النظر في القرار وإتاحة خيار اختياري يتيح للمستخدم تفعيل أو إلغاء ميزة تشغيل الوسائط بحسب رغبته دون إزالتها بشكل نهائي ويبدو أن «جوجل» قد تلقت هذه الملاحظات بالفعل غير أنها لم تصدر أي تلميحات بشأن إمكانية إعادة هذه الميزة في التحديثات القادمة.
تجربة «جوجل» مع دمج الوسائط لم تكن جديدة
كانت «جوجل» قد بدأت في تقديم خاصية تشغيل الوسائط داخل تطبيق الخرائط منذ عدة سنوات كجزء من جهودها لتحسين تجربة القيادة الآمنة وقد سمحت هذه الميزة بربط تطبيقات الوسائط المختلفة مثل «سبوتيفاي» و«يوتيوب ميوزك» و«أبل ميوزك» مع خرائط «جوجل» بحيث يمكن التحكم في التشغيل والإيقاف والانتقال بين المقاطع من داخل التطبيق نفسه وهو ما شكل وقتها نقلة نوعية في تصميم الواجهة وتحقيق تكامل بين الترفيه والملاحة لكن يبدو أن هذا الاتجاه لم يعد ضمن أولويات «جوجل» في الوقت الراهن.
احتمالات مستقبلية تعيد النظر في القرار
رغم أن القرار النهائي بإلغاء ميزة تشغيل الوسائط قد تم تطبيقه بالفعل إلا أن ردود الفعل السلبية قد تدفع «جوجل» إلى إعادة النظر فيه خصوصًا إذا ارتفعت طلبات المستخدمين عبر نظام التغذية الراجعة الذي توليه الشركة أهمية كبيرة في تحديد أولويات التطوير وقد تقوم «جوجل» بإعادة الميزة بشكل مختلف في المستقبل ربما كجزء من إعدادات مخصصة داخل التطبيق أو كوظيفة تفعّل يدويا وليس افتراضيا وذلك ضمن مساعي الشركة للتوفيق بين البساطة والوظائف المتقدمة.
نصائح للمستخدمين بعد إلغاء الميزة
ينصح المستخدمون الذين يعتمدون على تشغيل الوسائط أثناء استخدام خرائط «جوجل» بالتالي
أولًا استخدام المساعد الصوتي «جوجل أسيستنت» لتشغيل أو إيقاف المقاطع الصوتية دون لمس الهاتف
ثانيًا تجهيز قائمة تشغيل مسبقة قبل بدء الرحلة لتقليل الحاجة إلى التبديل
ثالثًا استخدام أدوات تحكم الوسائط من عجلة القيادة إذا كانت السيارة تدعم ذلك
رابعًا متابعة تحديثات تطبيق «جوجل مابس» أولًا بأول تحسبًا لأي تغييرات مستقبلية قد تعيد الميزة بشكل جديد
خامسًا تجربة تطبيقات خرائط بديلة مؤقتًا إذا كان التكامل مع الوسائط يمثل أولوية قصوى للمستخدم
مستقبل تجربة المستخدم في خرائط «جوجل»
في النهاية يبقى أن نقول إن «جوجل» توازن بين تقديم تجربة استخدام بسيطة وخالية من التشتت وبين توفير وظائف متقدمة تلبي احتياجات المستخدمين المتنوعة وقرارها بإزالة ميزة تشغيل الوسائط من تطبيق الخرائط على أندرويد قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتحسين الأداء والاعتمادية ومع ذلك فإن ملاحظات المستخدمين ستظل تلعب دورًا مهمًا في صياغة مستقبل التطبيق وقد تكون هي المفتاح لعودة الميزة بشكل جديد خلال الفترة المقبلة.
