السبت 26 يوليو 2025 الموافق 01 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

خطر يهدد الذاكرة والعقل.. إليك أسرار «مرض الخرف» وسبل الوقاية

مرض الخرف
مرض الخرف

يعد «الخرف» من أخطر التحديات الصحية التي تواجه كبار السن حول العالم، حيث يهدد هذا المرض «الذاكرة» و«القدرات العقلية» بشكل تدريجي وقد يصيب الشخص بحالة من التدهور العقلي المستمر، ويُعرف «الخرف» بأنه حالة تؤثر على التفكير والسلوك والقدرة على أداء المهام اليومية، ويختلف عن النسيان الطبيعي المرتبط بالتقدم في العمر، لأن «الخرف» ينتج عن تغييرات غير طبيعية في الدماغ تؤدي إلى تلف خلاياه، وهو ما يجعل الكشف المبكر عن أعراضه والعمل على الوقاية منه من أولويات الصحة العامة.

ما هو مرض الخرف؟

«الخرف» ليس مرضًا واحدًا بحد ذاته، بل هو مصطلح عام يشمل عدة حالات تؤثر على «الدماغ»، وأشهر أنواعه هو مرض «ألزهايمر» الذي يمثل حوالي ٦٠ إلى ٨٠ بالمائة من حالات الخرف، وتتنوع أسباب «الخرف» بين ما هو مرتبط بأمراض الأعصاب مثل الشلل الرعاش أو السكتات الدماغية، وبين ما هو ناتج عن نقص في بعض الفيتامينات أو مشاكل في الغدة الدرقية، ويؤثر «الخرف» على مناطق متعددة من الدماغ خاصة تلك المسؤولة عن «الذاكرة» و«اللغة» و«الانتباه» و«القدرة على اتخاذ القرار».

الأسباب الكامنة وراء الخرف

من بين الأسباب الأكثر شيوعًا التي تقف خلف تطور مرض «الخرف» نجد التقدم في السن وهو العامل الأساسي حيث تزداد احتمالية الإصابة بعد عمر ٦٥ عامًا، كما أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مؤثرًا خاصة في حالات مرض «ألزهايمر»، ومن العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة نجد الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، بالإضافة إلى أنماط الحياة غير الصحية مثل التدخين وسوء التغذية وقلة النشاط البدني، وقد أظهرت دراسات حديثة أن «العزلة الاجتماعية» وضعف التفاعل مع المحيطين يمكن أن يساهم أيضًا في ظهور أعراض «الخرف» في وقت مبكر.

أعراض الخرف الأولى التي لا يجب تجاهلها

غالبًا ما تبدأ علامات «الخرف» بشكل خفيف لكنها تتطور تدريجيًا إلى أن تؤثر على «الحياة اليومية»، ومن أهم الأعراض الأولية التي قد تشير إلى وجود مشكلة في «الذاكرة» نذكر نسيان الأحداث الأخيرة أو صعوبة إيجاد الكلمات أثناء الحديث أو تكرار الأسئلة نفسها مرارًا، كما تشمل الأعراض فقدان القدرة على التخطيط أو حل المشكلات وصعوبة إتمام المهام التي كان المريض يؤديها بسهولة في السابق، وقد تظهر تغيرات واضحة في المزاج أو السلوك مثل الميل إلى الانطواء أو الانفعال السريع أو الارتباك عند التواجد في أماكن مألوفة.

الفرق بين الخرف الطبيعي والتغيرات المرتبطة بالعمر

كثيرون يخلطون بين «الخرف» والتغيرات الطبيعية المرتبطة بتقدم العمر، فبينما يعد نسيان مكان النظارات أو صعوبة تذكر اسم شخص ما أمرًا شائعًا وطبيعيًا لدى كبار السن، فإن «الخرف» يتضمن تراجعًا واضحًا في القدرة على أداء الأنشطة اليومية ويؤثر على القدرة على اتخاذ القرارات والتفاعل الاجتماعي، كما أن التغيرات الناتجة عن «الخرف» تكون أكثر حدة وتؤثر على أكثر من جانب في الشخصية والوظائف المعرفية.

تشخيص الخرف وكيفية التعامل معه

عملية تشخيص «الخرف» تتطلب فحصًا شاملاً يتضمن التقييم المعرفي والسلوكي إلى جانب التحاليل المخبرية والتصوير الإشعاعي للدماغ، ويهدف التشخيص المبكر إلى تحديد نوع «الخرف» ومدى تقدمه ووضع خطة علاجية مناسبة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي حتى الآن لكثير من أنواع «الخرف» إلا أن العلاجات الدوائية والمساعدة السلوكية تساهم في تحسين الأعراض وتأخير تقدم الحالة، كما أن الدعم الأسري والبيئة المستقرة عنصران أساسيان في التعامل مع المريض.

سبل الوقاية من مرض الخرف

تشير الدراسات إلى أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بـ«الخرف» أو يؤخر ظهوره، ومن أهم طرق الوقاية الحفاظ على نشاط الدماغ من خلال ممارسة الأنشطة الذهنية مثل القراءة أو تعلم لغات جديدة أو حل الألغاز، كما أن «ممارسة الرياضة» المنتظمة تسهم في تحسين الدورة الدموية ووظائف الدماغ، وينصح الأطباء باتباع نظام غذائي غني بـ«الخضروات» والفواكه والأسماك الدهنية مع تقليل السكريات والدهون المشبعة، كذلك يعد الحفاظ على صحة القلب من خلال التحكم في ضغط الدم ومستوى الكوليسترول والسكري عاملًا حاسمًا في الوقاية من «الخرف»، ولا يقل دور العلاقات الاجتماعية أهمية حيث يُنصح بالحفاظ على التواصل المستمر مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة المجتمعية لتقوية الذاكرة والمرونة الذهنية.

الخرف والجانب النفسي للمريض والأسرة

يؤثر مرض «الخرف» ليس فقط على المصاب به بل أيضًا على أسرته والمحيطين به، حيث يحتاج المريض إلى رعاية مستمرة وتعامل خاص يراعي حالته النفسية وسلوكه المتغير، وقد يتعرض أهالي المرضى لضغوط كبيرة نتيجة التحديات اليومية المرتبطة بالعناية بشخص يفقد قدرته على الإدراك شيئًا فشيئًا، لذلك من المهم توفير الدعم النفسي للمريض ولعائلته وتقديم التوعية الكافية للمجتمع لفهم طبيعة «الخرف» وعدم وصم المصابين به.

المستقبل الطبي لمرض الخرف

تتسارع الجهود البحثية حاليًا لفهم آليات تطور مرض «الخرف» بشكل أعمق والتوصل إلى علاجات توقف تقدمه أو تعالج أسبابه الجذرية، وقد شهدت الأعوام الأخيرة تجارب واعدة على بعض الأدوية والعلاجات الجينية، كما يُعول على التكنولوجيا في تحسين حياة المرضى من خلال أدوات ذكية تساعدهم في التذكر والتنقل والتواصل، ويأمل العلماء أن يكون العقد المقبل حاسمًا في معركة «الخرف» التي تمس حياة ملايين البشر حول العالم.

تم نسخ الرابط