السبت 26 يوليو 2025 الموافق 01 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

غضب أمريكي من حماس بعد رفضها مبادرة التهدئة.. ترامب يتوعد بـ«القضاء عليها»

غزة
غزة

عبرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن غضب شديد بعد إعلان حركة «حماس» رفضها للمقترح الأخير الذي تقدم به الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 الغضب الأمريكي تجلى في تصريحات متتالية لمسؤولين بارزين، وعلى رأسهم ترامب نفسه، الذي استخدم لهجة تصعيدية غير مسبوقة، اعتُبرت مؤشرًا على تحول استراتيجي في الموقف الأمريكي تجاه غزة.

مراسل «القاهرة الإخبارية».. الغضب بدأ من تصريحات المبعوث الأمريكي

وقال رامي جبر، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من واشنطن، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية ريهام إبراهيم، إن الشرارة الأولى للغضب الأمريكي ظهرت أمس في تصريحات ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، الذي أعرب عن «خيبة أمل كبيرة» إزاء موقف حماس، معتبرًا أن «فرصة كانت سانحة لإنهاء الحرب دون إراقة مزيد من الدماء، لكن الحركة أغلقتها تمامًا».

وأشار جبر إلى أن تصريحات ويتكوف مهدت لظهور نبرة أكثر عدائية من جانب الإدارة الأمريكية، والتي تجلت صباح اليوم في تصريحات مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبّر خلالها عن نفاد صبر واشنطن تجاه ما وصفه بـ«التعنت الحمساوي».

ترامب: حماس لا تريد اتفاقا.. حماس تريد الموت

وفي تصريحات أدلى بها ترامب للصحفيين قبيل مغادرته البيت الأبيض متجهًا إلى إسكتلندا، قال إن «حماس لا تريد اتفاقا، حماس تريد الموت»، مؤكدًا أن على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تتعاملا مع الحركة باعتبارها تهديدًا وجوديًا يجب القضاء عليه، وليس طرفًا تفاوضيًا.

وتابع ترامب: «لقد منحنا حماس كل الفرص الممكنة للتخلي عن السلاح والخروج من غزة، لكنهم رفضوا، الآن، لم يعد هناك بديل عن ملاحقتهم وإنهاء وجودهم»، وهو التصريح الذي وصفه مراقبون بأنه تصعيد لفظي غير مسبوق من رئيس أمريكي في هذا السياق.

تحول أمريكي من التهدئة إلى «القضاء الكامل»

وأوضح رامي جبر أن تصريحات ترامب الأخيرة تعكس تحولًا كبيرًا في الرؤية الأمريكية، حيث انتقلت من مرحلة إعطاء الفرصة لحماس لإلقاء السلاح والخروج من غزة طوعًا، إلى تبني خيار الحسم العسكري الكامل، بدعوى أن «الاستسلام لم يعد ممكنًا».

وأضاف المراسل أن هذا التحول يعكس أيضًا فشل الرهان الأمريكي على الضغوط السياسية والدبلوماسية التي مارستها واشنطن طوال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أن الإدارة الحالية باتت تعتبر أن الحل الوحيد يتمثل في «القضاء على حماس تمامًا».

التقاء الرؤية الأمريكية والإسرائيلية

وتابع جبر: «ما نلمسه اليوم هو إعادة التقاء الأهداف بين أمريكا وإسرائيل، وتحديدًا الهدف الأهم بالنسبة للطرفين وهو إنهاء وجود حماس في غزة». 

لكنه أشار في الوقت ذاته إلى غياب الوضوح حول كيفية تنفيذ هذا الهدف على الأرض، قائلًا: «لا نعرف بعد ما إذا كانت واشنطن ستدعم إسرائيل عسكريًا بشكل مباشر، أو ستكتفي بالدعم السياسي والاستخباراتي، أو إذا ما كانت ستحاول الدفع بخطط استعادة الرهائن من خلال طرف ثالث».

أسئلة معلقة بلا إجابة

ورغم اللهجة النارية التي استخدمها ترامب، إلا أن جبر أكد أن الكثير من الأسئلة لا تزال دون إجابات واضحة، مثل: «هل ستدعم أمريكا استكمال الحرب المفتوحة؟ كيف ستتعامل مع التداعيات الإنسانية؟ ما مصير الرهائن؟ وهل سيُستأنف التنسيق مع مصر وقطر؟».

كما تساءل جبر عن مدى استعداد الولايات المتحدة للتصعيد العسكري في منطقة متوترة بالفعل، خاصة في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة.

إدارة ترامب.. نصف الحقيقة وتكتيك الغموض

وفي ختام مداخلته، قال مراسل «القاهرة الإخبارية» إن إدارة ترامب تتبع نهج الغموض التكتيكي، حيث تطرح تصريحات قوية دون أن تفصح عن خطواتها الفعلية التالية، وهو ما يبقي المشهد مفتوحًا على احتمالات متعددة خلال الأيام المقبلة.

وأضاف جبر: «ما نراه حاليًا هو موجة من التصريحات، لكن الترجمة العملية لتلك التصريحات على الأرض لم تبدأ بعد، السؤال الآن: هل سنرى دعمًا أمريكيًا مباشرًا في الميدان؟ أم سنشهد تصعيدًا دبلوماسيًا فقط؟ الإجابة ما زالت معلقة».

 مرحلة جديدة في إدارة الصراع

يشير التصعيد الأمريكي بعد رفض حماس للمبادرة الأخيرة إلى مرحلة جديدة في إدارة الصراع، قد تشهد مزيدًا من العنف والتوترات في قطاع غزة، خاصة إذا ما قررت واشنطن المضي قدمًا في دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا.

 لكن في ظل غياب خطة واضحة، يبقى الميدان هو المتحدث الحقيقي عن النوايا المقبلة

تم نسخ الرابط