لماذا تشعر بثقل في الركبة عند فردها؟.. 5 تفسيرات طبية محتملة
الركبة من المفاصل الحيوية التي يعتمد عليها الإنسان في الوقوف والحركة اليومية، ويعاني الكثيرون من الشعور بـ«ثقل في الركبة عند فردها» وهو ما يدفعهم للتساؤل عن الأسباب المحتملة وراء هذا الإحساس المزعج الذي قد يؤثر على نمط الحياة بشكل واضح، ويشير الأطباء إلى أن هذا العرض لا ينبغي تجاهله، بل يتطلب فحصًا دقيقًا للتأكد من التشخيص الصحيح، خاصة أن «ألم الركبة» أو الإحساس بعدم الراحة عند تحريكها قد يكون مؤشرًا على مشاكل صحية تتراوح بين بسيطة إلى أكثر تعقيدًا.
ضعف العضلات المحيطة بالمفصل
من الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى الشعور بثقل في الركبة هو «ضعف العضلات» التي تدعم المفصل نفسه، وتشمل هذه العضلات كلًا من عضلات الفخذ الخلفية والأمامية وعضلات الساق، فعندما تكون هذه العضلات غير قوية بما فيه الكفاية فإنها تعجز عن توفير «الدعم الكافي» للمفصل ما يؤدي إلى «ضغط زائد» على مفصل الركبة عند محاولة فردها أو تحريكها، ومن هنا يظهر ذلك الشعور بالثقل أو حتى الألم أحيانًا، ويزداد هذا الإحساس سوءًا بعد الوقوف لفترات طويلة أو صعود الدرج أو ممارسة الأنشطة البدنية المكثفة.
خشونة مفصل الركبة أو تآكله
تُعد «خشونة الركبة» أو ما يُعرف بالفصال العظمي من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى إحساس بالثقل عند فرد المفصل، وهي حالة تنتج عن تآكل الغضاريف التي تغطي نهايات العظام داخل مفصل الركبة مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض، ويصاحب ذلك شعور بالتصلب والألم والثقل عند محاولة تحريك المفصل أو فرده بالكامل، وتنتشر هذه الحالة بين كبار السن لكنها قد تصيب الأصغر سنًا نتيجة السمنة أو الوراثة أو الإصابات المتكررة.
التهاب الأوتار أو الأربطة
«التهاب الأوتار» التي تمر عبر مفصل الركبة أو حوله قد يسبب أيضًا شعورًا بالثقل وصعوبة في فرد المفصل، إذ إن هذه الأوتار هي التي تربط العضلات بالعظام وتساهم في حركة المفصل بشكل سلس، لكن مع الإجهاد المتكرر أو التمارين المكثفة أو حتى الإصابات المفاجئة قد تصاب هذه الأوتار بالالتهاب مما يسبب شعورًا بثقل وألم وحرارة في منطقة الركبة، كذلك فإن «إصابة الأربطة» مثل الرباط الصليبي الأمامي أو الخلفي قد تؤدي إلى الإحساس بعدم الثبات وصعوبة في الحركة الطبيعية.
وجود ماء أو سائل زائد داخل المفصل
في بعض الحالات يتكون سائل زائد داخل مفصل الركبة نتيجة التهابات أو إصابات أو حالات مرضية مثل الروماتويد أو النقرس، ويُطلق على هذه الحالة «ارتشاح الركبة» أو «تجمع السوائل»، وهو ما يؤدي إلى شعور بالانتفاخ والثقل عند محاولة ثني أو فرد المفصل، كما قد يشعر المريض بصعوبة في تحريك المفصل بمرونة كالمعتاد، ويحتاج هذا الوضع إلى تدخل طبي لتصريف السائل إن لزم الأمر ومعالجة السبب الكامن خلفه.
إصابات الغضاريف الهلالية
«الغضاريف الهلالية» هي طبقات غضروفية على شكل هلال توجد داخل مفصل الركبة وتعمل كوسادة لامتصاص الصدمات وتثبيت المفصل، وإذا حدث تمزق أو تلف في هذه الغضاريف نتيجة إصابة رياضية أو التواء حاد فقد يشعر الشخص بـ«ثقل في الركبة» عند محاولة فردها، بالإضافة إلى آلام حادة أو تورم أو حتى سماع صوت طقطقة داخل المفصل، وتحتاج هذه الحالة إلى تقييم دقيق بالأشعة وأحيانًا علاج جراحي إذا كان التمزق كبيرًا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
من المهم عدم إهمال أي شعور غير طبيعي في الركبة خاصة إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل التورم أو احمرار الجلد أو عدم القدرة على الحركة أو ألم مستمر، فهذه العلامات قد تشير إلى وجود مشكلة تحتاج لتدخل طبي سريع، ويُنصح بمراجعة أخصائي العظام أو العلاج الطبيعي لتحديد السبب ووضع خطة علاجية مناسبة تعتمد على طبيعة المشكلة وعمر المريض ومستوى النشاط البدني لديه.
نصائح لتقوية الركبة وتجنب الشعور بالثقل
للوقاية من مشكلات الركبة ولتخفيف الشعور بالثقل يجب اتباع مجموعة من النصائح تشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وخاصة تمارين تقوية عضلات الفخذين والساقين مثل تمارين الإطالة وتمارين المقاومة، كما يجب الحفاظ على وزن صحي لتقليل الحمل على مفصل الركبة، إلى جانب تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، كما يُفضل ارتداء أحذية مريحة وتجنب الأنشطة التي تتضمن قفزًا أو انحناءً مفاجئًا.
أهمية الكشف المبكر
«الكشف المبكر» عن أي مشكلة تتعلق بمفصل الركبة يساعد بشكل كبير في تجنب تفاقم الأعراض أو الحاجة إلى التدخل الجراحي مستقبلاً، وتتوفر حاليًا العديد من الفحوص مثل الرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية أو تحليل السائل المفصلي لتشخيص السبب بدقة وتحديد العلاج الأمثل، وتكمن أهمية هذا الكشف في أن العديد من أمراض الركبة تبدأ بأعراض بسيطة مثل الشعور بالثقل لكنها قد تتحول لاحقًا إلى آلام مزمنة أو فقدان في حركة المفصل.
الشعور بـ«ثقل في الركبة» عند فردها قد يكون مؤشرًا على وجود ضعف عضلي أو خشونة أو التهابات أو تجمع سوائل أو حتى تمزق في الغضاريف، وتُعد معرفة السبب بدقة أمرًا أساسيًا للعلاج، إذ أن تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات مستقبلية، ولذلك فإن زيارة الطبيب في الوقت المناسب واعتماد نمط حياة صحي قد يساعدان بشكل كبير في الحفاظ على سلامة الركبة.
