الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 الموافق 13 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

سرطان المعدة.. أبرز خمس علامات خفية لا تلاحظها

سرطان المعدة
سرطان المعدة

تُعد المعدة من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فهي المسؤولة عن هضم الطعام وتفكيكه وامتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، إلا أن هذا العضو الدقيق قد يتعرض أحيانًا لأمراض خطيرة من أبرزها «سرطان المعدة» الذي يُعرف بأنه من أكثر أنواع السرطان صعوبة في الاكتشاف المبكر، نظرًا لأن أعراضه الأولى غالبًا ما تكون خفيفة وغير محددة، مما يجعل المريض لا ينتبه لها في البداية، ومع مرور الوقت يمكن أن تتطور الأعراض تدريجيًا لتشير إلى وجود مشكلة خطيرة في المعدة.

ما هو سرطان المعدة

سرطان المعدة هو نمو غير طبيعي للخلايا داخل بطانة المعدة، ويحدث هذا النمو نتيجة تغيرات جينية تجعل الخلايا تنقسم بشكل غير منظم، مما يؤدي إلى تكون كتلة سرطانية يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم تُكتشف مبكرًا، وغالبًا ما يبدأ هذا النوع من السرطان في البطانة الداخلية ثم يمتد تدريجيًا إلى الطبقات الخارجية، ويُعد من أكثر السرطانات شيوعًا في العالم خاصة في الدول التي يكثر فيها تناول الأطعمة المصنعة والمملحة.

تتأثر المعدة بالعديد من العوامل التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان مثل التدخين والإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمخللات، بالإضافة إلى العدوى ببكتيريا «هيليكوباكتر بيلوري» التي تعتبر من أهم المسببات المعروفة لهذا المرض.

العلامة الأولى.. حرقة المعدة المزمنة

من أبرز العلامات الخفية التي قد تشير إلى سرطان المعدة هي «حرقة المعدة» المستمرة، فعلى الرغم من أن الحرقة تُعد عرضًا شائعًا يعاني منه الكثيرون بسبب الحموضة، إلا أن استمرارها لفترة طويلة أو تزايد شدتها بشكل غير مبرر قد يكون مؤشرًا على وجود تغيرات خطيرة في بطانة المعدة، وغالبًا ما يُخطئ المريض في تفسيرها على أنها مجرد مشكلة هضمية بسيطة، بينما تكون في الحقيقة إنذارًا مبكرًا.

العلامة الثانية.. فقدان الشهية غير المبرر

قد يلاحظ بعض الأشخاص فقدانًا تدريجيًا في الشهية دون سبب واضح، وهو عرض من الأعراض المبكرة التي تدل على احتمال وجود سرطان في المعدة، فمع نمو الورم تبدأ المعدة بإرسال إشارات عصبية تؤثر على مراكز الشهية في الدماغ، فيشعر المريض بالشبع بسرعة أو بعدم الرغبة في تناول الطعام أصلًا، كما أن هذا العرض غالبًا ما يصاحبه فقدان في الوزن بشكل ملحوظ دون اتباع أي نظام غذائي.

العلامة الثالثة.. الشعور بالامتلاء السريع بعد تناول القليل من الطعام

من العلامات التي لا ينتبه إليها الكثيرون «الشعور بالامتلاء بعد تناول كميات قليلة جدًا من الطعام»، وهذا العرض يرتبط بوجود كتلة داخل المعدة تعيق تمددها الطبيعي أثناء تناول الوجبات، مما يجعل المريض يشعر بالانتفاخ والامتلاء بشكل أسرع من المعتاد، كما أن بعض المرضى يلاحظون وجود آلام خفيفة في الجزء العلوي من البطن أو تحت القفص الصدري بعد الوجبات، وهي إشارة تستدعي مراجعة الطبيب.

العلامة الرابعة.. الغثيان والقيء المتكرر

الغثيان المستمر والقيء المتكرر قد يكونان من العلامات التي تُنذر بوجود خلل في المعدة، خاصة عندما يكون القيء مصحوبًا ببقايا طعام غير مهضوم أو دم، إذ يدل ذلك على أن الورم قد بدأ يؤثر على وظيفة الهضم الطبيعية، كما أن بعض المرضى يخلطون بين هذه الأعراض وبين اضطرابات الجهاز الهضمي البسيطة، غير أن تكرارها بشكل ملحوظ يُعد من مؤشرات سرطان المعدة التي يجب عدم إهمالها.

العلامة الخامسة.. فقر الدم والتعب المستمر

يُعتبر فقر الدم من العلامات الصامتة التي قد تدل على سرطان المعدة، حيث يؤدي النزيف الداخلي البسيط الناتج عن تآكل بطانة المعدة إلى فقدان كميات صغيرة من الدم مع مرور الوقت، مما يسبب انخفاضًا في مستوى الهيموغلوبين، وبالتالي يشعر المريض بـ«التعب المستمر والدوار وشحوب الوجه»، وهذه الأعراض قد تُخطئ في تشخيصها بعض الحالات على أنها نقص تغذية بينما تكون ناتجة عن نزيف خفي داخل المعدة.

الأسباب المحتملة للإصابة بسرطان المعدة

هناك عدة أسباب وعوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة، من أبرزها العدوى المزمنة بالبكتيريا الحلزونية التي تُضعف جدار المعدة وتسبب التهابات مزمنة قد تتحول مع الوقت إلى خلايا سرطانية، كما أن العادات الغذائية غير الصحية مثل تناول الأطعمة المدخنة والمملحة والإفراط في الكحول تُعد من المحفزات الرئيسية، إلى جانب التدخين الذي يضاعف خطر الإصابة بنسبة كبيرة، كذلك فإن التاريخ العائلي يلعب دورًا مهمًا إذ تزيد احتمالية الإصابة لدى من لديهم أقارب مصابون بهذا المرض.

طرق التشخيص والكشف المبكر

الكشف المبكر عن سرطان المعدة يُعد الخطوة الأهم في نجاح العلاج، ويبدأ ذلك من خلال الفحص السريري ومراجعة الأعراض، ثم إجراء فحوص متقدمة مثل التنظير الداخلي الذي يُمكّن الطبيب من رؤية بطانة المعدة مباشرة وأخذ عينات للفحص المجهري، كما تساعد الأشعة المقطعية والتحاليل المخبرية في تحديد مرحلة الورم ومدى انتشاره، ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من أعراض هضمية متكررة بإجراء الفحص الدوري خاصة إذا كان لديهم تاريخ عائلي للمرض.

سبل الوقاية والعلاج

الوقاية من سرطان المعدة تبدأ بتبني نمط حياة صحي يعتمد على «التغذية المتوازنة» وتجنب الأطعمة الغنية بالأملاح والمواد الحافظة، إلى جانب الإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول، كما يُنصح بتناول الخضروات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة التي تُساهم في حماية خلايا المعدة من التلف، وفي حال التشخيص المبكر يمكن علاج المرض جراحيًا باستئصال الورم أو الجزء المصاب، بالإضافة إلى العلاجات الكيميائية أو الإشعاعية التي تهدف إلى منع انتشار الخلايا السرطانية.

فهم العلامات الخفية لسرطان المعدة يمثل خطوة أساسية نحو التشخيص المبكر والشفاء، فكلما تم الانتباه إلى الأعراض الصغيرة مثل «الحرقة المزمنة، فقدان الشهية، الامتلاء السريع، الغثيان، وفقر الدم» كان بالإمكان اكتشاف المرض في مراحله الأولى حيث تكون فرص العلاج مرتفعة، لذا يجب عدم تجاهل أي تغيرات مستمرة في وظائف المعدة واستشارة الطبيب المختص فور ملاحظتها، فالصحة الجيدة تبدأ بالوعي والاهتمام بأدق التفاصيل.

تم نسخ الرابط