الثلاثاء 05 أغسطس 2025 الموافق 11 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ضرسك الملتهب قد يدمر «الغدة الدرقية» بصمت.. لا تتجاهل الإشارة المبكرة

علاقة الغدة بالضرس
علاقة الغدة بالضرس الملتهب

الغدة وعلاقتها بضرسك الملتهب.. الخطر الذي يتسلل بصمت دون أن تدري

قد لا يخطر في بال الكثيرين أن هناك علاقة وثيقة بين ألم في الفم مثل «التهاب الضرس» وبين عضو داخلي مهم كـ «الغدة الدرقية»، إلا أن الدراسات الحديثة وتحذيرات عدد من أطباء الأسنان والغدد الصماء أكدت أن إهمال «التهاب الضرس» لفترات طويلة قد يُحدث تأثيرات غير مباشرة وخطيرة على «الغدة» التي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم عمليات الأيض والطاقة ووظائف الجسم الحيوية، الأمر الذي يجعل من «ألم بسيط» سببًا في سلسلة من الأضرار إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.

كيف يؤثر التهاب الضرس على الغدة الدرقية؟

لفهم العلاقة بين الأسنان و«الغدة» الدرقية يجب التطرق إلى مفهوم «العدوى المزمنة منخفضة الشدة»، حيث أن بعض الالتهابات في الفم مثل «الخراجات أو تسوس الأسنان المتقدم» قد لا تكون مؤلمة جدًا في البداية لكنها تخلق بيئة مستمرة للبكتيريا والسموم، وهذه البكتيريا قد تتسلل إلى مجرى الدم عبر الأوعية الدقيقة في الفم وتنتقل إلى أجزاء مختلفة من الجسم بما فيها «الغدة» الدرقية.

تشير الأبحاث إلى أن الجهاز المناعي يتعامل مع هذه البكتيريا كخطر دائم، ما يؤدي إلى «حالة التهابية مزمنة» في الجسم، وهذا النوع من الالتهاب يمكن أن يؤثر على «الغدة» ويؤدي إلى اضطرابات مثل «خمول الغدة الدرقية» أو تفاقم أمراض المناعة الذاتية مثل «هاشيموتو»، وهو مرض يجعل الجسم يهاجم «الغدة» نفسها.

الإشارات المبكرة التي لا يجب تجاهلها

أحد أخطر ما يتعلق بهذه الحالة هو أنها غالبًا ما تكون «صامتة» ولا تظهر بشكل واضح في البداية، حيث يظن الشخص أن ألم الضرس سيزول مع الوقت أو بمسكن خفيف، بينما تبدأ البكتيريا في التوسع والانتقال، لذا فإن وجود ألم مستمر في الضرس أو رائحة كريهة من الفم أو تورم في اللثة أو نزيف متكرر يجب أن يكون دافعًا قويًا لمراجعة الطبيب وعدم الانتظار.

ومن جهة أخرى فإن ظهور أعراض غير مبررة مثل «الإرهاق المزمن أو زيادة في الوزن أو الشعور بالبرد باستمرار أو تقلبات المزاج» قد تكون مؤشرًا على أن «الغدة» بدأت في التراجع عن أداء وظائفها نتيجة الالتهاب المنتقل من الفم، وهي أعراض شائعة في اضطرابات «الغدة» الدرقية لكنها قد لا تُربط غالبًا بالأسنان.

لماذا تعتبر الغدة الدرقية حساسة جدًا؟

«الغدة» الدرقية تقع في مقدمة الرقبة وتتحكم في إنتاج الهرمونات التي تنظم عمليات الأيض، أي تحويل الغذاء إلى طاقة، كما تؤثر على نبضات القلب وحرارة الجسم والوزن والحالة النفسية، ولذلك فإن أي اضطراب فيها قد يؤثر على الجسم كله، وهي أيضًا من الغدد الأكثر تعرضًا للتأثر بالالتهابات والمناعة الذاتية، لذا فإن أي عامل خارجي يمكن أن يكون له تأثير كبير على توازنها.

وبما أن الفم يُعد مدخلًا رئيسيًا للجسم فإن ما يحدث فيه من التهابات أو بكتيريا لا يبقى حبيس الفم فقط بل قد ينتقل إلى «الغدة» وغيرها من الأعضاء عبر الدورة الدموية، خصوصًا أن الفم يحتوي على شعيرات دموية دقيقة تلتقي مباشرة مع الدورة العامة.

العلاقة بين أمراض الفم والغدد في الطب الحديث

أكدت دراسات متعددة أن هناك رابطًا وثيقًا بين أمراض اللثة والأسنان وبين «أمراض الغدة الدرقية» وخاصة في الحالات المزمنة، بل إن بعض الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة المزمنة يكونون أكثر عرضة بمرتين للإصابة بخلل في «الغدة»، ويرجح أن السبب يعود إلى العوامل الالتهابية التي تنتقل من الفم إلى بقية الجسم، مما يجعل من العناية بالأسنان مسألة تتجاوز الجمال أو الراحة إلى أهمية صحية شاملة.

ما الذي يجب فعله لحماية نفسك؟

الخطوة الأولى هي «عدم إهمال أي ألم في الضرس»، حتى وإن كان خفيفًا أو متقطعًا، فكل ألم هو رسالة من الجسم تشير إلى وجود خلل يحتاج إلى إصلاح، كما أن زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري تساعد في اكتشاف الالتهابات أو التسوسات قبل أن تتطور إلى بؤر مزمنة للعدوى، كذلك فإن تنظيف الأسنان مرتين يوميًا واستعمال خيط الأسنان والمضمضة من العادات اليومية البسيطة التي تحمي ليس فقط صحة الفم بل وصحة «الغدة» أيضًا.

أما إذا كنت تعاني من اضطرابات في «الغدة الدرقية» بالفعل فمن المهم إبلاغ طبيبك بأي مشكلات في الأسنان حتى يتم التعامل معها بحذر أكبر، كما أن بعض علاجات «الغدة» قد تؤثر على العظام أو اللثة مما يجعل المتابعة الطبية أكثر أهمية.

دور التغذية والمناعة

الغذاء أيضًا يلعب دورًا كبيرًا في دعم «الغدة» الدرقية ومناعة الجسم بشكل عام، فالتغذية الغنية بالخضروات الورقية والبروتينات الجيدة والأطعمة المضادة للالتهاب مثل الكركم والثوم والزنجبيل تساعد على تقوية الجسم في مواجهة الالتهابات، كما أن تقليل السكريات المكررة يحمي من نمو البكتيريا الضارة في الفم التي قد تصل في النهاية إلى «الغدة».

«ضرسك الملتهب» قد يبدو بسيطًا لكنه قد يكون بوابة لخطر كبير إذا لم يُعالج في الوقت المناسب، إن العلاقة بين الفم و«الغدة الدرقية» لم تعد مجرد نظرية بل واقع مثبت علميًا، ولذلك فإن العناية بصحة الأسنان لم تعد رفاهية بل أصبحت خط الدفاع الأول ضد أمراض قد تؤثر على «الغدة» ووظائف الجسم الحيوية كافة، فتذكر دائمًا أن «ما تهمله اليوم قد يكلفك غدًا كثيرًا»، ولا تتردد في استشارة طبيب الأسنان عند أول إشارة.

تم نسخ الرابط