وداعًا صناع البهجة.. 2025 عام الرحيل الفني
مع اقتراب عام 2025 من محطته الأخيرة، يلقي الوسط الفني المصري نظرة حزينة على عامٍ كان قاسياً في فجيعه، وموجعاً في وداعاته.
فقد شهد هذا العام رحيل كوكبة من النجوم الذين شكلوا وجدان الجمهور العربي لعقود طويلة. لم يكن رحيلهم مجرد غياب لأسماء على الشاشة، بل كان بمثابة «انطواء لصفحات ذهبية» من تاريخ الإبداع.
وبين صدمات الموت المفاجئ، وصراعات المرض الطويلة، تركت هذه الكوكبة خلفها إرثاً حياً لا يمحوه الزمن، وبصمات ستظل محفورة في ذاكرة السينما والمسرح والدراما.
رحيل الكبار.. وداع سيدة المسرح وعملاق الكوميديا
تصدرت قائمة الغائبين الفنانة القديرة سميحة أيوب، «سيدة المسرح العربي»، التي رحلت عن عمر ناهز 93 عاماً، مخلفةً وراءها فراغاً لا يُملأ في محراب الفن، وبقدر ما كان رحيلها هادئاً، كان وقعه ثقيلاً على كل من تعلم من مدرستها الفنية الصارمة.
وفي شهر يوليو، فُجع الجمهور برحيل الفنان القدير لطفي لبيب، بعد صراع طويل ومرير مع المرض.
تدهورت حالة لبيب بشكل ملحوظ في أيامه الأخيرة، وسط أنباء عن فقدانه للوعي في وعكة صحية شديدة سبقت رحيله، ليرحل «صانع البهجة» الذي لم تفارقه الابتسامة رغم أوجاعه، تاركاً خلفه مئات الشخصيات التي أصبحت جزءاً من «القاموس الكوميدي» المصري.
صدمات مفاجئة.. عضلة القلب وحوادث القدر
لم تكن كل الوفيات نتاج صراع طويل، بل خطف الموت بعض النجوم في «لحظة غادرة»، فقد صدم الفنان سليمان عيد محبيه برحيله المفاجئ إثر أزمة قلبية حادة؛ حيث نُقل بالإسعاف إلى المستشفى بعد هبوط حاد في الدورة الدموية، ليفارق الحياة متأثراً بمشاكل سابقة في القلب لم تمهله طويلاً.
وفي مشهد تراجيدي آخر، رحلت الفنانة نيفين مندور إثر حريق هائل اندلع في منزلها، في حادثة مأساوية انتهت بمصرعها قبل وصول فرق الإنقاذ، مما أصاب الوسط الفني بحالة من الذهول.
كما غيَّب الموت مدير التصوير المبدع تيمور تيمور غرقاً في أحد شواطئ مدينة رأس الحكمة أثناء قضائه إجازة مع أسرته، ليتحول المصيف إلى مأتم. ولم يغب الحزن عن الساحة الشعبية، حيث رحل المطرب إسماعيل الليثي متأثراً بإصاباته في حادث تصادم مروع، مخلفاً لوعة في قلوب عائلته ومحبيه.
معارك الصمود.. صراع الكيماوي وأوجاع العظام
شهد عام 2025 أيضاً نهاية رحلة صمود بطولية لعدد من النجوم مع المرض الخبيث. فقد غيب الموت الفنانة سمية الألفي بعد سنوات من المحاربة ضد مرض «السرطان»، خضعت خلالها لعمليات جراحية وجلسات كيماوي مكثفة أبعدتها عن الساحة الفنية، لكنها لم تبعدها عن قلوب الجمهور.
كما رحل الفنان صالح العويل بعد رحلة طويلة مع الألم والمضاعفات التي اشتدت في لحظاته الأخيرة، ولحق به الفنان نعيم عيسى الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في العناية المركزة بعد تدهور كبير في وضعه الصحي.
وانضم إلى قائمة الراحلين بعد صراع مع المرض كل من الفنان طارق الأمير، والفنان إحسان الترك الذي غادرنا عن عمر ناهز 71 عاماً، والفنانة إيناس النجار التي دخلت في غيبوبة طويلة قبل وفاتها، مما جعل رحيلهم «راحة من أوجاع» لم تتوقف.
غياب خلف الكاميرا.. وبصمات لا تنسى
لم يقتصر الحزن على الوجوه التي تظهر أمام الكاميرا، بل فقدت الصناعة عقولاً مبدعة خلفها. فقد رحل المخرج سامح عبد العزيز، تاركاً خلفه أعمالاً درامية وسينمائية هزت الوسط الفني برحيله.
كما غادر عالمنا المخرج عمرو بيومي، ليلحق بهما الفنان القدير سيد صادق عن عمر ناهز 80 عاماً، والفنان فكري صادق، ليكون عام 2025 عاماً لـ «الوداع الجماعي» لجيل من المخلصين للفن.
وفي سياق الفن الشعبي، أعلن الفنان رضا البحراوي عن رحيل المطرب أحمد عامر بعد وعكة صحية شديدة، لتكتمل لوحة الحزن التي طالت كافة الألوان الفنية في مصر.
الإرث الباقي.. المبدعون لا يموتون
رغم قسوة الأرقام وحجم الفقد، يبقى العزاء الوحيد لجمهور هؤلاء العمالقة هو «الإرث الفني» الضخم الذي تركه كل واحد منهم.
فالمبدع لا يرحل فعلياً ما دامت أعماله تُعرض، وضحكاته تُسمع، ودموعه تؤثر في المشاهدين. إن عام 2025، رغم كونه عاماً للرحيل، سيظل في الذاكرة كالعام الذي كرم فيه القدر هؤلاء النجوم براحة أبدية بعد رحلات كفاح طويلة، ليتركوا لنا أمانة الحفاظ على «الفن الجميل» الذي شاركوا في صنعه.
إن هؤلاء الـ 17 نجماً الذين غادرونا هذا العام، رسموا بجهدهم وتعبهم ملامح السينما والدراما العربية، وذكراهم ستبقى «نوراً لا ينطفئ» في سماء الفن، ودرساً للأجيال القادمة في الإخلاص للموهبة حتى الرمق الأخير.
- الفني
- الوسط الفني
- الشاشة
- الحكمة
- حادث تصادم
- حادث
- حكم
- ملح
- عمل
- الإسعاف
- القلب
- الدم
- حريق
- مصر
- صحية
- الفن
- أعماله
- سليمان عيد
- الدورة الدموية
- المرض
- كيماوي
- بعد صراع مع مرض السرطان
- حريق هائل
- وقت
- بعد صراع مع المرض
- الفنان لطفي لبيب
- صراع مع المرض
- نجوم الوسط الفني
- آلام
- سرطان
- مرض
- آدم
- مخرج
- العرب
- المطر
- تمر
- السرطان
- السن
- أرق
- وعكة صحية
- المطرب الشعبي
- مرض السرطان
- لطفي لبيب
- القارئ نيوز



