الثلاثاء 05 أغسطس 2025 الموافق 11 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الإغاثة الطبية».. ما يدخل غزة لا يكفي لسد أدنى احتياجات المصابين

غزة
غزة

أكد الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن ما يدخل إلى القطاع من مستلزمات طبية لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للمرضى والمصابين، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أشهر والعدوان الذي لا يتوقف.

أعداد كبيرة تموت أمام أعيننا

وفي تصريحات تلفزيونية، قال أبو عفش: «الوضع في غاية السوء، والمستشفيات أصبحت غير قادرة على التعامل مع هذا الكم الكبير من المصابين»، مشيرًا إلى أن أعدادًا ضخمة من الأطفال والنساء وكبار السن يواجهون خطر الموت يوميًا بسبب نقص الإمكانيات الطبية اللازمة لإنقاذهم.

وأضاف أن الطواقم الطبية في غزة تعمل في ظروف إنسانية قاسية جدًا، حيث قال: «الطاقم الطبي مُنهك من الاستهداف المستمر ونقص المعدات والأدوية»، لافتًا إلى أن حالات عديدة تتوفى داخل المستشفيات لعدم وجود الإمكانيات اللازمة لإنقاذها أو توفير العلاج المناسب.

الاحتلال يواصل استهداف طالبي المساعدات

وفي السياق ذاته، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، مساء الإثنين، إن عدد الشهداء جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لطالبي المساعدات في قطاع غزة بلغ 1487 شهيدًا، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مصاب، في إطار ما وصفه بـ«سياسة التجويع الممنهجة» التي تمارسها إسرائيل بحق المدنيين.

وأشار حمدان إلى أن الاحتلال يتعمد منع دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع، ويستهدف التجمعات السكانية خلال توزيع المعونات، مما أدى إلى مآسٍ إنسانية متكررة، وصفها بـ«جرائم مكتملة الأركان».

96% من أسر القطاع تعاني انعدام الأمن الغذائي

وأوضح حمدان في تصريحاته الصحفية أن نسبة الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة وصلت إلى 96%، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني دخل مرحلة «الكارثة المطلقة»، خاصة في ظل النقص الحاد في حليب الأطفال والمستلزمات الصحية الأساسية للتعامل مع آثار الجوع وسوء التغذية.

وقال حمدان: «نحن نواجه كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فحتى الحد الأدنى من مقومات الحياة لم يعد متوفرًا»، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه السياسة التي وصفها بـ«الإبادة البطيئة».

انهيار المنظومة الصحية.. «نودع المرضى بدلًا من علاجهم»

وأكد مدير الإغاثة الطبية محمد أبو عفش أن المستشفيات في غزة لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المصابين، لافتًا إلى أن بعضها يعمل دون كهرباء، والبعض الآخر لا يحتوي على مستلزمات التخدير أو المضادات الحيوية، ما جعل غرف العمليات أشبه بغرف انتظار الموت.

وقال أبو عفش: «الأطباء والممرضون يضطرون لاتخاذ قرارات مؤلمة، كاختيار من سيتم علاجه ومن يُترك لمصيره، وهو ما لا يجب أن يحدث في أي مكان بالعالم».

تحذيرات من انفجار صحي وشيك

وأشار أبو عفش إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي ومنع دخول المستلزمات الطبية، ينذر بانفجار كارثي في المنظومة الصحية، مؤكدًا أن عددًا كبيرًا من مراكز الرعاية الأولية أُغلق بالكامل، بسبب الاستهداف المباشر أو نفاد المواد التشغيلية.

وناشد أبو عفش المنظمات الدولية والصحية ضرورة التدخل الفوري والعاجل لإدخال المعدات الطبية والأدوية، خاصة لمرضى السرطان، والفشل الكلوي، والمصابين بحالات بتر، والجرحى الذين يحتاجون لرعاية عاجلة.

دعوات لإنقاذ ما تبقى من غزة

بدورها، دعت منظمات حقوقية وإنسانية إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول المساعدات الطبية والغذائية إلى داخل قطاع غزة دون قيود، ووقف استهداف المدنيين.

وأكدت تلك الجهات أن ما يجري في غزة هو كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأن صمت المجتمع الدولي تجاه الحصار والتجويع والاستهداف المباشر للمدنيين بمثابة تواطؤ ضمني.

ختام مأساوي.. «نواجه الموت في كل زاوية»

وختم الدكتور أبو عفش تصريحاته قائلًا: «أصبحنا نودّع المرضى بدلًا من علاجهم، ونحصي الشهداء بدلًا من إنقاذهم»، مضيفا أن الوضع «لم يعد يحتمل»، وأن سكان غزة يواجهون الموت في كل زاوية، سواء بسبب القصف أو الجوع أو نقص الدواء.

وأضاف: «غزة اليوم لا تحتاج فقط للدعم، بل لإنقاذ شامل. لا وقت للمماطلة، فكل دقيقة تمر تعني فقدان حياة جديدة».

تم نسخ الرابط