الخميس 07 أغسطس 2025 الموافق 13 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نتنياهو يكشف نوايا الاحتلال الكامل لغزة.. وخطة «المحيط الأمني» تثير الجدل

غزة
غزة

في الوقت الذي يشتد فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويزداد الوضع الإنساني تعقيدًا يومًا بعد يوم، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات جديدة تكشف جانبًا من نوايا حكومته بشأن مستقبل القطاع، معلنًا صراحة رغبة إسرائيل في السيطرة الكاملة على غزة، وتسليمها لاحقًا إلى جهة «غير تابعة لحركة حماس»، على حد قوله.

تصريحات متناقضة.. ونية واضحة للسيطرة

وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، قال نتنياهو: «لا نريد الاحتفاظ بقطاع غزة، بل نريد محيطًا آمنًا، ونرغب في تسليم القطاع لقوة محلية مسؤولة لا تتبع حماس».

 لكن هذه التصريحات سرعان ما وُصفت بأنها متناقضة، حيث سبق له أن نفى في مناسبات سابقة وجود نية لإعادة احتلال القطاع.

في المقابل، أكد نتنياهو خلال المقابلة ذاتها أن إسرائيل تعمل حاليًا على وضع خطة شاملة للسيطرة الكاملة على غزة، وهو ما فسره محللون بأنه إعلان مباشر بنية الاحتلال الكامل، لكن بأسلوب مرحلي وتحت مسميات مختلفة.

واشنطن بوست.. خطط لتطويق غزة بدلًا من الانسحاب

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نقلاً عن مصدر مطّلع، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) يبحث حاليًا خطة لتطويق مؤقت للأراضي التي لا تسيطر عليها قوات الاحتلال داخل غزة، وذلك كبديل عن الانسحاب الشامل أو الحسم العسكري الكامل.

ووفقًا للتسريبات، فإن هذه الخطة تعتمد على محاصرة المناطق التي تنتشر فيها مجموعات المقاومة، وخصوصًا كتائب القسام، مع تجنب الدخول البري الواسع الذي قد يُسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الجنود الإسرائيليين أو يؤدي إلى مقتل الرهائن المحتجزين لدى حماس.

مزاعم «المحيط الآمن» وسيناريوهات الاحتلال

منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023، تتحدث إسرائيل عن ضرورة إقامة «محيط آمن» حول القطاع لمنع تهريب السلاح وعودة التهديدات الأمنية، إلا أن مفهوم هذا «المحيط» يظل غامضًا وغير محدد، ما يثير مخاوف من أن يكون تمهيدًا لبناء منطقة عازلة داخل الأراضي الفلسطينية، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

ويرى مراقبون أن الترويج لهذا السيناريو، سواء تحت مسمى السيطرة المؤقتة أو الأمن الوقائي، لا يغيّر من حقيقة أنه احتلال كامل، يتعارض مع كل المواثيق الدولية، ويجعل من فرص تحقيق تهدئة دائمة أمرًا شبه مستحيل في ظل هذه التوجهات المتشددة من قبل الحكومة الإسرائيلية.

استمرار الحرب.. ومأزق داخلي إسرائيلي

تأتي هذه التصريحات وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع، والتي أوقعت آلاف الشهداء والجرحى، وتسببت في تدمير واسع للبنية التحتية، ونزوح قرابة 1.8 مليون فلسطيني من منازلهم، بحسب تقارير منظمات إنسانية دولية.

كما تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا داخلية متصاعدة، إذ يرفض عدد من القادة العسكريين تبني خيار السيطرة المباشرة على غزة، ويعتبرونه خيارًا«غير عملي» ومكلفًا للغاية. ويرى هؤلاء أن إدارة القطاع بعد تدمير بنيته وتهجير سكانه ستكون مهمة شاقة، وقد تُدخل الجيش في حرب استنزاف طويلة.

ضغوط دولية متزايدة.. ومفاوضات متعثرة

في المقابل، تتصاعد وتيرة الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب استمرار الحرب، والانتهاكات التي توثقها يوميًا المنظمات الحقوقية، بينما لا تزال المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تراوح مكانها.

وتشير عدة تقارير إلى تعثر الجهود التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة لإعادة إطلاق مفاوضات التهدئة، في ظل تمسك إسرائيل بمواقف متشددة، ورفضها تقديم ضمانات بإيقاف الحرب بعد أي صفقة تبادل.

ماذا بعد غزة؟.. تساؤلات بلا أجوبة

وتترك تصريحات نتنياهو الأخيرة الباب مفتوحًا أمام تكهنات عديدة بشأن مستقبل غزة، خاصة في ظل غياب خطة واضحة المعالم حول الجهة التي ستدير القطاع، حال تحقق السيناريو الإسرائيلي.

فمن جهة، ترفض السلطة الفلسطينية العودة للقطاع «على ظهر دبابة إسرائيلية»، كما صرّح مسؤولون مرارًا، ومن جهة أخرى، لا توجد أي جهة فلسطينية أو إقليمية تقبل بإدارة قطاع غزة تحت وصاية إسرائيلية أو بتنسيق أمني معها.

وفي ظل غياب رؤية سياسية حقيقية، واستمرار العمليات العسكرية، يبدو أن تصريحات نتنياهو تعكس حالة تخبط سياسي داخل إسرائيل، ومحاولة لكسب الوقت عبر تسويق خطط غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

 بينما يبقى الشعب الفلسطيني في غزة هو المتضرر الأول، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة، وسيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات.

تم نسخ الرابط