الجمعة 15 أغسطس 2025 الموافق 21 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«عدوى الكلى» المقاومة للمضادات الحيوية.. تحذير من خطر يهدد صحتك

عدوى الكلى
عدوى الكلى

الكلى هي من أهم الأعضاء في جسم الإنسان حيث تقوم بدور حيوي في تنقية الدم من السموم وتنظيم توازن السوائل والأملاح في الجسم، لكن حين تتعرض للإصابة بعدوى بكتيرية فإن الأمر قد يتحول إلى حالة خطيرة خاصة إذا كانت هذه العدوى «مقاومة للمضادات الحيوية»، هذا النوع من العدوى يمثل تحديًا كبيرًا للأطباء والمرضى على حد سواء لأنه لا يستجيب للعلاجات التقليدية ويحتاج إلى تدخل طبي دقيق وسريع لتجنب مضاعفات قد تصل إلى الفشل الكلوي أو انتشار العدوى في الدم.

ما هي عدوى الكلى المقاومة للمضادات الحيوية

تحدث «عدوى الكلى» نتيجة وصول البكتيريا إلى الجهاز البولي ثم انتقالها إلى الكلى عبر الحالبين، وفي بعض الحالات تتطور العدوى لتصبح «مقاومة للمضادات الحيوية» أي أن البكتيريا المسببة لها تمتلك قدرة على البقاء والتكاثر رغم استخدام الأدوية التي من المفترض أن تقتلها أو توقف نموها، هذا يحدث بسبب «سوء استخدام المضادات الحيوية» أو الإفراط في تناولها دون وصفة طبية مما يمنح البكتيريا فرصة لتطوير آليات مقاومة تجعل من الصعب السيطرة عليها.

أعراض عدوى الكلى المقاومة

الأعراض التي قد يشعر بها المريض في حالة إصابة الكلى بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية قد تكون أكثر شدة من العدوى العادية وتشمل ارتفاعًا شديدًا في درجة الحرارة مع قشعريرة وآلام حادة في منطقة أسفل الظهر أو الخاصرتين، وقد يصاحب ذلك «غثيان» و«قيء» وصعوبة في التبول أو تغير لونه ورائحته، كما يمكن أن يشعر المريض بالإرهاق العام وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة، وفي الحالات المتقدمة قد تظهر أعراض تعكس تأثر وظائف الكلى مثل تورم القدمين أو الوجه وارتفاع ضغط الدم.

أسباب تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى جعل البكتيريا المسببة لعدوى الكلى مقاومة للعلاج، أهمها الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو استخدامها لفترات غير مكتملة، بالإضافة إلى تناول أنواع غير مناسبة لطبيعة البكتيريا، كما أن استخدام المضادات الحيوية في تربية الحيوانات وإضافتها للأعلاف يساهم في انتقال سلالات مقاومة إلى الإنسان عبر السلسلة الغذائية، ومن العوامل الأخرى ضعف الجهاز المناعي أو الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري التي تجعل الجسم أكثر عرضة لالتقاط عدوى الكلى.

المخاطر المحتملة لعدوى الكلى المقاومة

«المخاطر» المرتبطة بهذا النوع من العدوى لا تقتصر على الألم والمعاناة فقط، بل تشمل احتمالية حدوث «تلف دائم في أنسجة الكلى» مما قد يؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن الذي يتطلب جلسات غسيل الكلى مدى الحياة، كما يمكن أن تنتشر البكتيريا عبر مجرى الدم مسببة «تعفن الدم» وهي حالة مهددة للحياة تتطلب دخول المستشفى والعلاج الفوري، بالإضافة إلى زيادة فترة البقاء في المستشفى وارتفاع تكاليف العلاج مما يشكل عبئًا نفسيًا وماديًا على المريض وأسرته.

طرق التشخيص

تشخيص عدوى الكلى المقاومة للمضادات الحيوية يتطلب فحوصات دقيقة تشمل تحليل البول للكشف عن وجود البكتيريا وتحديد نوعها، كما يتم إجراء مزرعة بول لتحديد المضاد الحيوي المناسب، وفي بعض الحالات يوصي الطبيب بعمل «تصوير بالأشعة» أو الموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم وجود انسداد أو حصوات في المسالك البولية، ويُعد التشخيص المبكر من أهم العوامل التي تساهم في تحسين فرص العلاج وتجنب المضاعفات الخطيرة.

أساليب العلاج المتاحة

رغم صعوبة علاج عدوى الكلى المقاومة للمضادات الحيوية فإن هناك خيارات متاحة، حيث يعتمد الأطباء على «المضادات الحيوية واسعة الطيف» أو الأدوية التي أظهرت البكتيريا حساسية تجاهها في التحاليل، وقد يتطلب الأمر إعطاء العلاج عن طريق الوريد داخل المستشفى، وفي بعض الحالات الشديدة قد يوصى بالتدخل الجراحي لإزالة مصدر العدوى مثل الخراج أو الحصوات التي تعيق تدفق البول، كما أن دعم الجهاز المناعي من خلال التغذية الجيدة وشرب كميات كافية من الماء يعتبر جزءًا مهمًا من الخطة العلاجية.

الوقاية من عدوى الكلى المقاومة

الوقاية تبدأ من العادات الصحية السليمة، وأهمها «الالتزام باستخدام المضادات الحيوية تحت إشراف الطبيب» وعدم التوقف عن تناولها قبل إتمام المدة المحددة حتى إذا شعر المريض بالتحسن، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء يوميًا لتقليل تركيز البكتيريا في المسالك البولية، والحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية خاصة بعد التبول أو الجماع، كما يجب على مرضى السكري التحكم في مستويات السكر في الدم لتقليل خطر الإصابة، وأخيرًا توعية المجتمع بخطورة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يعد خطوة أساسية للحد من انتشار عدوى الكلى المقاومة.

«عدوى الكلى المقاومة للمضادات الحيوية» ليست مجرد حالة مرضية عابرة بل هي تحذير قوي من خطر صحي يتزايد في جميع أنحاء العالم، والتعامل معها بجدية من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب والوقاية المستمرة هو السبيل الوحيد لحماية صحة الكلى وتجنب المضاعفات التي قد تغير حياة المريض إلى الأبد.

تم نسخ الرابط