في الحر الشديد.. كيف تحمين طفلك من خطر الجفاف؟
الجفاف يعتبر من أخطر المشكلات الصحية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال في فصل الصيف خاصة في أوقات «الحر الشديد» حيث يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل عبر العرق والتنفس مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الماء في الجسم، وإذا لم يتم تعويض هذا النقص بسرعة فإن ذلك قد يسبب مشكلات خطيرة على صحة الطفل قد تصل إلى حد تهديد حياته، ولهذا فإن وعي الأمهات بطرق الوقاية من الجفاف يعد أمرًا أساسيًا لضمان سلامة أطفالهن خلال أشهر الصيف الحارة.
ما هو الجفاف ولماذا يشكل خطرًا على الأطفال
«الجفاف» هو حالة يفقد فيها الجسم سوائل أكثر مما يحصل عليه مما يخل بتوازن الأملاح والمعادن في الدم، ويُعد الأطفال أكثر عرضة لهذه الحالة لأن أجسامهم تحتوي على نسبة أكبر من الماء مقارنة بالبالغين كما أن معدل الأيض لديهم أعلى، وهذا يعني أنهم يفقدون السوائل بسرعة أكبر، وفي أجواء الحر الشديد يمكن أن يحدث الجفاف خلال ساعات إذا لم يتناول الطفل كميات كافية من الماء أو السوائل، خاصة إذا كان يمارس نشاطًا بدنيًا أو يلعب في الخارج.
علامات وأعراض الجفاف عند الأطفال
من المهم أن تتعرف الأم على علامات «الجفاف» مبكرًا حتى تتمكن من التدخل السريع، وتشمل هذه العلامات جفاف الفم والشفاه، وقلة التبول أو عدم تبليل الحفاضات لفترات طويلة، بالإضافة إلى الشعور بالكسل أو الخمول وفقدان الشهية، وقد يصبح الطفل سريع الانفعال أو البكاء دون دموع، وفي الحالات الأكثر خطورة قد تلاحظ الأم برودة اليدين والقدمين أو سرعة ضربات القلب أو حتى الإغماء، وكل هذه المؤشرات تتطلب تقديم السوائل فورًا والتوجه للطبيب إذا لم تتحسن الحالة.
أسباب زيادة خطر الجفاف في الحر الشديد
هناك عدة أسباب تجعل «الحر الشديد» بيئة خصبة لحدوث الجفاف، أهمها زيادة التعرق لفترات طويلة مما يؤدي إلى فقدان السوائل والأملاح، كما أن الأطفال قد ينسون شرب الماء أثناء اللعب، وبعضهم قد لا يشعر بالعطش إلا بعد أن يكون الجفاف قد بدأ بالفعل، بالإضافة إلى أن الملابس الثقيلة أو الأقمشة غير القطنية تزيد من احتباس الحرارة في الجسم وبالتالي تزيد معدل فقدان الماء، كما أن التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس التي غالبًا ما تصاحبها حالة من الجفاف الشديد.
طرق فعالة لحماية طفلك من الجفاف
لحماية الطفل من «الجفاف» يجب على الأم التأكد من أنه يشرب الماء بانتظام طوال اليوم حتى إذا لم يشعر بالعطش، كما يمكن تقديم العصائر الطبيعية الخالية من السكر المضاف لتعويض السوائل والأملاح، وينصح أيضًا بإعطاء الطفل أطعمة غنية بالماء مثل البطيخ والخيار والبرتقال، كما يجب اختيار ملابس قطنية فاتحة اللون تسمح بتهوية الجسم وتجنب الأنشطة البدنية المرهقة في أوقات الذروة، وإذا كان الخروج ضروريًا يجب حمل زجاجة ماء وإعطاء الطفل فترات راحة في الظل أو الأماكن المكيفة.
ماذا تفعلين إذا ظهرت علامات الجفاف على طفلك
إذا لاحظت الأم علامات «الجفاف» يجب التصرف فورًا بإعطاء الطفل الماء أو محلول الإماهة الفموية الذي يعوض السوائل والأملاح المفقودة، وفي حالة القيء أو الإسهال المستمر يجب التوجه إلى الطبيب لتجنب المضاعفات، وإذا ظهرت أعراض مثل الدوخة الشديدة أو الإغماء أو سرعة ضربات القلب فيجب طلب المساعدة الطبية العاجلة، فهذه قد تكون مؤشرات على «الجفاف الحاد» الذي يتطلب تعويض السوائل عن طريق الوريد تحت إشراف طبي.
أهمية التوعية والوقاية المسبقة
الوقاية من «الجفاف» تعتمد بشكل كبير على التوعية المسبقة، حيث يجب تعليم الطفل أهمية شرب الماء بانتظام خاصة في الحر، كما يمكن للأم استخدام طرق تشجيعية مثل تخصيص زجاجة ماء ملونة للطفل أو تقديم مشروبات صحية بنكهات طبيعية لجعل شرب السوائل أكثر جاذبية، ويجب أيضًا على المدارس ودور الحضانة الالتزام بتوفير المياه الباردة في الفصول والملاعب وتنبيه الأطفال للشرب باستمرار، فهذه الخطوات البسيطة قد تمنع حدوث حالات الجفاف وتحافظ على صحة الأطفال.
العلاقة بين الجفاف وأمراض الصيف الأخرى
من الجدير بالذكر أن «الجفاف» قد يزيد من خطورة الإصابة بأمراض أخرى شائعة في الصيف مثل ضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، حيث أن قلة السوائل في الجسم تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم حرارته، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة الداخلية بشكل خطير، لذلك فإن الوقاية من الجفاف تعد وسيلة غير مباشرة للوقاية من هذه الأمراض أيضًا، وهذا يجعل الحفاظ على ترطيب الجسم في الحر الشديد أمرًا لا غنى عنه.
«الحر الشديد» يشكل تحديًا كبيرًا لصحة الأطفال، و«الجفاف» من أخطر المشكلات التي قد تنشأ في هذه الظروف، لذلك فإن وعي الأمهات بالعلامات المبكرة وأسباب الجفاف وطرق الوقاية منه يعد الخطوة الأهم لحماية صحة أطفالهن، والالتزام بالإجراءات الوقائية يمكن أن يجعل فصل الصيف أكثر أمانًا ومتعة للأسرة بأكملها.
