دراسة تحذر.. «البروتين اليومي» يتحول من غذاء مفيد إلى خطر يهدد صحتك

البروتين من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها الجسم في بناء العضلات وتعزيز الطاقة إلا أن دراسة حديثة أثارت جدلا واسعا بعد أن كشفت أن «البروتين اليومي» الذي يتناوله كثير من الناس باعتباره غذاء مفيدا قد يتحول في بعض الحالات إلى خطر يهدد صحتهم بشكل خطير.
دراسة تكشف الوجه الآخر للبروتين
توضح الدراسة أن البروتين على الرغم من أهميته القصوى للجسم إلا أن الإفراط في تناوله بشكل يومي قد يؤدي إلى مشكلات صحية غير متوقعة حيث أشارت النتائج إلى أن استهلاك كميات كبيرة من «البروتين» يزيد من الضغط على الكلى والكبد ويؤثر على التوازن الغذائي داخل الجسم، ويجعل الإنسان عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مع مرور الوقت، لذلك فإن الاعتدال في تناول البروتين يعد مفتاحا أساسيا للحفاظ على صحة مستقرة.
البروتين وفوائده للجسم
لا شك أن البروتين يمثل العمود الفقري للتغذية الصحية فهو عنصر أساسي في بناء العضلات وتجديد الخلايا وإنتاج الإنزيمات والهرمونات كما أنه يمنح الجسم القدرة على التعافي من الإصابات ويساعد على الشعور بالشبع لفترات أطول مما يجعله خيارا مهما في خطط إنقاص الوزن ومع كل هذه الفوائد يبقى البروتين سلاحا ذا حدين لأن الإفراط في استهلاكه يحول الغذاء المفيد إلى عبء على أجهزة الجسم المختلفة.
مخاطر الإفراط في تناول البروتين
أوضحت الدراسة أن الجسم لا يحتاج إلى كميات كبيرة جدا من البروتين يوميا بل يكفي أن يحصل على الكمية الموصى بها وفقا للوزن والعمر ومستوى النشاط البدني أما الزيادة المفرطة فإنها تسبب مشاكل مثل «الإرهاق الكلوي» نتيجة الضغط الزائد على الكلى للتخلص من نواتج هضم البروتين كما قد تؤدي إلى زيادة ترسب الدهون في الكبد، إضافة إلى أن الزيادة المستمرة في البروتين قد ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب بسبب زيادة نسب الدهون الحيوانية المشبعة المرتبطة بمصادر البروتين الحيواني.

البروتين اليومي وعلاقته بالنظام الغذائي المتوازن
أكد الباحثون أن تناول البروتين يجب أن يكون جزءا من نظام غذائي متوازن يحتوي على الكربوهيدرات الصحية والدهون غير المشبعة والألياف الطبيعية فالاعتماد الكلي على البروتين فقط قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأخرى المهمة مثل الفيتامينات والمعادن مما يضعف الجهاز المناعي ويؤثر على الصحة العامة للإنسان، لذلك يجب أن يكون البروتين متواجدا باعتدال ضمن الوجبات اليومية مع التنوع في مصادره.
مصادر صحية للبروتين
من المهم إدراك أن البروتين ليس متوافرا فقط في اللحوم الحمراء أو الدواجن بل هناك مصادر متعددة وصحية يمكن الاعتماد عليها مثل البقوليات والفول والعدس والحمص وكذلك منتجات الألبان والبيض والأسماك إضافة إلى المكسرات والبذور التي تعتبر خيارا ممتازا للحصول على بروتين نباتي متوازن، ويساعد التنويع في هذه المصادر على تجنب المخاطر التي قد تنتج عن الإفراط في البروتين الحيواني.
نصائح الخبراء حول تناول البروتين
ينصح خبراء التغذية بضرورة حساب احتياجات الجسم من البروتين بدقة بناء على الوزن والنشاط اليومي حيث يوصى غالبا بمعدل يتراوح بين 0،8 إلى 1،2 جرام بروتين لكل كيلو جرام من وزن الجسم يوميا، كما يؤكدون على أهمية شرب الماء بكميات كافية عند تناول البروتين لأن ذلك يساعد الكلى على التخلص من الفضلات الناتجة عن هضمه، بالإضافة إلى أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام لتعزيز استفادة الجسم من البروتين.
البروتين بين الفوائد والمخاطر
من خلال هذه النتائج يتضح أن البروتين يظل عنصرا لا غنى عنه لكنه يحتاج إلى تعامل واع ومتوازن فالإفراط في البروتين قد يسبب مشكلات صحية خطيرة، بينما الاعتدال في تناوله يضمن الاستفادة الكاملة من فوائده دون الإضرار بالجسم، لذلك يجب على الأفراد أن يدركوا أن «المبالغة في البروتين» ليست مؤشرا على صحة أفضل بل قد تكون بداية لمشكلات يصعب علاجها.
تؤكد الدراسة أن «البروتين اليومي» هو جزء أساسي من النظام الغذائي ولكنه في الوقت نفسه قد يتحول من غذاء مفيد إلى خطر حقيقي يهدد الصحة عند الإفراط في تناوله، ومن هنا تأتي أهمية الوعي الغذائي والتوازن في الحصص اليومية وتنوع المصادر حتى يبقى البروتين وسيلة لتعزيز القوة والطاقة لا سببا في الإصابة بأمراض خطيرة.