القبض على الراقصة نورا دنيال بتهمة نشر الفسق والفجور عبر مواقع التواصل

الأربعاء 20/أغسطس/2025 - 06:14 م

أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة، قيام إحدى الراقصات وتدعى نورا دنيال، بنشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر خلالها وهي تؤدي رقصات بملابس خادشة للحياء، متضمنة إيحاءات جنسية صريحة، بشكل منافٍ للآداب العامة.

وأوضحت التحريات أن تلك المقاطع تم بثها عبر حساباتها الخاصة على منصات التواصل، حيث كانت تستهدف جذب المتابعين وزيادة نسب المشاهدة، وهو ما اعتبرته الأجهزة الأمنية نشاطًا غير مشروع يدخل في نطاق نشر الفسق والفجور، ويهدد قيم المجتمع.

تحركات الأجهزة الأمنية

وعقب ورود المعلومات والتحريات الموثقة، قامت الأجهزة المختصة بتقنين الإجراءات القانونية، ليتم استصدار إذن من النيابة العامة للقبض على المتهمة.

وتمكنت قوة أمنية تابعة للإدارة العامة لحماية الآداب من ضبط الراقصة الأجنبية الجنسية داخل نطاق قسم شرطة العجوزة بمحافظة الجيزة، حيث جرى تفتيش مسكنها والتحفظ على بعض المقتنيات الإلكترونية الخاصة بها.

ضبط أدلة الإدانة

وخلال عملية الضبط، عثرت القوات بحوزة المتهمة على هاتف محمول، وبفحصه فنيًا تبين أنه يحتوي على العديد من مقاطع الفيديو والصور التي تؤكد ممارستها لنشاطها الإجرامي، والمتمثل في بث ونشر محتويات غير لائقة تحمل طابعًا جنسيًا وإيحاءات منافية للذوق العام والآداب.

وأوضحت مصادر أمنية أن الأدلة التي تم ضبطها تتضمن تسجيلات مصورة كانت تنشرها المتهمة بانتظام عبر حساباتها، بهدف رفع معدلات المشاهدة، مما يترتب عليه تحقيق أرباح مالية عبر الإعلانات والمشاهدات الإلكترونية.

اعترافات المتهمة

وخلال مناقشتها، أقرت الراقصة نورا دنيال بارتكابها الوقائع المنسوبة إليها، مؤكدة أنها لجأت إلى نشر تلك المقاطع بغرض زيادة شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تحقيق عائد مادي نتيجة المشاهدات والمتابعات.

كما اعترفت بأنها كانت تدرك أن ما تقوم به قد يثير الجدل، لكنها اعتبرت أن ذلك وسيلة للانتشار وتحقيق مكاسب، غير أنها لم تكن تتوقع أن تتم ملاحقتها بهذه السرعة من قبل الأجهزة الأمنية.

الإجراءات القانونية

وتم تحرير محضر بالواقعة، أحيلت بموجبه المتهمة إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيق معها، حيث وجهت لها تهمًا تتعلق بـ«نشر الفسق والفجور والتحريض على الفسق من خلال منصات التواصل الاجتماعي»، بالإضافة إلى مخالفة القوانين المنظمة لاستخدام الإنترنت، والتي تجرم بث أي محتوى منافٍ للآداب العامة.

ومن المنتظر أن تحدد النيابة جلسة عاجلة للنظر في القضية، في ظل تزايد القضايا المشابهة التي ترتبط بإساءة استخدام مواقع التواصل لنشر محتويات غير لائقة.

قضايا مشابهة

جدير بالذكر أن الأشهر الأخيرة شهدت عددًا من الوقائع المشابهة، حيث تم القبض على عدد من الفتيات والشباب ممن استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي في نشر فيديوهات وصور وصفت بأنها «خادشة للحياء»، في إطار سعيهم وراء الشهرة السريعة وتحقيق مكاسب مالية، وهو ما اعتبرته الدولة خطرًا على القيم والعادات المجتمعية.

وقد أكدت الأجهزة الأمنية مرارًا أنها تواصل جهودها لملاحقة أي أنشطة إلكترونية مشبوهة تستهدف نشر محتويات غير لائقة أو تضر بالآداب العامة، وذلك في إطار مواجهة الجرائم الإلكترونية والحد من مخاطرها.

تحذيرات وتوعية

وتوجه وزارة الداخلية والأجهزة المختصة تحذيرات مستمرة للمواطنين، وخاصة فئة الشباب، من الانسياق وراء إغراءات الشهرة السريعة عبر الإنترنت من خلال نشر محتويات خادشة، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال تضع مرتكبيها تحت طائلة القانون، فضلًا عن آثارها السلبية على سمعة الأفراد ومستقبلهم.

كما شددت الجهات الرسمية على أهمية التزام مستخدمي منصات التواصل بالقوانين والقيم المجتمعية، وعدم استغلال تلك المنصات في بث ما يسيء للأخلاق العامة، مشيرة إلى أن «حرية التعبير» لا تعني تجاوز الحدود المقررة قانونًا أو المساس بالآداب.

ردود فعل مجتمعية

وأثارت الواقعة حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يرى ضرورة تشديد العقوبات لردع مثل هذه الأفعال، وبين من طالب بمزيد من التوعية للشباب والفتيات حول الاستخدام السليم لمواقع التواصل، وتوضيح المخاطر القانونية والأخلاقية المترتبة على نشر محتويات غير لائقة.

استمرار الجهود المكثفة لمواجهة الجرائم الإلكترونية

تعكس واقعة القبض على الراقصة نورا دنيال استمرار الجهود المكثفة التي تبذلها الأجهزة الأمنية لمواجهة الجرائم الإلكترونية المتعلقة بنشر الفسق والفجور، كما تبرز في الوقت ذاته الحاجة الماسة إلى رفع الوعي المجتمعي بخطورة استغلال التكنولوجيا في أغراض منافية للقيم والأخلاق.

ويظل الالتزام بالقوانين والضوابط الاجتماعية هو السبيل الوحيد لاستخدام آمن ومسؤول لمواقع التواصل، بما يضمن حماية الأفراد والمجتمع من مخاطر الانحرافات السلوكية الإلكترونية.

وتبقى قضية الراقصة نورا حديث الشارع، حيث يرى البعض أنها ضحية الشهرة، بينما يؤكد آخرون أن نورا تجاوزت حدود الحرية.

حوادث