الإثنين 25 أغسطس 2025 الموافق 02 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هاني ناجي مأساة أبو تلات.. «الأكاديمية خدعتنا وباعت لنا الوهم»

القارئ نيوز

 كشف الشاب هاني راشد، أحد الناجين من غرق طلاب أكاديمية في شاطئ أبو تلات بمحافظة الإسكندرية، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل أن يبتلع البحر ستة من زملائه.

 شهادة هاني لم تكن مجرد رواية، بل صرخة مدوية تكشف عن إهمال جسيم وتلاعب بمصائر الشباب الباحثين عن مستقبل أفضل.

الناجي هاني.. الأكاديمية باعت لنا الوهم

بدأ هاني حديثه قائلًا: «كنت بحلم أبقى ضابط حركة أو مضيف جوي.. لكن اللي حصل كشفلي إن الأكاديمية دي مجرد كيان وهمي بيبيع الوهم للطلبة».

وأوضح أن الأكاديمية قدمت لهم وعود مذهلة عن مستقبل مهني مرموق وفرص للعمل في مجالات الطيران، لكن سرعان ما تبين أنها مجرد دعاية لا أساس لها من الصحة. 

وأضاف: «كانوا بيخلونا نصدق إننا في طريقنا نحقق أحلامنا، لكن الحقيقة إنهم لعبوا بينا».

يوم المأساة.. لحظات قبل الكارثة

يروي هاني تفاصيل ما جرى يوم الحادث: «عملنا شوية تمارين عادية، وبعد كده قالوا اللي عايز ينزل البحر ينزل».

ويضيف أن الطلاب نزلوا إلى المياه دون أي إشارات تحذيرية أو رايات حمراء تشير إلى خطورة السباحة في هذا الوقت. 

وأوضح: «نزلنا البحر في الصبح بدري، ومفيش أي مسؤول حذرنا.. في أقل من عشر دقايق لقينا البحر بيشد زمايلنا واحد ورا التاني».

البحر ابتلع زمايلنا

بصوت يغلب عليه الحزن والمرارة، أكمل هاني: «أنا شوفت زمايلي بيتسحبوا قدامي ومقدرتش ألحقهم.. ثلاثة شباب وثلاث بنات راحوا في لحظة».

وأضاف أنه تمكن بصعوبة من إنقاذ أحد أصدقائه، قائلاً: «طلعت صاحبي من المية وأنا بواجه الموت بعيني، لكن غيره مقدرتش أنقذهم، مشهد هيفضل محفور جوايا طول عمري».

غياب الرقابة وهروب المشرفين

واحدة من أكثر النقاط التي أثارت غضب هاني كانت تصرف المشرفين بعد الحادث، حيث قال: «بعد الكارثة، حبسونا في مكان الإقامة وماخلوش حد مننا يتواصل مع أهالينا.. والمشرفين نفسهم هربوا، سابونا نواجه الصدمة لوحدنا».

وأشار إلى أن التصرفات التي اتخذتها الأكاديمية بعد الحادث لم تكن تهدف إلا إلى إخفاء المسؤولية والتهرب من المحاسبة.

غضب الأهالي وصراخ على الشاطئ

لم يكن المشهد مقتصر فقط على الناجين فقط، بل امتد إلى أسر الضحايا الذين تلقوا الخبر بصدمة قاسية.

 العائلات التي كانت تحلم برؤية أبنائها في مواقع مرموقة داخل شركات الطيران أو الملاحة وجدت نفسها تشيع جثامين أبنائها.

مشهد الجنازات كان صادم، خاصة جنازة الطالبة سلمى، التي ودعها أهلها وسط انهيار تام وصراخ يملأ المكان، أحد أقارب الضحايا قال: «ولادنا راحوا بسبب إهمال وكيانات نص نص.. ومش هنسيب حقهم».

عدم وجود إجراءات تنظيمية ورقابية

خبراء سلامة الشواطئ أكدوا أن الحادث كان يمكن تفاديه بسهولة لو كانت هناك إجراءات تنظيمية ورقابية واضحة، منها:

  • منع نزول الطلاب في توقيت غير آمن.
  • وجود منقذين محترفين على الشاطئ.
  • رفع الرايات الحمراء للتحذير.
  • تجهيز معدات إنقاذ قادرة على التدخل السريع.

لكن غياب هذه العناصر الأساسية جعل البحر يحصد أرواح الأبرياء في دقائق معدودة.

المطالبة بالمحاسبة

اختتم هاني حديثه برسالة قوية: «الله ونعم الوكيل.. حقي وحق إخواتي اللي توفوا مش هسيبه، ولازم المسؤولين يتحاسبوا».

وطالب أهالي الضحايا والناجون بفتح تحقيق شامل في أنشطة الأكاديمية، خاصة بعد تكرار الحديث عن أنها ليست مؤسسة تعليمية معتمدة بشكل رسمي.

خطوات قانونية مرتقبة

وفق مصادر قانونية، من المتوقع أن يواجه مسؤولو الأكاديمية تهم تتعلق بالإهمال الجسيم وتعريض حياة الطلاب للخطر، خاصة أن هناك شكاوى سابقة ضد كيانات مشابهة تمارس نشاطها بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية.

كما دعت منظمات المجتمع المدني إلى تحرك عاجل لإغلاق مثل هذه المؤسسات الوهمية التي تستغل طموحات الشباب، فضلًا عن تشديد الرقابة على الشواطئ خلال فترة الصيف لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث.

تم نسخ الرابط