ثوان حاسمة أنقذت حياة شاب..كيف غامر عامل المزلقان بحياته لينقذ آخر؟

لم يكن صباح أمس عاديًا بالنسبة إلى أهالي مدينة بني سويف، حين تحول عمل يومي من عامل بسيط إلى مشهد بطولي يُكتب في سجل الإنسانية.
بطل القصة هو عم طارق محمد برس، عامل مزلقان بمنطقة كوبري السادات المعروف بين الأهالي بمزلقان «محيي الدين» الذي أنقذ شابًا من موت محقق تحت عجلات القطار، في لحظة وصفتها الكاميرات وعيون الشهود بأنها «معجزة بشرية».
بداية القصة.. عمل يتحول إلى بطولة
عم طارق يؤدي عمله منذ سنوات في تنظيم حركة القطارات والمارة، وظيفة يراها الكثيرون بسيطة لكنها في حقيقتها خط الدفاع الأول لحماية الأرواح.
وكعادته كان يطلق صافرة التحذير قبل قدوم القطار، محذرًا الأهالي من عبور القضبان، إلا أن شابًا اندفع سريعًا متجاهلًا إشارات الخطر، ليجد نفسه في مواجهة الموت.
في تلك اللحظة لم يفكر عامل المزلقان في شيء سوى إنقاذ الشاب، يقول في تصريحات صحفية: «ما حسبتهاش، جسمي سبقني وجريت عليه.. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين الحياة والموت»، ليتحول قراره السريع إلى بطولة أنقذت حياة إنسان من نهاية مأساوية.
الكاميرات ترصد المشهد المثير
الواقعة لم تمر مرور الكرام، إذ التقطتها كاميرات المراقبة المثبتة بالمزلقان، وانتشر الفيديو بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أظهر المقطع لحظة جري العامل نحو الشاب، وإزاحته بالقوة بعيدًا عن القضبان قبل مرور القطار بثوانٍ معدودة.
الفيديو وثق المشهد الصعب بوضوح، وأكد كيف يمكن أن تصنع سرعة البديهة وإنسانية الموقف فرقًا بين الحياة والموت.
ردود فعل الأهالي
أهالي بني سويف الذين تابعوا القصة، سواء من شهود العيان أو عبر الفيديو المنتشر، اعتبروا ما حدث موقفًا يستحق التكريم.
قال أحد الأهالي: «عم طارق مش مجرد عامل مزلقان، ده حارس أرواحنا كل يوم»، بينما علق آخر: «بطولة من غير مقدمات.. دي أخلاق الجدعان اللي لسه مصر بخير بيها».
السوشيال ميديا تشعل التقدير
لم تقتصر أصداء القصة على الشارع المحلي فقط، بل امتدت لمواقع التواصل الاجتماعي التي امتلأت بالتعليقات المشيدة بما فعله العامل.
اعتبر كثيرون أنه نموذج للبطولة الحقيقية التي لا تحتاج إلى أضواء أو كاميرات، بل إلى قلب يقظ وشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين.
أحد رواد فيسبوك كتب: « يستحق وسام شرف من الدولة، لأنه أنقذ روح في لحظة ما حدش كان يقدر يعمل فيها حاجة» بينما أكد آخر أن هذه النماذج الإنسانية تمنح الأمل وسط زحام الأخبار الصعبة.
مهنة شاقة وظروف قاسية
تسلط الواقعة الضوء على دور عمال المزلقان الذين يعملون في صمت وظروف قاسية، حيث يتحملون مسؤولية حماية المارة وتنظيم حركة القطارات في وقت يواجهون فيه الكثير من المخاطر اليومية.
يقول عم طارق: «شغلتنا فيها تعب وخطر، لكن أهم حاجة نحافظ على الناس، وربنا يقدرنا».
ورغم ما يواجهه من مشقة، لم يتردد في المخاطرة بنفسه لإنقاذ شاب ربما لم يعرفه من قبل، لكنه اعتبره في لحظة مسؤوليته الأولى.
دعوات للتكريم
مع انتشار القصة، ارتفعت أصوات تطالب بتكريم عامل المزلقان رسميًا من قِبل محافظة بني سويف أو هيئة السكك الحديدية، تقديرًا لما فعله.
يرى البعض أن تكريمه لن يكون مجرد احتفاء بشخصه، بل رسالة احترام لكل العاملين البسطاء الذين يضحون يوميًا من أجل حياة الآخرين.
دروس من الحكاية
القصة تحمل رسائل إنسانية ومجتمعية عميقة، أولها أهمية الالتزام بتعليمات السلامة وعدم المجازفة بعبور المزلقانات أثناء مرور القطارات، وثانيها أن البطولة ليست حكرًا على المشاهير أو أصحاب المناصب، بل قد تأتي من عامل بسيط بقرية صغيرة يضع حياة الآخرين فوق حياته.
كما تذكّر الحادثة بدور كل فرد في حماية المجتمع، وأن المسؤولية لا تتوقف عند حدود الوظيفة بل تتخطاها إلى الواجب الإنساني.
شاهد عيان يروي التفاصيل
أحد المارة الذين كانوا متواجدين أثناء الواقعة، أكد في تصريحات أن المشهد كان صادمًا: «إحنا كنا واقفين وشايفين القطر جاي، والشاب نازل يجري، افتكرناه هيتدهس خلاص.. فجأة لقينا العامل بيجري ويشده بعيد، ثواني كانت كفيلة تنهي حياة الشاب، لكن ربنا بعث له عم طارق».
النهاية التي كتبها القدر
انتهت القصة بسلام، ونجا الشاب من الموت بفضل شجاعة عامل مزلقان اعتاد أن يؤدي عمله في صمت، لكن هذه المرة خرج من وراء القضبان ليصبح حديث الساعة وبطلًا شعبيًا.
قد تبدو القصة مجرد واقعة عابرة، لكنها تعكس الكثير عن معدن الإنسان المصري البسيط الذي يتحلى بالجدعنة والشجاعة.
إنها حكاية عن الإيثار والإنسانية في وقت أصبح فيه الخوف على النفس أحيانًا يغلب، لكن عم طارق اختار أن يغامر بنفسه ليمنح الحياة لشاب لا يعرفه.
عامل مزلقان في بني سويف لم يكن يبحث عن الشهرة ولا التكريم، لكنه قدّم درسًا بليغًا في أن البطولة لا تُقاس بالرتب أو المناصب، بل بالفعل الإنساني الذي يحفظ الروح.
وبينما مر القطار مسرعًا، بقيت الحكاية لتشهد أن هناك دائمًا من يحرس الحياة في أصعب اللحظات.
- عامل
- الموت
- الشهود
- محافظ
- وقت
- قلب
- وسام
- الدول
- طالب
- حادث
- دية
- المجتمع
- الدولة
- تمر
- المخاطر
- عمل
- قطار
- السادات
- قطارات
- بطولة
- بداية
- كتب
- مرور
- لانس
- أرق
- الخوف
- مصر
- السلام
- الشجاعة
- التواصل الاجتماعي
- تصريحات صحفية
- مراقب
- القوة
- كاميرات المراقبه
- بني سويف
- عبر مواقع التواصل الاجتماعي
- كوبري السادات
- بشرى
- مخاطر
- الروح
- البط
- واقعة
- شاب
- عجلات القطار
- ساني
- حركة القطارات
- طره
- آدم
- رسالة
- الحي
- المخ
- الحق
- قطع
- إبر
- مال
- الدين
- الحياة
- محافظة
- ساعة
- البطولة
- السلامة
- شخص
- خوف
- الفيديو
- فيديو
- القطار
- القطارات
- وظيفة
- صباح
- بطل
- ألم
- الدفاع
- شقة
- النفس
- دفاع
- السل
- حدث
- قرار
- عمال
- روح
- الخطر
- مواقع
- الاجتماع
- عيد
- النماذج
- العامل
- كاميرا
- كوبري
- الإنسان
- محمد
- القارئ نيوز