الإثنين 25 أغسطس 2025 الموافق 02 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

صوت الخشوع والعذوبة.. محطات من حياة الشيخ السنديوني في ذكرى الرحيل

محمد فريد السنديوني
محمد فريد السنديوني

«السنديوني».. في مثل هذا اليوم، الموافق 25 أغسطس 1955، رحل عن عالمنا القارئ البارز الشيخ عبدالعظيم حسن السمني، المعروف باسم الشيخ محمد فريد السنديوني، أحد أعلام التلاوة المصرية الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ القرآن الكريم.

عرف الشيخ السنديوني بهذا الاسم نسبة لبلدته سنديون في محافظة القليوبية، بينما ارتبط لقب «محمد فريد» بالشبه الكبير الذي جمعه بالزعيم والمناضل المصري محمد فريد، وهو الشبه الذي أضفى على شخصيته مزيد من المحبة والتقدير لدى جمهوره ومحبيه.

نشأة ومواهب فذة في التلاوة

ولد الشيخ السنديوني في أوائل القرن العشرين، ولقب بواحد من الرعيل الأول للقراء المصريين الذين ساهموا في تأسيس مدرسة التلاوة المصرية الفريدة.

 عرفت تلاواته بالعذوبة والخشوع، حيث كان يجمع بين الدقة في أحكام التجويد وروحانية الصوت، ما جعل المستمع يشعر وكأنه يعيش معاني الآيات في لحظات من الصفاء الروحي.

وصفه معاصروه بالبشاشة ووجاهة الوجه وخفة الظل، إلى جانب صوته العذب، الذي امتزج بإتقان أحكام التلاوة، وهو ما أهله للالتحاق بالإذاعة المصرية قارئ للقرآن الكريم في مرحلة مبكرة من حياته.

رحلته مع الإذاعات العربية

لم يقتصر تأثير الشيخ السنديوني على مصر فحسب، بل امتدت تلاواته إلى الخارج، حيث أعارته الإذاعة المصرية لإذاعة فلسطين، وظل فيها يقرأ آيات القرآن الكريم لمدة قاربت عشرة أعوام، ما جعله سفير للقرآن الكريم في المنطقة العربية.

طاف الشيخ السنديوني بعدة بلدان عربية، مقدّم تلاوته العذبة في الإذاعات العربية مثل إذاعة الأردن ودمشق والعراق والكويت، حيث حقق انتشار واسع وأصبح اسمه مرادف للتلاوة المتميزة والروحانية العالية، ما أكسبه محبة الجماهير ومكانة خاصة بين القراء.

تميزه  السنديوني في فنون التلاوة

اشتهرت تلاوات السنديوني بالخشوع والصفاء، حيث كان يركز على الإحساس بالمعاني، وليس مجرد الأداء الصوتي، ما جعله قدوة للعديد من القراء الشباب الذين جاءوا بعده. 

وكان دائما ما يربط بين صوتيات التلاوة ومعاني الآيات، ليترك أثر نفسي وروحي على المستمعين، وهو ما ميز تلاواته عن غيره من القراء المعاصرين.

وصف النقاد والمستمعون صوته بالعذب، وقدروا إتقانه لأحكام التلاوة، كما أشادوا بخفة ظله وبشاشته التي جعلت تلاوته محبوبة لدى جميع فئات المجتمع، من الصغار إلى الكبار، ومن عامة الناس إلى المثقفين.

العودة إلى مصر والختام

بعد رحلاته الخارجية وإلقائه التلاوات في العديد من الإذاعات العربية، عاد الشيخ محمد فريد السنديوني إلى مصر، وأقام بين أصدقائه في حي شبرا، حيث واصل قراءة القرآن الكريم، محافظًا على مكانته كأحد أبرز قراء مصر في ذلك العصر.

رحل الشيخ السنديوني عن عالمنا عن عمر ناهز 42 عاما، تارك إرث من التلاوات الخالدة التي ما زالت تُذاع وتستمع إليها حتى اليوم، مخلدة اسمه في ذاكرة الفن القرآني المصري والعربي.

إرث خالد في التلاوة المصرية

يبقى الشيخ محمد فريد السنديوني رمز للتلاوة المصرية الأصيلة، حيث ساهمت تلاواته في ترسيخ فن التلاوة على أسس دقيقة ومتميزة، وأصبحت نموذج يحتذي به الأجيال اللاحقة من القراء.

كما ترك بصمة واضحة في الإعلام الديني، إذ ساهمت مشاركاته في الإذاعات العربية والمصرية في نشر الثقافة القرآنية، وتعريف المستمعين بفن التلاوة المصرية الفريدة، مما جعل اسمه خالدًا في تاريخ القرآن الكريم والفن الصوتي العربي.

في ذكرى رحيله، نستحضر تلاوات الشيخ السنديوني العذبة، ونحتفل بإرثه الفني والديني، الذي يستمر في إلهام القراء والمستمعين على حد سواء.

 لقد كان الشيخ محمد فريد السنديوني نموذج يحتذى به في الالتزام الديني، والإتقان الفني، والحفاظ على التراث القرآني المصري، ليبقى اسمه متألق في سماء التلاوة العذبة، ومصدر فخر لكل محبي القرآن الكريم في مصر والعالم العربي.

تم نسخ الرابط