طعمه لذيذ وفوائده كبيرة.. اكتشف أسرار «البلح البرحي» وتأثيره على صحتك

البلح البرحي يعتبر من أكثر أنواع التمور التي يعشقها الكثيرون، فهو يتميز بمذاقه الحلو وقوامه الطري ولونه الذهبي المائل إلى العسلي، وقد ارتبط البلح منذ القدم بالمائدة العربية كونه غذاءً متكاملًا يجمع بين الطعم اللذيذ والقيمة الغذائية العالية، وفي السنوات الأخيرة أصبح البلح البرحي محط اهتمام الباحثين وخبراء التغذية لما يحمله من «فوائد كبيرة» يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان وتحميه من العديد من المشكلات الصحية.

القيمة الغذائية في البلح البرحي

عندما نتحدث عن البلح البرحي فإننا نتحدث عن «مخزن غذائي» متكامل، حيث يحتوي على نسبة عالية من السكريات الطبيعية مثل الجلوكوز والفركتوز والسكروز، وهي سكريات تمنح الجسم طاقة سريعة ومستمرة، كما أن البلح البرحي غني بالألياف الغذائية التي تحسن عملية الهضم وتقي من الإمساك، إضافة إلى احتوائه على معادن مهمة مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد، وكلها عناصر تساهم في تقوية العظام ودعم صحة القلب والأوعية الدموية، كما يتميز البلح البرحي بوجود نسبة جيدة من الفيتامينات مثل فيتامين ب المركب وفيتامين سي.

البلح البرحي وصحة الجهاز الهضمي

من أبرز فوائد البلح البرحي أنه يساعد على تحسين أداء الجهاز الهضمي، إذ إن الألياف الموجودة بداخله تعمل على تنظيم حركة الأمعاء وتقليل فرص الإصابة بعسر الهضم أو الانتفاخ، كما أن تناوله بانتظام يساهم في حماية القولون من الالتهابات ويقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، ولهذا ينصح خبراء التغذية بوجود البلح البرحي في النظام الغذائي اليومي للأشخاص الذين يعانون من مشكلات هضمية متكررة.

البلح البرحي كمصدر طبيعي للطاقة

يعتبر البلح البرحي خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يحتاجون إلى طاقة إضافية، خاصة الرياضيين أو الطلاب أثناء فترات الامتحانات، فهو يحتوي على سكريات طبيعية سهلة الامتصاص تمنح الجسم نشاطًا سريعًا دون الحاجة إلى تناول الحلويات المصنعة، كما أن البلح البرحي يعد بديلًا صحيًا للحلويات الضارة لأنه يجمع بين الطعم الحلو والقيمة الغذائية، مما يجعله «سناك صحي» يمكن تناوله في أي وقت من اليوم.

تأثير البلح البرحي على القلب والدورة الدموية

لا تقتصر فوائد البلح البرحي على كونه مصدرًا للطاقة، بل يمتد تأثيره ليشمل صحة القلب والدورة الدموية، حيث يعمل البوتاسيوم الموجود في البلح على تنظيم ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بارتفاعه، كما يساهم في الحفاظ على انتظام ضربات القلب، أما الحديد في البلح فيلعب دورًا مهمًا في زيادة كريات الدم الحمراء ومنع فقر الدم، وهو ما يعزز وصول الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم ويحسن الدورة الدموية بشكل عام.

البلح البرحي والمناعة

من الفوائد البارزة أيضًا للبلح البرحي أنه يقوي الجهاز المناعي، فهو يحتوي على مضادات أكسدة قوية تساعد على مكافحة الجذور الحرة التي تسبب الشيخوخة المبكرة والأمراض المزمنة، كما أن فيتامين سي المتواجد في البلح يعزز إنتاج كريات الدم البيضاء التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد العدوى، ولهذا فإن تناول البلح البرحي بانتظام يمكن أن يكون وسيلة طبيعية للوقاية من نزلات البرد والأمراض الموسمية.

البلح البرحي وصحة العظام

من المزايا التي لا يعرفها الكثيرون أن البلح البرحي يساهم في تقوية العظام والوقاية من هشاشتها، وذلك بفضل احتوائه على الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور، وهي عناصر ضرورية لبناء العظام والحفاظ على كثافتها، كما أن وجود فيتامين ك في البلح يعزز من امتصاص الكالسيوم داخل الجسم، مما يجعل تناوله مهمًا بشكل خاص لكبار السن والنساء بعد سن اليأس الذين يكونون أكثر عرضة لمشكلات العظام.

البلح البرحي ودوره في تحسين المزاج

من المثير للاهتمام أن البلح البرحي لا يمنح الجسم فوائد جسدية فقط بل يؤثر أيضًا على الحالة النفسية، إذ إن السكريات الطبيعية فيه تساعد على زيادة إفراز هرمون السيروتونين المعروف بهرمون السعادة، مما يساهم في تحسين المزاج وتقليل مشاعر التوتر والقلق، كما أن المغنيسيوم الموجود في البلح يلعب دورًا في تهدئة الجهاز العصبي وتعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء.

نصائح لتناول البلح البرحي

رغم فوائده الكبيرة إلا أن خبراء التغذية ينصحون بتناول البلح البرحي باعتدال خاصة لمرضى السكري، وذلك لأنه يحتوي على نسبة عالية من السكريات الطبيعية التي قد تؤثر على مستوى الجلوكوز في الدم، ويفضل تناوله مع كوب من الحليب أو مع المكسرات لتعزيز قيمته الغذائية، كما يمكن إضافته إلى بعض الأطباق مثل السلطات أو العصائر الطبيعية ليمنحها طعمًا مميزًا وفوائد إضافية.

البلح البرحي ليس مجرد نوع من التمر يتميز بمذاقه اللذيذ، بل هو «كنز غذائي» يضم فوائد صحية متعددة، من تعزيز الطاقة وتحسين الهضم ودعم صحة القلب، وصولًا إلى تقوية المناعة والعظام وتحسين المزاج، ولذلك فإنه يستحق أن يكون جزءًا أساسيًا من نظامنا الغذائي اليومي، ومع الاعتدال في تناوله يمكن للبلح البرحي أن يكون رفيقًا مثاليًا للصحة والحياة السليمة.