أربع كلمات عظيمة أوصانا بها الرسول تحفظ المسلم صباحا ومساء وعند النوم

المسلم في حياته اليومية يحتاج إلى ما يعينه على مواجهة تحديات الدنيا وما فيها من مشاغل وفتن، ولعل من أعظم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاياه المتعلقة بذكر الله عز وجل في الصباح والمساء وعند النوم، وقد أكد «مجمع البحوث الإسلامية» عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن هناك أربع كلمات أوصانا بها النبي ينبغي أن يحرص عليها المسلم صباحًا ومساءً وعند أخذه مضجعه، وهذه الأذكار النبوية ليست مجرد كلمات عابرة وإنما هي حصن منيع يقي المسلم من شرور نفسه ومن وساوس الشيطان، ويمنحه الطمأنينة والسكينة في قلبه.
حديث النبي ووصية لأبي بكر الصديق
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «قل اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه»، ثم أوصاه النبي أن يردد هذه الكلمات إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه، وفي ذلك دلالة واضحة على أهمية الذكر الدائم في حياة المسلم.
سنن الصباح المهجورة
ذكر «مجمع البحوث الإسلامية» أن هناك سننًا نبوية في الصباح قد يغفل عنها المسلمون، ومن أبرزها وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها حيث أوصاها بأربع عشرة كلمة تقال في النهار وهي «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعاء عظيم «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» وهذه الأدعية تعكس عظمة السنة النبوية وحرصها على تحصين المسلم من كل شر.
أذكار تحمي المسلم من الهموم والأحزان
أوضح المجمع أن هناك أذكارًا خاصة بالصباح تحفظ المسلم من القلق والهم مثل الدعاء المشهور «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال»، ومنها دعاء آخر جامع «اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك»، وهذه الأذكار تجعل المسلم دائم الصلة بالله عز وجل، يطلب منه العون ويستعيذ به من كل ما قد يضره في دنياه وآخرته.
أهمية الاستغفار وكثرة الدعاء
أشار المجمع إلى أن من أعظم ما يحصن المسلم هو الإكثار من الاستغفار، فقد ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا»، فالاستغفار ليس فقط مغفرة للذنوب بل هو مفتاح للرزق وسبب للبركة في الحياة، ولهذا ينبغي أن يحرص المسلم على جعله عادة يومية.
وصايا نبوية متكررة في الصباح والمساء
من بين ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه أن يقولوا في الصباح والمساء «اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير»، وكان يقول أيضًا «أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم»، كما حث على قول «سيد الاستغفار» وهو دعاء عظيم يغفر الله به الذنوب لمن قاله موقنًا به، كل ذلك يعكس اهتمام السنة النبوية بأن يبدأ المسلم يومه بالذكر وينهيه بالذكر ليبقى في حفظ الله ورعايته.
دعاء يرضي الله يوم القيامة
استشهد المجمع بما جاء في مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا إلا كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة»، وهذا الحديث يوضح عظم فضل هذه الكلمات القليلة التي إذا تمسك بها المسلم نال رضا الله في الدنيا والآخرة.
أثر الأذكار في حياة المسلم
إن التزام المسلم بهذه الأذكار ينعكس بشكل مباشر على حياته، فهي تجعله أكثر طمأنينة وتعينه على مواجهة التحديات اليومية، كما تمنحه شعورًا بالأمان الداخلي لأنه يعلم أن الله عز وجل هو الحافظ والناصر، ومن هنا يمكن القول إن الذكر هو حياة القلب ودواء الروح وسر من أسرار السعادة التي يبحث عنها كل إنسان.
يتبين أن ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار الصباح والمساء والنوم ليست مجرد كلمات بل هي دروع وقائية تحمي المسلم من الشرور وتفتح له أبواب الرحمة والسكينة، وقد حرص «مجمع البحوث الإسلامية» على تذكير المسلمين بها ليبقوا على صلة دائمة بالله، ومن هنا فإن المسلم الذي يحافظ على هذه الأذكار سيجد بركتها في حياته اليومية وسيكون في معية الله دائمًا.