بعد إصابة جوردن رامزى به.. تعرف على مخاطر وأعراض «سرطان الخلايا القاعدية»

سرطان الخلايا القاعدية هو أحد أكثر أنواع السرطانات الجلدية شيوعًا، وقد تصدر هذا المرض عناوين الأخبار بعد إصابة الشيف العالمي جوردن رامزى به، حيث أثار الخبر حالة من القلق لدى محبيه والمتابعين حول العالم، وأصبح التساؤل قائمًا عن طبيعة هذا النوع من سرطان الجلد، وعن مخاطره وأعراضه وكيفية الوقاية منه، خاصة أنه مرض قد يتعرض له الكثير من الأشخاص دون إدراك مبكر بخطورته.
ما هو سرطان الخلايا القاعدية
يُعرف سرطان الخلايا القاعدية بأنه نوع من «السرطان الجلدي» الذي ينشأ في الخلايا القاعدية الموجودة في الطبقة الخارجية من الجلد، وهذه الخلايا مسؤولة عن إنتاج خلايا جديدة باستمرار لتحل محل الخلايا الميتة، وعندما يحدث خلل في الحمض النووي لهذه الخلايا فإنها تبدأ في النمو بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى تكون أورام سرطانية، ويُعد سرطان الخلايا القاعدية من أكثر أنواع السرطان الجلدية شيوعًا، لكنه غالبًا ما يكون بطيء النمو مقارنة بأنواع أخرى من السرطان.
أسباب الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية
تشير الدراسات الطبية إلى أن السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بهذا النوع من سرطان الجلد هو «التعرض المفرط لأشعة الشمس» أو الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن أجهزة التسمير الصناعي، إذ تؤدي هذه الأشعة إلى إحداث طفرات جينية في الخلايا القاعدية، مما يجعلها تتكاثر بشكل غير طبيعي، كما أن الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة أو من لديهم تاريخ عائلي مع أمراض السرطان الجلدية يكونون أكثر عرضة للإصابة به، إلى جانب ذلك فإن التقدم في العمر يلعب دورًا مهمًا في زيادة احتمالية الإصابة، حيث يزداد تراكم الأضرار الناتجة عن التعرض للشمس مع مرور السنين.
أعراض سرطان الخلايا القاعدية
تظهر أعراض سرطان الخلايا القاعدية غالبًا في صورة «بقع أو نتوءات صغيرة» على الجلد قد تكون بلون الجلد الطبيعي أو وردية أو بنية، وفي بعض الحالات قد يظهر على شكل قرحة لا تلتئم بسهولة أو نزيف متكرر في نفس المنطقة، ومن العلامات التي ينبغي الانتباه إليها أيضًا وجود بقعة لامعة أو متقشرة بشكل متكرر، ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر يلعب دورًا أساسيًا في السيطرة على المرض ومنع تطوره، حيث أن إهمال هذه الأعراض قد يؤدي إلى زيادة حجم الورم وانتشاره في الأنسجة المحيطة.
مضاعفات سرطان الخلايا القاعدية
رغم أن سرطان الخلايا القاعدية يُعتبر من الأنواع الأقل عدوانية مقارنة بأنواع أخرى مثل الميلانوما، إلا أن إهماله قد يسبب مضاعفات خطيرة، إذ يمكن أن يمتد الورم إلى طبقات أعمق من الجلد ويصل إلى العظام أو الأعصاب، وقد يؤدي إلى تشوهات جمالية ملحوظة خاصة إذا أصاب مناطق الوجه أو الرأس، كما أن تكرار الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية أمر شائع، حيث أن من أصيب مرة به قد يكون أكثر عرضة للإصابة مرة أخرى في المستقبل، لذلك فإن المتابعة الطبية المستمرة ضرورية للوقاية من هذه المضاعفات.
طرق تشخيص سرطان الخلايا القاعدية
يعتمد تشخيص سرطان الخلايا القاعدية على الفحص السريري الذي يجريه طبيب الجلدية، حيث يقوم بملاحظة شكل التغيرات الجلدية وفحصها بدقة، وفي بعض الحالات يتم أخذ خزعة من الجلد لتحليلها تحت المجهر للتأكد من وجود الخلايا السرطانية، ويُعد التشخيص المبكر أمرًا في غاية الأهمية لأنه يزيد من فرص نجاح العلاج بشكل كبير، إذ أن الاكتشاف المبكر يتيح استئصال الورم بسهولة قبل أن يتغلغل في الأنسجة العميقة.
خيارات علاج سرطان الخلايا القاعدية
تتنوع طرق علاج سرطان الخلايا القاعدية بحسب حجم الورم ومكانه ودرجة انتشاره، ومن أكثر الطرق شيوعًا «الجراحة الاستئصالية» التي يتم فيها إزالة الورم بالكامل مع جزء صغير من الأنسجة المحيطة لضمان عدم عودته، كما يمكن استخدام تقنية تُعرف باسم «جراحة موس» وهي طريقة دقيقة لإزالة السرطان طبقة تلو الأخرى حتى يتم التأكد من خلو المنطقة من الخلايا السرطانية، وهناك أيضًا خيارات علاجية أخرى مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الموضعي باستخدام الكريمات الدوائية الخاصة، وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى العلاج الضوئي أو العلاج الموجه.
الوقاية من سرطان الخلايا القاعدية
تؤكد المنظمات الصحية العالمية أن الوقاية هي خط الدفاع الأول ضد سرطان الجلد بأنواعه، حيث ينصح الخبراء باستخدام واقيات الشمس بشكل يومي حتى في الأيام غير المشمسة، وتجنب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، كما يُنصح بارتداء الملابس الواقية والقبعات والنظارات الشمسية عند الخروج لفترات طويلة، إضافة إلى الفحص الذاتي المنتظم للجلد وملاحظة أي تغيرات غير طبيعية، كما أن زيارة طبيب الجلدية بشكل دوري تساعد على الاكتشاف المبكر لأي علامات غير طبيعية مما يسهل العلاج ويمنع المضاعفات.
جوردن رامزى وتجربة المرض
إصابة الشيف العالمي جوردن رامزى بسرطان الخلايا القاعدية سلطت الضوء بشكل أكبر على هذا المرض، حيث أظهر مدى أهمية الوعي الصحي والاهتمام بالفحوصات الطبية الدورية، وقد صرح مقربون منه أنه يخضع للعلاج والمتابعة الطبية بشكل مستمر، وهذه التجربة قد تكون بمثابة رسالة توعية لملايين المتابعين حول ضرورة الانتباه إلى صحة الجلد وعدم الاستهانة بأي تغيرات تظهر عليه.