السبت 06 سبتمبر 2025 الموافق 14 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

وزارة الصحة تحذر.. الولادة القيصرية ليست «موضة» وأضرارها تمتد للأم والمولود

وزارة الصحة
وزارة الصحة

حذر الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، من تزايد الاعتماد على الولادة القيصرية في مصر، مؤكدًا أنها تعد «ولادة على خلاف الأصل»، إذ أن المعدل الطبيعي يقضي بألا تتجاوز 15 حالة قيصرية من بين كل 100 ولادة، بينما النسبة الأكبر يجب أن تكون ولادة طبيعية.

 الولادة القيصرية تحمل أضرار صحية على الأم

وأوضح عبد الغفار، في تصريحات إعلامية، أن الولادة القيصرية تحمل العديد من الأضرار الصحية على الأم، من بينها احتمالية إصابتها بعدوى الشق الجراحي، التهابات بطانة الرحم، والنزيف خلال الولادة، إلى جانب زيادة خطر تعرض الساقين والحوض لجلطات نتيجة التدخل الجراحي، فضلًا عن ارتفاع فرص التصاق المشيمة في الحمل المستقبلي.

مخاطر الولادة القيصرية

وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة إلى أن مخاطر الولادة القيصرية لا تتوقف عند الأم فحسب، بل تمتد إلى المولود، حيث قد يعاني من صعوبات في التنفس عقب الولادة مباشرة، فضلًا عن حرمانه من البكتيريا النافعة التي يحصل عليها خلال الولادة الطبيعية، والتي تقيه من أمراض مناعية مثل الربو والحساسية.

 وأضاف أن الدراسات أثبتت أن الأطفال المولودين قيصريًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والسكري في مراحل لاحقة من حياتهم.

 ضرورة الالتزام بالولادة الطبيعية 

وأكد عبد الغفار أن الولادة القيصرية قد تسبب أيضًا صعوبات في الرضاعة الطبيعية، مما ينعكس بالسلب على صحة الأم والطفل، مشددًا على ضرورة الالتزام بالولادة الطبيعية كلما كان ذلك ممكنًا، وعدم اللجوء إلى القيصرية إلا عند وجود دوافع طبية حقيقية تستوجبها.

 تحذيرات وزارة الصحة

تأتي تحذيرات وزارة الصحة في وقت تتزايد فيه معدلات الولادة القيصرية بشكل لافت داخل مصر، وهو ما يثير قلق الأطباء والمتخصصين نظرًا لتداعياته الصحية والنفسية على الأم والطفل على حد سواء.

 فالولادة الطبيعية ليست مجرد خيار صحي فحسب، بل هي عملية فطرية تحافظ على التوازن البيولوجي للأم والمولود، وتمنحهما فرصًا أفضل لبداية حياة صحية متكاملة.

وذلك على عكس الولادة القيصرية التي ارتبطت خلال السنوات الأخيرة بمفهوم «السهولة» أو «الموضة»، بعيدًا عن كونها إجراء طبي استثنائي يلجأ إليه لإنقاذ حياة الأم أو الجنين عند الضرورة.

زيادة نسب الولادات القيصرية

وتمثل زيادة نسب الولادات القيصرية تحديًا لحقوق الأمهات في الحصول على رعاية طبية آمنة تراعي سلامتهن الجسدية والنفسية.

 كثير من السيدات يقعن تحت ضغط اجتماعي أو طبي خاطئ يدفعهن لاختيار العملية القيصرية دون إدراك كامل لمخاطرها، وهو ما قد ينعكس سلبًا على حياتهن المستقبلية، سواء من خلال مضاعفات صحية أو صعوبات في الإنجاب والرضاعة.

 كما أن الأطفال المولودين قيصريًا قد يُحرمون من الاستفادة من عوامل مناعية أساسية تحميهم من أمراض مزمنة، الأمر الذي يعد مساسًا بحقهم في حياة صحية آمنة منذ لحظة الولادة.

تقديم الرعاية الطبية وفقا للمعايير العلمية

فإن قانون تنظيم المنشآت الصحية يلزمان المستشفيات الخاصة والحكومية بتقديم الرعاية الطبية وفقًا للمعايير العلمية والأخلاقية، مع الالتزام بعدم إجراء أي تدخل جراحي إلا عند الضرورة الطبية.

 وبالتالي، فإن الإفراط في اللجوء إلى العمليات القيصرية دون دوافع واضحة قد يضع بعض المؤسسات الطبية تحت طائلة المساءلة القانونية والأخلاقية، خصوصًا إذا ارتبطت العملية بدوافع ربحية أو تجارية على حساب حياة الأمهات والأطفال.

 وضع معايير أكثر صرامة لمنع العمليات القيصرية

وفي هذا السياق، تعكف وزارة الصحة على وضع معايير أكثر صرامة للحد من العمليات القيصرية غير المبررة، وتشجيع الولادات الطبيعية من خلال حملات توعية، وتدريب الكوادر الطبية على أساليب حديثة تُسهل عملية الولادة وتدعم الأمهات نفسيًا. 

وتظل المسؤولية مشتركة بين الدولة والمستشفيات والأسر، من أجل إعادة الاعتبار للولادة الطبيعية باعتبارها الأصل، وضمان ألا تتحول القيصرية إلى قاعدة، بل أن تبقى خيار طبي استثنائي ينقذ حياة لا أن يهددها.

تم نسخ الرابط