ابنة مريض تتهم مستشفي خاص بالمهندسين بالإهمال الطبي بعد جراحة مرارة

السبت 06/سبتمبر/2025 - 11:57 م

شهدت مستشفي خاصة بمنطقة المهندسين بمحافظة الجيزة أزمة جديدة أثارت جدلًا واسعًا، بعد اتهام أسرة محامٍ المستشفى بالتسبب في تدهور حالته الصحية عقب خضوعه لعملية جراحية لاستئصال المرارة، وهي العملية التي وصفتها أسرته بأنها تحولت من جراحة بسيطة إلى رحلة معاناة مليئة بالمضاعفات الخطيرة.

وقالت عهد أحمد، ابنة المريض، عبر منشور على صفحتها الشخصية بموقع «فيسبوك»، إن والدها كان يتمتع بصحة جيدة قبل دخوله المستشفيى لإجراء العملية، مشيرة إلى أن الأسرة فوجئت بحدوث مضاعفات غير متوقعة وصفتها بأنها «أبشع صور الإهمال الطبي».

12 ساعة داخل غرفة العمليات

وكشفت الابنة أن والدها دخل غرفة العمليات لإجراء الجراحة التي عادة ما تستغرق فترة زمنية قصيرة، إلا أن الفريق الطبي استغرق قرابة 12 ساعة متواصلة، وهو ما أثار قلق الأسرة.

وأضافت أن المريض خرج من العملية بحالة صحية متدهورة، حيث تبين إصابته بثقب في القناة المرارية والإثنى عشر، إضافة إلى تأثر الكبد بشكل بالغ.

وأكدت أن تلك المضاعفات أدت إلى دخول والدها في سلسلة من العمليات الجراحية اللاحقة، حيث خضع لخمس جراحات متتالية خلال أسبوعين فقط دون أن يتمكن الفريق الطبي من الوصول إلى تشخيص دقيق وواضح لحالته، ما زاد من حدة المخاطر الصحية التي يعاني منها.

علامات الخطر والإهمال في المتابعة

وأوضحت عهد أحمد أن العلامات الحيوية لوالدها كانت تشير بوضوح إلى وجود خطر بالغ، حيث ارتفعت درجة حرارته بشكل كبير وازدادت ضربات قلبه بصورة ملحوظة، وهي مؤشرات تستوجب التدخل الطبي السريع، لكن الفريق المعالج بحسب روايتها اكتفى بإعطائه أدوية مسكنة وعلاجات لتخفيف الألم فقط، ما تسبب في مزيد من التدهور الصحي.

تكاليف باهظة ومحاولات تنصل

واتهمت أسرة المريض إدارة المستشفى بفرض مبالغ مالية باهظة مقابل استمرار العلاج، موضحة أن التكلفة وصلت إلى 150 ألف جنيه، فضلًا عن آلاف الجنيهات التي كانت تحصل يوميًا من الأسرة، على الرغم من أن الجراحة كانت تُجرى على نفقة نقابة المحامين.

وأشارت إلى أن إدارة المستشفى حاولت لاحقًا التنصل من المسؤولية، وسعت إلى نقل المريض إلى مستشفى آخر بحجة استكمال العلاج، في محاولة وفق وصفها للحفاظ على سمعة المستشفى وتفادي أي مساءلة قانونية.

نقل إلى مستشفى جامعي

ونجحت الأسرة بالفعل في نقل المريض إلى مستشفى جامعي بعد تدهور حالته، حيث خضع لعمليتين إضافيتين هناك، لكنه ما زال يعاني من مضاعفات خطيرة بينها فتق جراحي ومشكلات صحية معقدة تتطلب رعاية طبية فائقة.

وأكدت ابنته أن الأسرة تعيش حالة من القلق المستمر على حياته، بعد أن دخل المستشفي في البداية وهو يسير على قدميه لإجراء جراحة بسيطة، ليجد نفسه في مواجهة سلسلة من التداعيات الطبية الصعبة.

مناشدة وزارة الصحة

وطالبت عهد أحمد وزارة الصحة والسكان بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، مؤكدة أن ما تعرض له والدها داخل المستشفي يمثل جريمة إهمال طبي لا يمكن السكوت عنها، مشددة على أن الأسرة لن تتنازل عن حقه القانوني في محاسبة المستشفى والأطباء المسؤولين عن حالته.

أزمة الإهمال الطبي

وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة ملف الإهمال الطبي في بعض المستشفيات الخاصة، وما يترتب عليه من مخاطر جسيمة على حياة المرضى، خاصة مع غياب المتابعة الدقيقة والاعتماد على مسكنات مؤقتة بدلًا من التدخل العلاجي المناسب.

كما أثارت القضية جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثير من المتابعين عن تضامنهم مع الأسرة، وطالبوا بضرورة تشديد الرقابة على المستشفيات الخاصة لمواجهة أي تقصير أو مخالفة.

وأكدت أسرة المريض أن القضية بالنسبة لهم ليست فقط مسألة علاج أو تكاليف مادية، وإنما دفاع عن حق إنساني أصيل، وضمان لعدم تكرار مثل هذه الكوارث مع مرضى آخرين قد يجدون أنفسهم في الموقف ذاته.

محافظات