الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 الموافق 17 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الثوم النيء.. «درع طبيعي» لمكافحة السرطان وتقوية جهاز المناعة

الثوم النيء
الثوم النيء

الثوم النيء يعتبر من أقدم وأقوى العلاجات الطبيعية التي عرفها الإنسان عبر العصور، حيث ظل «الثوم» يحتل مكانة مميزة في الطب الشعبي والحديث معًا، لما له من فوائد صحية مذهلة تمتد من تعزيز «المناعة» إلى الحماية من أخطر الأمراض مثل السرطان، وقد أصبح «الثوم» اليوم أحد العناصر الأساسية التي ينصح بها الأطباء وخبراء التغذية من أجل تقوية الجسم ومكافحة العدوى، كما أن تناول «الثوم» بانتظام يساعد في الوقاية من العديد من المشكلات الصحية التي تهدد الإنسان.

الثوم ومكانته في الطب القديم والحديث

منذ آلاف السنين كان «الثوم» يستخدم كعلاج طبيعي في الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية واليونانية والهندية، حيث أدرك القدماء أن تناول «الثوم» يمنح الجسم قدرة على مقاومة الأمراض، كما كانوا يعتقدون أنه يطيل العمر ويمنح الإنسان طاقة إضافية، ومع تطور العلم الحديث أكدت الدراسات ما توصل إليه القدماء، حيث أثبتت الأبحاث أن «الثوم» يحتوي على مركبات كبريتية نشطة مثل الأليسين التي تمنحه خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، وهذه المركبات هي التي جعلت «الثوم» يوصف اليوم كـ «درع طبيعي» يحمي الجسم.

الثوم والسرطان

أحد أهم الاكتشافات العلمية المرتبطة بـ «الثوم» هو دوره الفعّال في مكافحة السرطان، فقد وجدت دراسات متعددة أن الأشخاص الذين يتناولون كميات مناسبة من «الثوم النيء» بانتظام لديهم فرص أقل للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان مثل سرطان المعدة والقولون والمريء، ويرجع ذلك إلى أن «الثوم» يعمل على تعزيز آليات الدفاع الطبيعية في الجسم ويساعد على إبطاء نمو الخلايا السرطانية، كما أن «الثوم» يسهم في تقليل الالتهابات المزمنة التي تعد بيئة خصبة لنمو الأورام، وهو ما يجعله خيارًا غذائيًا مهمًا لكل من يبحث عن الوقاية من أخطر الأمراض.

الثوم ودوره في تقوية المناعة

لا يخفى على أحد أن «جهاز المناعة» هو خط الدفاع الأول للجسم ضد الأمراض، وهنا يظهر دور «الثوم» بوضوح، حيث يساعد تناوله بانتظام على تحفيز خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مقاومة العدوى، كما أنه يزيد من إنتاج بعض الإنزيمات التي تحمي الجسم من السموم، ولهذا يعتبر «الثوم» من أقوى الأطعمة التي يمكن الاعتماد عليها في فصل الشتاء أو في أوقات انتشار العدوى الفيروسية، كما أن خصائصه المضادة للأكسدة تعزز مناعة الجسم وتمنع الإجهاد التأكسدي الذي يضعف الخلايا.

طريقة تناول الثوم للحصول على فوائده

حتى يتمكن الجسم من الاستفادة القصوى من فوائد «الثوم»، يوصي خبراء التغذية بتناوله نيئًا بدلًا من طهيه لفترات طويلة، لأن الحرارة تقلل من فعالية مركب الأليسين الفعّال، لذلك ينصح بتقطيع «الثوم» أو هرسه وتركه لبضع دقائق قبل تناوله حتى تتفاعل الإنزيمات وتطلق المادة الفعالة، ويمكن إضافته إلى السلطات أو تناوله على الريق مع كوب ماء، كما يمكن دمجه في وصفات الطعام اليومية مع مراعاة عدم الإفراط في الطهي.

الثوم وصحة القلب والأوعية الدموية

إلى جانب دوره في محاربة السرطان وتعزيز المناعة، يمتاز «الثوم» بفوائد كبيرة لصحة القلب، حيث يساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم، كما يعمل على تحسين تدفق الدم ومنع تكوين الجلطات، وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يحرصون على تناول «الثوم» بانتظام يتمتعون بضغط دم متوازن وصحة قلبية أفضل، مما يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض الشرايين والنوبات القلبية.

الثوم والجهاز الهضمي

يعد «الثوم» من الأطعمة المفيدة جدًا لصحة الجهاز الهضمي، فهو يساعد في التخلص من البكتيريا الضارة في الأمعاء، ويعزز نمو البكتيريا النافعة التي تحافظ على التوازن الداخلي، كما أن تناول «الثوم النيء» قد يسهم في تحسين عملية الهضم ويقلل من مشاكل مثل الانتفاخ والغازات، إضافة إلى أنه يحفز إفراز العصارات الهضمية التي تساعد على امتصاص أفضل للعناصر الغذائية.

الثوم بين الفوائد والتحذيرات

رغم أن «الثوم» يعد غذاءً سحريًا متعدد الفوائد، إلا أن هناك بعض التحذيرات المرتبطة بتناوله، حيث قد يسبب تناول كميات كبيرة من «الثوم النيء» بعض الاضطرابات الهضمية مثل حرقة المعدة أو الغازات، كما قد يتعارض مع أدوية السيولة لأنه يقلل من تخثر الدم، لذلك ينصح باستشارة الطبيب قبل تناوله بشكل مكثف لمن يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية حساسة، ومع ذلك يبقى «الثوم» عنصرًا غذائيًا لا غنى عنه لمن يسعى لتعزيز صحته بشكل طبيعي.

«الثوم النيء» بالفعل «درع طبيعي» وهبة من الطبيعة، فقد أثبتت الدراسات أنه يساهم في الوقاية من السرطان، وتقوية جهاز المناعة، وتحسين صحة القلب والجهاز الهضمي، وكل ذلك بفضل مركباته الفريدة التي تمنحه قوة علاجية استثنائية، ولا شك أن إدخال «الثوم» في النظام الغذائي اليومي يمثل خطوة بسيطة لكنها ذات تأثير عميق على الصحة العامة، مما يجعل هذا الغذاء البسيط أحد أسرار الحياة الصحية الطويلة.

تم نسخ الرابط