الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 الموافق 01 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

جريمة صادمة.. أب يقتل طفلته ويصيب الثانية ثم ينتحر

أرشيفية
أرشيفية

في جريمة مروعة هزت منطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية، كشفت تحقيقات النيابة العامة عن تفاصيل مأساوية لعنف أسري راح ضحيتها فتاة على يد والدها، الذي قام أيضًا بإصابة شقيقتها قبل أن يُنهي حياته. 

وتُعد هذه الواقعة بمثابة جرس إنذار حول العنف المتزايد داخل الأسر، والذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية ومدمرة.

تفاصيل مأساوية.. الأم تكشف خيوط الجريمة

وفقًا للتحقيقات، بدأت خيوط الجريمة تتكشف من خلال أقوال الأم، التي أفادت بوجود خلافات زوجية حادة بينها وبين زوجها، الذي يعمل لحامًا. 

وذكرت أن هذه الخلافات بلغت ذروتها عندما قررت الأم مغادرة منزل الزوجية، رافضةً كل محاولات زوجها المستمرة لإعادتها.

وفي محاولة يائسة وغير متوقعة، قام الزوج بالاتصال بابنته الكبرى، التي تُدعى رويدا، وطلب منها أن تأتي إلى المنزل بصحبة شقيقتها الصغرى، مدعيًا أنه اشترى لهما حقائب مدرسية جديدة. 

وقد استخدم هذا العرض كطُعم لإيقاع الفتاتين في فخ محكم، حيث ذهبتا إلى منزل والدهما غير مدركتين لما ينتظرهما من مصير مأساوي.

جناية احتجاز وتهديد.. محاولة يائسة للسيطرة

بمجرد دخول الفتاتين إلى المنزل، احتجزهما الأب وبدأ في تنفيذ مخططه. قام بالاتصال بزوجته، واشترط عودتها إلى المنزل ومعاشرته، وإلا فإنه سيقوم بقتل ابنتيهما. 

هذا التهديد لم يكن مجرد كلام، فقد كان الأب في حالة من اليأس والغضب الشديد، الذي دفعه إلى ارتكاب أفظع الجرائم.

بعد أن رفضت الزوجة العودة، بدأ الأب في تنفيذ تهديده. استل سلاحًا أبيض، وهاجم ابنته الكبرى، رويدا، ووجه لها عدة طعنات في الرقبة حتى سقطت أرضًا.

 وعندما حاولت الابنة الصغرى التدخل للدفاع عن شقيقتها، بدأت بالصراخ والاستغاثة بالجيران، وهو ما دفع الأب إلى توجيه عدة طعنات لها أيضًا.

ضحايا العنف الأسري.. جريمة هزت المجتمع

لم يكن هذا الحادث مجرد جريمة عادية، بل هو مأساة حقيقية تُلقي بظلالها على قضايا العنف الأسري. فضحايا هذه الجريمة لم يكونوا غرباء، بل هم أطفال أبرياء دفعوا ثمن خلافات لم يكونوا طرفًا فيها. 

وقد أثار هذا الحادث صدمة كبيرة في مجتمع العامرية، خاصة بعد سماع الجيران لصراخ واستغاثات الفتاتين، مما جعلهم يدركون أن هناك شيئًا فظيعًا يحدث خلف الأبواب المغلقة.

وفي لحظة من الجنون، وبعد أن أصاب ابنتيه، قام الأب بتوجيه عدة طعنات لنفسه في الصدر والعنق والبطن، لينهي حياته تاركًا خلفه حطامًا أسريًا وذكريات مؤلمة. 

هذه النهاية المأساوية تُؤكد أن العنف ليس مجرد وسيلة لحل الخلافات، بل هو طريق إلى الدمار الشامل.

الإجراءات القانونية.. تحقيقات مكثفة لكشف كل الملابسات

تم تحرير محضر بالواقعة تحت رقم 10762 لسنة 2025 أول العامرية، وبدأت جهات التحقيق تحقيقاتها المكثفة لكشف كل ملابسات الحادث. 

وتعمل النيابة حاليًا على فحص مسرح الجريمة، وجمع الأدلة، والاستماع إلى شهادات الجيران والأقارب، بالإضافة إلى أقوال الأم التي تُعد الشاهد الرئيسي في القضية.

تهدف التحقيقات إلى فهم الدوافع التي قادت الأب إلى ارتكاب هذه الجريمة البشعة، ومعرفة ما إذا كانت هناك أسباب أخرى غير الخلافات الزوجية قد تكون قد ساهمت في وقوعها، كما تهدف التحقيقات إلى تحديد المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الواقعة.

وفي الختام، فإن هذه الجريمة المأساوية تُعد تذكرة قاسية بأن العنف الأسري لا يزال يمثل تهديدًا خطيرًا على سلامة الأفراد، وأن هناك حاجة ملحة للتوعية بمخاطره وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تعاني من خلافات حادة، قبل أن تتطور الأمور إلى نهايات لا يمكن إصلاحها.

 أهمية الدعم النفسي والاجتماعي

تُلقي هذه الجريمة المروعة الضوء على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يواجهون ضغوطًا عائلية شديدة. 

ففي كثير من الأحيان، يمكن أن تكون الأفعال العنيفة نتيجة لمشاكل نفسية وعاطفية غير معالجة. 

وتُعد هذه المأساة دعوة صريحة للمجتمع لتقديم المساعدة للأسر التي تمر بأزمات، بهدف منع تكرار مثل هذه الجرائم التي تُدمر الأرواح وتُفكك العائلات.

تم نسخ الرابط