الأربعاء 24 سبتمبر 2025 الموافق 02 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الصحة العالمية» توضح حقيقة علاقة الباراسيتامول بمرض التوحد

المدير العام لمنظمة
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية

التوحد يظل من «الاضطرابات» التي تثير الكثير من الجدل والبحث العلمي المستمر، وفي ظل القلق المتزايد لدى الأهالي خرجت «منظمة الصحة العالمية» بتوضيح رسمي لحسم الجدل الدائر حول علاقة دواء «الباراسيتامول» بزيادة خطر إصابة الأطفال بمرض «التوحد»، حيث أكدت المنظمة أن الأدلة العلمية الحالية لا تثبت وجود صلة مباشرة بين استخدام هذا الدواء الشائع أثناء الحمل وبين احتمالية ظهور أعراض «التوحد» لدى الأطفال، وجاء هذا البيان بعد موجة من التقارير التي انتشرت على مواقع التواصل وأثارت قلق الأمهات والحوامل بشأن سلامة استخدام «الباراسيتامول» خلال فترات الحمل.

خلفية الجدل حول التوحد والباراسيتامول

بدأت قضية «التوحد» وعلاقته بدواء «الباراسيتامول» عندما ظهرت دراسات محدودة تشير إلى احتمال وجود ارتباط بين استخدام المسكنات خلال الحمل وزيادة خطر إصابة المواليد باضطرابات طيف «التوحد»، هذه الدراسات الصغيرة دفعت الكثير من الأسر إلى القلق والتساؤل، إلا أن خبراء الصحة العالمية شددوا على أن تلك الأبحاث لم تصل إلى درجة من القوة العلمية التي تجعلها دليلا قاطعا، وأوضحت أن «الباراسيتامول» يعد دواء آمنا نسبيا عند استخدامه بالجرعات الموصى بها وتحت إشراف طبي، وهو ما يجعل الحديث عن علاقة مؤكدة مع «التوحد» غير دقيق حتى الآن.

موقف منظمة الصحة العالمية

في بيانها الأخير أشارت «الصحة العالمية» إلى أن تقييمها الشامل لجميع الدراسات المتاحة لم يجد رابطا حاسما يثبت أن «الباراسيتامول» يؤدي إلى «التوحد»، وأكدت أن الحمل مرحلة حساسة تتطلب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، إلا أن القلق المبالغ فيه قد يدفع الأمهات إلى تجنب أدوية آمنة قد تكون ضرورية لعلاج ارتفاع الحرارة أو آلام الحمل، وهو ما قد يسبب مضاعفات صحية أخطر، لذلك شددت المنظمة على أن «التوحد» اضطراب معقد تتداخل فيه عوامل وراثية وبيئية متعددة لا يمكن اختزالها في دواء واحد.

رأي الأطباء والباحثين

أطباء الأطفال وأخصائيو الأعصاب يوافقون على ما جاء في بيان «الصحة العالمية»، حيث أوضحوا أن الأبحاث حول «التوحد» ما زالت جارية وأن الأسباب الحقيقية لهذا الاضطراب ليست مفهومة بالكامل بعد، فهناك عوامل جينية تلعب دورا كبيرا إضافة إلى تأثيرات بيئية قد تشمل التعرض لبعض السموم أو العدوى أثناء الحمل، إلا أن الادعاء بأن «الباراسيتامول» سبب مباشر لظهور «التوحد» يفتقر إلى الأدلة الصلبة، ولهذا ينصح الخبراء بعدم الانسياق وراء الشائعات والاكتفاء بالاعتماد على التوصيات الطبية الموثوقة.

التوحد واضطراب النمو العصبي

يعد «التوحد» اضطرابا نمائيا يؤثر في قدرات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، وتظهر أعراضه عادة في السنوات الأولى من حياة الطفل، وتتراوح من خفيفة إلى شديدة، ويحتاج الأطفال المصابون به إلى برامج تدخل مبكر وخطط علاجية متخصصة، وتشير الدراسات إلى أن الكشف المبكر والتدخل العلاجي يساهمان في تحسين مهارات الطفل وزيادة فرص التكيف، ومن المهم أن تدرك الأسر أن «التوحد» ليس نتيجة إهمال أو دواء واحد بل حالة معقدة تتطلب رعاية شاملة ودعما متواصل.

نصائح للأمهات خلال الحمل

توصي «الصحة العالمية» النساء الحوامل بالحفاظ على المتابعة الدورية مع الأطباء وعدم تناول أي دواء دون استشارة مختصة، فالحمل مرحلة دقيقة يحتاج فيها الجسم إلى عناية خاصة، وإذا استدعت الحالة استخدام «الباراسيتامول» لتخفيف الألم أو الحمى يجب الالتزام بالجرعة الموصى بها وعدم تجاوزها، كما تشدد المنظمة على أن تجنب الأدوية تماما قد يضر بصحة الأم والجنين أكثر مما ينفع، لذلك من الضروري الموازنة بين الفوائد والمخاطر وعدم الانجرار خلف الخوف من «التوحد».

دور الإعلام والتوعية

انتشار الشائعات حول «التوحد» وعلاقته بالمسكنات يبرز أهمية الإعلام في نقل المعلومات الدقيقة، فالكثير من الأخبار غير الموثوقة تثير الذعر بين الأمهات وتؤدي إلى قرارات خاطئة قد تؤثر على صحة الحمل، لذا تدعو «الصحة العالمية» وسائل الإعلام إلى التحقق من الأبحاث العلمية قبل نشر أي ادعاءات، وتشجع على تقديم محتوى توعوي يوضح أن «التوحد» حالة متعددة الأسباب وأن الوقاية الحقيقية تكمن في المتابعة الطبية الجيدة والتغذية السليمة.

أهمية البحث العلمي المستمر

رغم عدم وجود دليل قاطع يربط بين «الباراسيتامول» و«التوحد»، إلا أن الأبحاث العلمية مستمرة لفهم جميع العوامل المحتملة التي قد تؤثر على نمو الدماغ لدى الجنين، فكل اكتشاف جديد يسهم في تحسين طرق الوقاية والتشخيص المبكر، وتشدد المؤسسات الصحية على ضرورة تمويل الدراسات واسعة النطاق التي تبحث في تأثير الأدوية المختلفة خلال الحمل، مما يساعد على تقديم توصيات دقيقة تحمي صحة الأم والطفل في آن واحد.

ما أثير حول «التوحد» وعلاقته باستخدام «الباراسيتامول» لا يستند إلى أدلة علمية كافية، وأن بيان «الصحة العالمية» جاء ليطمئن الأمهات ويؤكد أن اتخاذ القرارات الصحية يجب أن يعتمد على استشارة الأطباء والمصادر الموثوقة، فالحفاظ على سلامة الحمل يتطلب توازنا بين العلاج والمتابعة، مع وعي كامل بأن «التوحد» اضطراب معقد يتأثر بعوامل عديدة لا يمكن اختزالها في دواء واحد.

تم نسخ الرابط