السبت 27 سبتمبر 2025 الموافق 05 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مرور ذكرى الهجرة النبوية ودخول النبي مدينة يثرب

القارئ نيوز

يوافق اليوم، السبت 27 سبتمبر، ذكرى سنوية خالدة في تاريخ الأمة الإسلامية، وهي ذكرى وصول النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق إلى المدينة المنورة.

 وتُعتبر هذه اللحظة، التي سُجلت في التاريخ يوم الجمعة 12 ربيع الأول من العام الأول للهجرة (1 هـ)، الموافق 27 سبتمبر سنة 622م، نقطة التحول الكبرى وبداية تأسيس أول مجتمع إسلامي متكامل الأركان.

من يثرب إلى المدينة المنورة.. 27 سبتمبر 622م نقطة تحول التاريخ

انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، والتي كانت تُعرف آنذاك باسم «يثرب»، لم يكن مجرد هجرة جغرافية، بل كان إيذاناً بانتقال الإسلام من مرحلة السرية والاضطهاد إلى مرحلة بناء الدولة والكيان الراسخ.

 وصل النبي إلى المدينة وعمره يومئذٍ «53 سنة»، ومنذ ذلك اليوم التاريخي، حملت المدينة اسم «مدينة الرسول»، ثم اشتهرت باسم «المدينة المنورة»، وتعددت أسماؤها الكريمة الأخرى مثل «طيبة» و «طابة».

لقد كانت الهجرة النبوية هي المقياس الذي أسس عليه المسلمون تاريخهم، فبات اليوم الذي وصل فيه النبي إلى المدينة هو المنطلق لتقويم التاريخ الهجري، الذي فصل بين عهدين: عهد الاضطهاد وعهد التمكين.

 وهذا التحول هو ما جعل المدينة قبلة لقلوب المسلمين وموقعاً لأولى خطوات بناء المجتمع الجديد على أسس العدل والمؤاخاة.

مسجد قباء.. أول بناء للإسلام وأول لبنة في الدولة

لم يمضِ وقت طويل بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة، فقد مكث فيها النبي «أربعة أيام» فقط قبل أن يضع بنفسه الأساس لأول بناء في التاريخ الإسلامي. 

فقد كانت أولى خطواته العملية لتأسيس الدولة هي تأسيس مكان العبادة والتجمع، حيث أسس فيها «أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء».

يُعد مسجد قباء ذا مكانة خاصة؛ فهو أول مسجد «أسسه الرسول- صلى الله عليه وسلم- واختطه بيده» عندما وصل إليها مُهاجراً من مكة المكرمة. 

ولم يكتفِ النبي بالمبادرة، بل «شارك في وضع أحجاره الأولى» ثم أكمله الصحابة الكرام (رضوان الله عليهم).

 وهذا التأسيس كان بمثابة إعلان «بولادة أول مجتمع إسلامي راسخ البناء متماسك الأركان» على وجه المعمورة، حيث أصبح المسجد هو المركز الروحي والاجتماعي والسياسي للدولة الجديدة.

فضل الصلاة في مسجد قباء.. أجر العمرة بـ «ركعتين»

يُعد مسجد قباء من أهم المساجد التي يحرص ضيوف الرحمن على زيارتها والصلاة فيها خلال موسمَي الحج والعمرة، وذلك لفضله العظيم الذي جاءت به الأحاديث النبوية الشريفة. 

فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقصد مسجد قباء بين الحين والآخر ليُصلي فيه، وكان يختار «أيام السبت غالباً» ويحض على زيارته.

وقد ورد في فضل الصلاة في هذا المسجد أحاديث صحيحة ترفع من قدر الصلاة فيه لدرجة تُعادل أجر عبادة عظيمة:

في سنن ابن ماجه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تطهّر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة»، وقد صحح الشيخ الألباني هذا الحديث.

وفي المصنف لابن أبي شيبة، عن سهل بن حنيف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك كعدل عمرة».

وعليه، فإن جمهور العلماء يرى أن من أتى مسجد قباء وصلى فيه «ركعتين أو أكثر»، يُكتب له ثواب عمرة، وسواء كانت هذه الصلاة فريضة أو نافلة (كتحية المسجد أو راتبة)، فإن الفضل ثابت كما هو ظاهر هذه الأحاديث الشريفة، بشرط أن يكون قد تطهر وأحسن الوضوء في بيته قبل المجيء.

سنّة زيارة قباء.. إحياء لهدي النبي وحرص ضيوف الرحمن

تُعد زيارة مسجد قباء والصلاة فيه سنّة متوارثة وعظيمة، يُحيي فيها المسلمون هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويستشعرون بركة أول بقعة أشرقت عليها أنوار رسالته في المدينة المنورة.

إن الحث النبوي على زيارة هذا المسجد تحديداً، يُبرز أهميته الدينية والرمزية، ويجعله وجهة لا غنى عنها لكل حاج أو معتمر.

 فبمجرد «ركعتين»، يغنم المسلم أجراً عظيماً يكاد يوازي أجر أداء مناسك العمرة، وهو ما يعكس كرم الله وفضله.

 ويظل مسجد قباء شاهداً خالداً على اللبنة الأولى في بناء صرح الحضارة الإسلامية العظيمة، ورمزاً لبداية المجتمع المتماسك الذي انطلق من المدينة المنورة ليغير وجه التاريخ.

تم نسخ الرابط