الأربعاء 01 أكتوبر 2025 الموافق 09 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

اعتلال القلب.. كيف تكتشف «ضعف عضلة القلب» مبكرا؟

اعتلال عضلة القلب
اعتلال عضلة القلب

اعتلال القلب من الأمراض المزمنة التي تشغل بال الكثير من الناس حيث يعد «اعتلال القلب» من أبرز الاضطرابات التي تصيب عضلة القلب بشكل مباشر وتؤثر على كفاءتها في ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم، ويؤدي هذا الضعف التدريجي إلى مشكلات صحية قد تكون خطيرة إذا لم يتم اكتشافها والتعامل معها مبكرا، لذلك فإن الوعي بأعراض اعتلال القلب وأسبابه وطرق الوقاية منه يمثل خطوة أساسية للحفاظ على صحة القلب وضمان حياة أفضل.

ما هو اعتلال القلب

«اعتلال القلب» هو مصطلح طبي يشير إلى مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر في قوة عضلة القلب ووظيفتها، وقد يظهر في صورة توسع أو تضخم في جدران القلب أو ضعف في الانقباضات مما يقلل من كمية الدم التي يتم ضخها، ويؤدي ذلك إلى شعور المريض بالتعب المستمر وضيق التنفس وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية كما كان من قبل، وتكمن خطورة اعتلال القلب في أنه يتطور تدريجيا دون أن يشعر المريض في بدايته، ولهذا يصبح الاكتشاف المبكر ضرورة لإنقاذ حياة المصابين.

أسباب اعتلال القلب

تتنوع الأسباب التي تقف وراء «اعتلال القلب» فهناك عوامل وراثية تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة، كما أن ارتفاع ضغط الدم المستمر يعد من أبرز العوامل التي تضعف عضلة القلب بمرور الوقت، إضافة إلى ذلك فإن مرض السكري وتراكم الدهون وارتفاع الكوليسترول في الدم تعتبر من المحفزات الرئيسية، ولا نغفل أيضا دور العدوى الفيروسية أو الالتهابات التي قد تؤثر مباشرة على عضلة القلب، كما أن الإفراط في تناول الكحول أو المخدرات يمكن أن يؤدي إلى تدهور حاد في وظيفة القلب، وهناك أيضا حالات يحدث فيها اعتلال القلب نتيجة التعرض المستمر للإجهاد البدني أو النفسي.

أعراض ضعف عضلة القلب

من المهم التعرف على أعراض «اعتلال القلب» حتى يتم اكتشافه مبكرا، ومن أبرز العلامات التي قد يلاحظها المريض ضيق التنفس المتكرر خاصة أثناء النوم أو بعد مجهود بسيط، كما يشعر المصاب بإرهاق مزمن وعدم القدرة على بذل أي نشاط، وقد يظهر أيضا تورم في الساقين أو القدمين نتيجة احتباس السوائل، إضافة إلى الشعور بخفقان سريع أو غير منتظم في القلب، وفي بعض الحالات يعاني المريض من ألم في الصدر أو دوخة متكررة، وتعتبر هذه الأعراض إنذارا واضحا بوجود خلل في عضلة القلب يستدعي التدخل الطبي

تشخيص اعتلال القلب

لكي يتم تشخيص «اعتلال القلب» بدقة يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات، تبدأ بالفحص السريري والاستماع إلى نبضات القلب والرئتين، ثم إجراء تخطيط كهربائي للقلب للكشف عن أي اضطرابات في النبض، كما يتم اللجوء إلى الأشعة الصوتية التي توضح قوة انقباض عضلة القلب وحجم الغرف الداخلية، وفي بعض الحالات يطلب الطبيب إجراء أشعة بالرنين المغناطيسي أو قسطرة قلبية للحصول على صورة أدق، وتساعد هذه الفحوصات على تحديد نوع اعتلال القلب سواء كان توسعيا أو تضخميا أو اعتلالا مقيدا.

مضاعفات اعتلال القلب عند إهماله

إهمال التعامل مع «اعتلال القلب» يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة، من بينها الإصابة بفشل القلب الاحتقاني حيث يعجز القلب عن ضخ الدم بالكفاءة المطلوبة، كما أن اضطراب النبض قد يزيد من خطر تكوين جلطات دموية تنتقل إلى الدماغ مسببة السكتة الدماغية، كذلك فإن تراكم السوائل في الرئتين أو الكبد يعد من المضاعفات الشائعة، وهناك أيضا خطر توقف القلب المفاجئ الذي قد يحدث في بعض الحالات المتقدمة، لذلك فإن المتابعة الطبية المستمرة تعتبر عنصرا أساسيا للوقاية من هذه النتائج الخطيرة.

علاج اعتلال القلب

يعتمد علاج «اعتلال القلب» على شدة الحالة ونوع الاعتلال، ففي المراحل المبكرة يركز الأطباء على تعديل نمط الحياة من خلال التحكم في الوزن واتباع نظام غذائي صحي وتقليل الملح والدهون، إضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم والتوقف عن التدخين والكحول، أما في الحالات المتوسطة فقد يصف الطبيب أدوية تساعد على تحسين قوة عضلة القلب وتنظيم النبض وتقليل ضغط الدم، وفي الحالات المتقدمة قد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي مثل زرع منظم لضربات القلب أو حتى زرع قلب جديد في بعض الحالات الحرجة، ويظل الهدف الرئيسي من العلاج هو تحسين جودة حياة المريض وتقليل المضاعفات.

الوقاية من اعتلال القلب

الوقاية من «اعتلال القلب» تبدأ من اتباع أسلوب حياة صحي منذ الصغر، حيث ينصح الأطباء بالالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، مع تقليل استهلاك الدهون المشبعة والسكريات، كما أن ممارسة النشاط البدني بانتظام تساهم في تقوية القلب والحفاظ على وزن مثالي، ومن المهم أيضا إجراء فحوصات دورية لمتابعة ضغط الدم ومستويات السكر والكوليسترول، فالاكتشاف المبكر لأي خلل يساعد في تجنب تطور اعتلال القلب إلى مراحل متقدمة.

«اعتلال القلب» من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها إذا تم اكتشافها مبكرا والالتزام بالعلاج المناسب، فالوعي بالأعراض والعوامل المسببة والتعاون مع الأطباء يعد أساسيا لتفادي المضاعفات، ومن خلال الاهتمام بنمط حياة صحي والمتابعة الدورية يمكن لأي شخص أن يقلل من خطر الإصابة ويحافظ على قلب قوي وصحي، لذلك يبقى التثقيف الصحي حول اعتلال القلب ضرورة ملحة لحماية الأفراد والمجتمع من هذا المرض الصامت الذي قد يتطور دون إنذار.

تم نسخ الرابط