واقعة مشاجرة بين معلمي التاريخ تحال للتحقيق رسميًا

شهدت مدرسة ميت حلفا الثانوية المشتركة التابعة لإدارة قليوب التعليمية بمحافظة القليوبية، واقعة مؤسفة وغير تربوية اليوم الخميس، تمثلت في اعتداء مدرس قديم لمادة التاريخ على زميله الجديد المكلف بالتدريس في المدرسة.

 أثارت هذه المشاجرة استنكاراً واسعاً، مما دفع مديرية التربية والتعليم لاتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة بتحويل الواقعة إلى التحقيق العاجل.

تفاصيل الاعتداء: خلاف على التكليف ينتهي بـ «إصابة في الأنف»

كشفت تفاصيل الواقعة عن أن المدرس المعتدى عليه هو من أبناء قرية ميت حلفا نفسها، وقد تم تكليفه بسد العجز في هيئة التدريس بالمدرسة من خلال عقود الحصة.

الاعتداء عند تسليم خطاب التكليف

وقع الاعتداء في لحظة حساسة، حيث كان المدرس الجديد يقوم بـ «تسليم خطاب التكليف» الخاص به إلى إدارة المدرسة. وفي تلك الأثناء، «فوجئ بزميله معلم مادة التاريخ يعتدي عليه بالضرب».

أسفر هذا الاعتداء عن إصابة مباشرة للمدرس الجديد، حيث تعرض لإصابة واضحة في «الأنف»، وتُشير الدلائل الأولية إلى أن الخلاف قد يكون نشب حول توزيع الأنصبة أو خلاف مهني يتعلق بالمادة الواحدة.

هروب المتهم والإجراءات الفورية

فور وقوع الحادث، تم «إبلاغ شرطة النجدة»، وشرع في «تحرير محضر بالواقعة». إلا أن المدرس المعتدي «ترك المدرسة قبل وصول قوات الشرطة».

رغم هروب المتهم، أكد مدير عام الإدارة التعليمية بقليوب على اتخاذ إجراءات إدارية فورية، مشيراً إلى «إحالة المدرس المعتدي إلى التحقيق»، وأن الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة جارية لفحص الواقعة وملابساتها.

أول تعليق رسمي من «تعليم القليوبية»: لا تهاون مع السلوكيات غير التربوية

أعلنت مديرية التربية والتعليم بمحافظة القليوبية عن موقفها الرسمي من الحادث، مؤكدة رفضها المطلق لمثل هذه السلوكيات داخل المؤسسات التعليمية.

متابعة دقيقة وإحالة للتحقيق العاجل

أكدت المديرية أنها «تتابع عن كثب واقعة المشاجرة» التي نشبت بين اثنين من معلمي مادة التاريخ داخل مدرسة ميت حلفا الثانوية المشتركة، وقد تم التعامل مع الحادث وفقاً للضوابط الإدارية المتبعة فور وقوعه.

وأوضحت المديرية أنه «فور وقوع الحادث قامت مديرة المدرسة بإعداد مذكرة تفصيلية بالواقعة وإخطار مدير الإدارة التعليمية بقليوب».

 وعلى ضوء ذلك، قام مدير الإدارة التعليمية بـ «إحالة الأمر إلى التحقيق العاجل»، كما أكدت المديرية أن «كافة الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة حيال المخالفين جارية».

المدرسة مكان للعلم والتربية

شددت مديرية التربية والتعليم بالقليوبية على موقفها الصارم والمبدئي، مؤكدة «رفضها التام لأي تجاوزات أو سلوكيات غير تربوية داخل المدارس». 

وذكرت المديرية بأن «المدرسة مكان للعلم والتربية»، محذرة من أن «أي خروج عن الأعراف والقوانين لن يتم التهاون فيه وسيُقابل بإجراءات رادعة».

الحرص على بيئة تعليمية آمنة

اختتمت المديرية تعليقها بالتأكيد على «حرصها على توفير بيئة تعليمية آمنة ومنضبطة»، كما وجهت دعوة للمسؤولين، المعلمين والطلاب معًا، إلى «الالتزام بالقيم التربوية واحترام قدسية العملية التعليمية».

تُظهر سرعة استجابة مديرية التربية والتعليم بقليوب وتعهدها بـ إجراءات رادعة جدية المؤسسة التعليمية في التعامل مع أي سلوك يمس كرامة المُعلم أو قدسية المدرسة.

ويُثير هذا الحادث تساؤلات حول آليات الاندماج المهني للمعلمين الجدد، خاصة أولئك المعينين بـ عقود الحصة، وضرورة تأمين بيئة عمل خالية من التوتر.

 وقد وجهت المديرية بضرورة إجراء تحقيق شامل لتحديد ملابسات الواقعة بدقة ومعاقبة المعتدي لضمان عدم تكرار التجاوزات. 

هذا الإجراء الرادع يُرسخ الاحترام الواجب داخل الحرم المدرسي، ويُشدد على أن السلوك غير التربوي لا مكان له في العملية التعليمية.

 الدوافع الحقيقية وراء هذا الاعتداء

من المتوقع أن يُسلط التحقيق الضوء على الدوافع الحقيقية وراء هذا الاعتداء الغاشم الذي وقع أمام مرأى ومسمع طلاب المدرسة.

 وتُشدد نقابة المعلمين على أن كرامة المعلم خط أحمر، وتطالب بتطبيق أقصى عقوبة إدارية وقانونية على المعتدي، بما يتماشى مع خطورة فعله داخل مؤسسة تربوية. 

وتهدف هذه الإجراءات إلى طمأنة بقية الكوادر التعليمية وتعزيز هيبة المعلم داخل المدارس في محافظة القليوبية.