الأربعاء 08 أكتوبر 2025 الموافق 16 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

دراسة طبية تكشف.. «القهوة» قد تبطل تأثير أدوية شائعة الاستخدام

تفاعل القهوة مع الادوية
تفاعل القهوة مع الادوية

تشير دراسة طبية حديثة إلى أن «القهوة» التي تُعد من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم قد تكون سببًا في تقليل فعالية بعض الأدوية التي يعتمد عليها الملايين يوميًا لعلاج أمراض مختلفة، إذ وجد العلماء أن مكونات «القهوة» يمكن أن تؤثر بشكل مباشر في امتصاص العقاقير داخل الجسم مما يؤدي إلى ضعف مفعولها أو حتى إبطال تأثيرها تمامًا، وهو ما يسلط الضوء على ضرورة الحذر عند تناول «القهوة» بجانب أي علاج دوائي.

تفاعل «القهوة» مع الأدوية

أكد الباحثون في دراستهم أن «القهوة» تحتوي على مركبات كيميائية مثل الكافيين والبوليفينولات وهذه المواد يمكن أن تتداخل مع عملية التمثيل الغذائي لبعض الأدوية داخل الكبد، كما أشاروا إلى أن «القهوة» قد تؤثر في امتصاص الدواء داخل الأمعاء، مما يقلل من كمية الدواء التي تصل إلى الدم، وبالتالي تقل فعاليته العلاجية، وأوضح الخبراء أن هذا التأثير لا يعتمد فقط على نوع الدواء، بل يتأثر أيضًا بكمية «القهوة» المستهلكة وطريقة إعدادها سواء كانت سوداء أو مضافًا إليها الحليب أو السكر.

وأضاف الأطباء أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام إعادة النظر في توقيت تناول الأدوية اليومية خاصة لدى الأشخاص الذين يشربون «القهوة» بشكل منتظم في الصباح، إذ يُفضل الفصل بين تناول الدواء وشرب «القهوة» بفترة زمنية لا تقل عن ساعتين لتجنب أي تداخل محتمل، كما نصح الباحثون بأن يستشير المرضى أطباءهم قبل الجمع بين «القهوة» والعقاقير.

تأثير «القهوة» على أدوية القلب والضغط

من بين الأدوية التي حذرت الدراسة من تناولها مع «القهوة» هي أدوية القلب وضغط الدم المرتفع، حيث تبين أن الكافيين الموجود في «القهوة» قد يسبب زيادة مؤقتة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما قد يعاكس تأثير الأدوية المخصصة لخفض الضغط أو تنظيم نبضات القلب، كما أن بعض مرضى القلب الذين يعتمدون على أدوية من فئة «البيتا بلوكر» قد يلاحظون ضعفًا في فعالية أدويتهم عند تناول «القهوة» في نفس الوقت.

وأشار الباحثون إلى أن تناول «القهوة» بكميات كبيرة يوميًا قد يؤدي إلى تراكم الكافيين في الجسم، مما يغير طريقة استجابة الجسم لبعض الأدوية الأخرى مثل المهدئات أو المنومات، إذ يعمل الكافيين كمنبه عصبي قوي في حين تعمل الأدوية المهدئة بالعكس تمامًا، وهو ما يجعل الجمع بينهما يُضعف أحدهما الآخر.

«القهوة» وأدوية الغدة والحديد

تطرقت الدراسة أيضًا إلى تأثير «القهوة» على امتصاص أدوية الغدة الدرقية، إذ تبين أن تناولها في الصباح مباشرة بعد تناول الدواء قد يمنع امتصاصه بشكل كامل، مما يجعل المريض يشعر بعدم تحسن حالته رغم التزامه بالجرعات، كما أن «القهوة» تقلل من امتصاص الحديد من الأطعمة والمكملات الغذائية، لذا ينصح الأطباء بعدم شرب «القهوة» بعد تناول وجبات غنية بالحديد أو بعد تناول مكملاته.

ولفت الباحثون إلى أن «القهوة» لا تتفاعل فقط مع الأدوية بل قد تؤثر كذلك في امتصاص بعض العناصر الغذائية المهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، مما قد يؤدي على المدى الطويل إلى نقص هذه العناصر في الجسم خاصة لدى الأشخاص الذين يشربون أكثر من ثلاثة أكواب من «القهوة» يوميًا.

هل يجب التوقف عن شرب «القهوة»؟

على الرغم من التحذيرات، إلا أن الخبراء لا ينصحون بالامتناع التام عن شرب «القهوة» بل يدعون إلى «التوازن» والاعتدال في استهلاكها، إذ إن «القهوة» تحتوي على مضادات أكسدة عديدة يمكن أن تعود بالنفع على الجسم إذا تم تناولها بشكل معتدل، فالمشكلة ليست في «القهوة» نفسها بل في توقيت شربها مع الأدوية أو الإفراط في تناولها.

كما أوضحت الدراسة أن هناك اختلافات فردية بين الأشخاص في مدى تأثرهم بتفاعل «القهوة» مع الأدوية، فبعض الناس يمتلكون قدرة أعلى على استقلاب الكافيين بسرعة، بينما يعاني آخرون من بطء في التخلص منه، مما يجعل تأثيره أقوى لديهم، ولهذا فإن الاستشارة الطبية تبقى ضرورية قبل تغيير أي عادة يومية تتعلق بتناول الدواء أو شرب «القهوة».

نصائح الأطباء لتجنب التداخل

ينصح الأطباء بعدة خطوات بسيطة لتجنب أي تفاعل بين «القهوة» والأدوية، أولها تجنب تناول القهوة في نفس الوقت مع الدواء، وترك فترة لا تقل عن ساعتين بينهما، وثانيًا، قراءة النشرات الدوائية المرفقة مع كل دواء لمعرفة إن كانت هناك تعليمات خاصة بشأن المشروبات المنبهة، وثالثًا، الامتناع عن شرب «القهوة» على معدة فارغة عند تناول أدوية حساسة مثل أدوية المعدة أو الغدة، كما يُنصح الأشخاص الذين يتناولون مكملات غذائية أو فيتامينات أن يتناولوا القهوة بعد الوجبة وليس قبلها.

وأشار الأطباء إلى أن بعض المشروبات الأخرى مثل الشاي ومشروبات الطاقة قد يكون لها تأثير مشابه لـ«القهوة» نظرًا لاحتوائها على الكافيين، لذا يجب أخذ الحذر معها أيضًا، كما يمكن استبدال القهوة أحيانًا بمشروبات خالية من الكافيين لتقليل احتمالات التفاعل الدوائي.

مستقبل الأبحاث حول تفاعل «القهوة» والأدوية

يؤكد الباحثون أن الدراسات حول تفاعل «القهوة» مع الأدوية لا تزال في بداياتها وأن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تأثيرها على أنواع محددة من العقاقير، خاصة الأدوية الحديثة والمكملات الغذائية، ويعمل العلماء حاليًا على دراسة تأثير مكونات «القهوة» المختلفة مثل الكلوروجينيك أسيد والتانينات على مسار الأدوية داخل الجسم، وذلك بهدف إصدار توصيات دقيقة لكل فئة دوائية.

وفي نهاية الدراسة شدد الأطباء على ضرورة وعي المرضى بأن «القهوة» رغم فوائدها الكثيرة إلا أنها قد تتحول إلى عامل سلبي إذا تم تناولها بطرق غير مدروسة أو في توقيتات غير مناسبة مع الأدوية، لذلك تبقى «المعرفة» هي السلاح الأهم في تجنب أي أضرار محتملة وضمان الاستفادة من كلا الأمرين، العلاج والشراب.

تم نسخ الرابط