الأحد 12 أكتوبر 2025 الموافق 20 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«أوميجا 3» يقلل تطور قصر النظر عند الأطفال

ضعف النظر عند الأطفال
ضعف النظر عند الأطفال

يُعد «النظر» من أهم الحواس التي يعتمد عليها الإنسان في تفاعله مع العالم المحيط به، إذ تُمكّنه من إدراك التفاصيل والألوان والأبعاد، ويُعتبر الحفاظ على صحة «النظر» أولوية قصوى خصوصًا في مرحلة الطفولة التي تتشكل فيها القدرات البصرية الأساسية، ومع تزايد استخدام الأجهزة الإلكترونية بين الأطفال ظهرت مشكلات متعددة مرتبطة بضعف الإبصار، وعلى رأسها «قصر النظر» الذي أصبح شائعًا بين الأجيال الجديدة بشكل ملحوظ، مما جعل العلماء والباحثين يتجهون لدراسة تأثير العوامل الغذائية على صحة العيون وعلى تطور حالات «النظر» المرتبطة بقصر أو طول الإبصار.

دراسة علمية تكشف دور أوميجا 3 في دعم النظر

أشارت دراسة طبية حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة بريطانية إلى أن تناول مكملات «أوميجا 3» يمكن أن يُبطئ من تطور قصر النظر لدى الأطفال، حيث أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تناولوا جرعات منتظمة من هذه الأحماض الدهنية سجلوا معدلات أبطأ في تدهور «النظر» مقارنة بأقرانهم الذين لم يتناولوا المكملات، وأكد الباحثون أن «أوميجا 3» تعمل على تعزيز صحة شبكية العين وتحسين تدفق الدم إليها، ما يساعد في الحفاظ على «النظر» الطبيعي لفترة أطول.

آلية تأثير أوميجا 3 على العين

توضح الدراسة أن الأحماض الدهنية الموجودة في «أوميجا 3» مثل حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتاينويك (EPA) تلعب دورًا حيويًا في تكوين خلايا العين وخاصة خلايا الشبكية المسؤولة عن الإبصار، حيث تساعد هذه الأحماض في تقليل الالتهابات داخل أنسجة العين وتحسين وظيفة الأعصاب البصرية، وهو ما يساهم في دعم «النظر» السليم لدى الأطفال، كما أن «أوميجا 3» تُعزز من توازن السوائل داخل العين مما يقلل الضغط الداخلي الذي قد يؤدي إلى ضعف «النظر» أو تطور مشكلات الإبصار بمرور الوقت.

انتشار قصر النظر بين الأطفال

شهدت العقود الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الإصابة بقصر النظر حول العالم، وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الأطفال الذين يعانون من ضعف «النظر» الناجم عن قصر الإبصار تضاعفت في بعض الدول خلال العشرين عامًا الماضية، ويعزو الأطباء ذلك إلى قلة التعرض للضوء الطبيعي وزيادة ساعات الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية، مما يؤدي إلى إرهاق العينين وتقليل مرونة العدسة المسؤولة عن التركيز، وقد أصبح هذا الاتجاه مصدر قلق عالمي دفع المؤسسات الصحية للبحث عن حلول طبيعية وآمنة للحفاظ على سلامة «النظر» لدى الأجيال الصغيرة.

النظام الغذائي ودوره في حماية النظر

يُعتبر النظام الغذائي المتوازن عاملاً مهمًا في الحفاظ على صحة «النظر»، فالأطعمة الغنية بـ«أوميجا 3» مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة والسردين تُعد من أهم المصادر الطبيعية التي تساهم في دعم العيون، كما أن تناول المكسرات والبذور الغنية بالأحماض الدهنية له تأثير إيجابي على شبكية العين، ويُنصح بتضمين هذه الأطعمة ضمن النظام الغذائي اليومي للأطفال لدعم نموهم البصري والحفاظ على «النظر» في أفضل حالاته، فالغذاء لا يقتصر على بناء الجسم فقط بل يمتد أثره إلى تقوية الحواس الحيوية ومنها حاسة الإبصار.

نصائح لحماية نظر الأطفال في العصر الرقمي

مع ازدياد استخدام الأجهزة الذكية، بات من الضروري اتباع إرشادات وقائية لحماية «النظر» عند الأطفال، مثل تحديد فترات استخدام الشاشات وتوفير فترات راحة للعينين أثناء الدراسة أو اللعب، بالإضافة إلى تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الخارجية التي تسمح بتعريض العينين للضوء الطبيعي، وقد أظهرت الدراسات أن قضاء ساعتين يوميًا في الهواء الطلق يمكن أن يحد من تطور قصر النظر، كما يُفضل فحص «النظر» بانتظام لدى طبيب العيون لمتابعة أي تغيرات مبكرة قد تؤثر على الرؤية مستقبلاً.

أهمية التوعية ودور الأسرة

تلعب الأسرة دورًا رئيسيًا في تعزيز الوعي بأهمية «النظر» السليم، فالتربية الصحية تبدأ من المنزل، وعندما يدرك الآباء أهمية التغذية السليمة والمتابعة الطبية فإنهم يساهمون في حماية أبناءهم من مشكلات بصرية طويلة الأمد، كما ينبغي على المدارس نشر التوعية حول عادات الجلوس الصحي والإضاءة المناسبة أثناء الدراسة، لأن بيئة التعلم المريحة تساهم بدورها في الحفاظ على «النظر» الجيد، وفي ظل تزايد المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة يجب دمج هذه المفاهيم ضمن المناهج التربوية.

مستقبل أبحاث النظر والتغذية

يرى العلماء أن العلاقة بين التغذية وصحة «النظر» ستظل مجالًا واعدًا للأبحاث المستقبلية، حيث تعمل المراكز الطبية على دراسة المزيد من المركبات الغذائية التي قد تساعد في تقليل أمراض العيون أو إبطاء تطورها، وقد تفتح نتائج دراسة «أوميجا 3» الباب أمام اعتمادها كوسيلة وقائية طبيعية ضد قصر النظر لدى الأطفال، مما قد يُحدث تحولًا كبيرًا في طرق التعامل مع ضعف الإبصار في المراحل المبكرة من الحياة، إذ إن دعم «النظر» منذ الصغر يُعد استثمارًا في جودة حياة الفرد ومستقبله العلمي والمهني.

تؤكد نتائج الأبحاث الحديثة أن «أوميجا 3» ليست مجرد عنصر غذائي مفيد للقلب والمخ فحسب، بل إنها تلعب دورًا جوهريًا في دعم صحة العين والحفاظ على «النظر»، كما أن تبني أسلوب حياة متوازن يجمع بين التغذية السليمة والأنشطة الخارجية والحد من الإفراط في استخدام الشاشات يمثل الطريق الأمثل للوقاية من ضعف «النظر» بين الأطفال، ويبدو أن المستقبل يحمل آمالًا كبيرة في إمكانية الحد من انتشار قصر النظر بفضل التقدم العلمي في مجال التغذية والبحوث البصرية.

تم نسخ الرابط